الشيخ أحمد ترك، أستاذ القرآن الكريم بالأزهر الشريف
الشيخ أحمد ترك، أستاذ القرآن الكريم بالأزهر الشريف


خاص| أستاذ أزهري يوضح حياة السلف الصالح في شهر رمضان

إسراء كارم

السبت، 25 أبريل 2020 - 11:43 ص

أوضح الشيخ أحمد ترك، أستاذ القرآن الكريم بالأزهر الشريف، أن السلف الصالح  رحمهم الله كانوا يقبلون على القرآن في شهر رمضان إقبالا كبيرا، ويهتمون به اهتماما عظيما، ويتزودون من تلاوته كثيرا.

- الإمام الشافعي

وذكر خلال تصريحه لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن الإمام الشافعي رحمه الله كان يختم في اليوم والليلة من رمضان ختمتين.

- الإمام البخاري

وكان الإمام البخاري رحمه الله  يقرأ في كل يوم وليلة من رمضان ختمة واحدة، وبعض السلف كان يختم كل ثلاثة أيام.

وأضاف أن بعضهم كان يختم كل خمسة أيام، ومنهم من كان يختم كل جمعة، وكيف لا يكون هذا هو حالهم مع القرآن، ورمضان شهر نزول القرآن، وشهر مدارسة جبريل عليه السلام  للنبي صلى الله عليه وسلم القرآن، وزمنه أفضل الأزمان، والحسنات فيه مضاعفة.

وذكر أنه صح عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: «تعلموا القران فإنه يكتب بكل حرف منه عشر حسنات، ويكفر به عشر سيئات، أما إني لا أقول: { الم } ولكن أقول: ألف عشر، ولام عشر، وميم عشر، فأقبلوا على القرآن في هذا الشهر المبارك العظيم، وحثوا أهليكم رجالا ونساء، صغارا وكبارا، على تلاوته والإكثار منه، واجعلوا بيوتكم ومراكبكم وأوقاتكم عامرة به، تلاوة، وحفظا، واستماعا، وتدبرا، وتفقها.

وصح عن ابن عباس  رضي الله عنهما أنه  قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة».

 

وقال الشيخ أحمد تركي: «اقتدوا بنبيكم صلى الله عليه وسلم، فجودوا في هذا الشهر الفضيل، وكونوا من الكرماء، وأذهبوا عن أنفسكم لهف الدرهم والدينار، وتعلقها بالريال والدولار، وتخوفها من الفقر والحاجة، فإن الشحيح لا يضر إلا نفسه»، واستشهد بقوله  تعالى معاتبا ومرهبا: { ها أنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم }.

وحذر أستاذ القرآن الكريم: «إياكم أن تحقروا قليل الصدقة، فتردكم عن الإنفاق»، فقد صح عنه النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ليقفن أحدكم بين يدي الله ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان يترجم له، ثم ليقولن له: ألم أوتك مالا؟ فليقولن: بلى، ثم ليقولن ألم أرسل إليك رسولا؟ فليقولن: بلى، فينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار، ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلا النار، فليتقين أحدكم النار ولو بشق تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة».

وتابع: «اعلموا أن من الجود بالخير في رمضان: تفطير الصائمين من القرابة والجيران والأصحاب والفقراء والعزاب وغيرهم»، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال مرغبا لكم في تفطير الصائمين، بتبيين فضله وحسن عائده عليكم: «من فطر صائما كتب له مثل أجره».

وأوصى المسلمون: «اتقوا الله ربكم حق تقواه، وأجلوه حق إجلاله، وعظموا أوامره، وأكبروا زواجره، ولا تهينوا أنفسكم بعصيانه، وتذلوا رقابكم بالوقوع في ما حرم، فتنقادوا للشيطان، وتخضعوا للشهوة، بالفطر في نهار الصوم بغير عذر شرعي، إما بجماع، أو استمناء، أو أكل، أو شرب، أو غير ذلك، فإن الإفطار قبل حلول وقته ذنب خطير، وجرم شنيع، وتجاوز لحدود الله فظيع، ومهلكة للواقع فيه».

واستدل بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه  قال مبينا عقوبة من يفطرون قبل تحلة صومهم وإتمامه: «بينا أنا نائم إذ أتاني رجلان، فأتيا بي جبلا وعرا، فقالا: اصعد، فقلت: إني لا أطيقه، فقالا: إنا سنسهله لك، فصعدت حتى إذا كنت في سواء الجبل إذا بأصوات شديدة، قلت: ما هذه الأصوات؟ قالوا: هذا عواء أهل النار، ثم انطلق بي، فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم، مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دما قال: قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين يفطرون قبل تحلة صومهم».

وقال الإمام الألباني رحمه الله  عند هذا الحديث: «هذه عقوبة من صام ثم أفطر عمدا قبل حلول وقت الإفطار، فكيف يكون حال من لا يصوم أصلا؟!».

وأنه تصريحه، قائلا: «أسأل ربي – جل وعلا – أن يبلغنا رمضان بلوغا حسنا، وأن يعيننا على صيامه وقيامه، وأن يجعلنا فيه من الذاكرين الشاكرين المتقبلة أعمالهم، اللهم قنا شر أنفسنا والشيطان، واغفر لنا ولوالدينا وسائر أهلينا، اللهم احقن دماء المسلمين في كل مكان، وأعذهم من الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم من أراد ديننا وبلادنا وأمننا  وأنفسنا وأهلينا وأموالنا بشر ومكر ومكيدة فاجعل تدبيره تدميرا له، ومكره مكرانا به، إنك سميع الدعاء».

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة