جلال دويدار
جلال دويدار


خواطر

الانكماش الاقتصادى يسود العالم نتيجة الخـوف والهـلع من كورونـا

جلال دويدار

الخميس، 23 أبريل 2020 - 06:29 م

أصبح شيئاً عادياً أن نفاجأ كل يوم بانعكاسة سلبية جديدة تلحقها كورونا اللعينة بمسيرة الاقتصاد العالمى. يحدث هذا باعتبار التشابك والترابط الذى يجعل من دول العالم وحدة واحدة. آخر هجمات كورونا للمسيرة الاقتصادية العالمية.. تمثلت فى الانهيار غير المسبوق لأسعار النفط.. انه وبكل المقاييس يعد كارثة وهو نتيجة توقف استهلاك الطاقة فى ظل توقف عمل المنشئات الصناعية والخدمية. فى مواجهة هذه الكارثة فإن الدول لم تجد مفراً من استئناف مشروعاتها الانتاجية للعمل مع اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة.
حول هذا الشأن فإن محصلة ذلك.. تصاعد فى معاناة ومشاكل الدول والشعوب على مستوى كل القارات. ان ما ينذر بالخطر تلك التوقعات بأن العالم سوف يعيش أزمة اقتصادية حادة تفوق فى شدتها أزمة عام ٢٠٠٨. هذه الأزمة وتداعياتها بدأت تلوح مظاهرها على الساحة فيما تشهده الدول المؤثرة اقتصاديا عالميا. يأتى ذلك على ضوء الانتشار المهول لهذا الوباء على مستوى ما يعرف بالدول المتقدمة اقتصاديا. هذه الدول تضم كما هو معروف.. أمريكا والصين والاتحاد الأوروبى وروسيا والدول البترولية.
إن ما يثير الانزعاج هو سرعة انتشار الوباء وعدم القدرة على محاصرته والسيطرة عليه حتى الآن. أدى ذلك الى اتخاذ اجراءات احترازية وحمائية ترتب عليها فرض العزلة والانغلاق. كان من نتيجته دخول الاقتصاد العالمى مرحلة انكماش وجمود. كل هذا تجلى بصورة واضحة فى حالة الانهيار الذى تتعرض له جميع الشركات العملاقة وروافدها. هذا الأمر تجسد فى اللون الأحمر الذى اكتست به لوحات أسعارها فى البورصات.
إن احصائيات الصحة العالمية حول انتشار كورونا.. تقول إن لا فرق بين دول متقدمة أو غنية أو فقيرة وأن الجميع فى الهم سواء. لا سبيل لمواجهة هذا الخطر المستطير سوى بالتعاون والتكافل بين الدول. ان الوسيلة الوحيدة لمقاومة هذه الكورونا هى الالتزام بنصائح وتعليمات الصحة العالمية الوقائية الى أن يأذن الله ويتم اكتشاف الدواء الناجع للقضاء على هذا الوباء.
بحق هذا الشهر الكريم
خلصنا يا رب من كورونا
بداية.. كل عام والجميع بخير وسلام بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم. فى هذا الشهر المبارك يبدأ المسلمون فى مشارق الأرض ومغاربها صوم شهر رمضان المبارك.. يأتي ذلك هذا العام فى ظروف حياتية غاية فى الصعوبة. إنهم وفى نفس الوقت الذى فرض عليهم النضال والكفاح ضد وباء كورونا.. فإن عليهم خوض معركة أخري شرسة لتسيير أمور حياتهم. إننا ونحن نتبادل التهانى بالشهر الكريم فإنه يتحتم تضافر كل جهودنا من أجل الانتصار فى هاتين المعركتين.. معركة الحفاظ على صحتنا وحياتنا.. ومعركة مواصلة العمل والانتاج لتوفير المتطلبات المعيشية.
فى إطار الارتباط بين هاتين المعركتين فإنه لابد من الالتزام بالاجراءات الاحترازية والوقائية لقهر اللعينة كورونا.. مع الحرص فى نفس الوقت على استمرار عجلة العمل والانتاح فى الدوران ضماناً لاستمرار الحياة.
مع نفحات الشهر المعظم فإنها فرصة لجموع المسلمين التوجه بالدعاء الى المولى عز وجل ليشملنا برحمته ولطفه وأن يرفع عنا غمة كورونا.. آمين يا رب العالمين.  

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة