ملتقى الفكر الإسلامي
ملتقى الفكر الإسلامي


الأوقاف تفتتح ملتقى الفكر الإسلامي بالتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام

إسراء كارم

السبت، 25 أبريل 2020 - 02:43 م

افتتحت وزارة الأوقاف ملتقى الفكر الإسلامي، والذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية خلال شهر رمضان المبارك 1441هـ، بحضور الوزير الدكتور محمد مختار جمعة، والدكتور عمر حمروش أمين سر لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب.

وقال «جمعة» إن الوزارة حرصت على أن يستمر هذا الملتقى ولو مسجلا، لافتا إلى أن الناس في حاجة إلى جرعة دينية مكثفة عبر وسائل الإعلام المختلفة التي تأتي الهيئة الوطنية للإعلام في مقدمتها كواجب وطني في التثقيف الديني؛ لنؤكد للناس جميعا أن فضل الله (عز وجل) على عباده لم ولن ينقطع، مبينًا أننا رغم الظروف التي نعيشها من تعليق الجمع والجماعات وصلاة التراويح؛ للحفاظ على هدف أسمى وهو النفس البشرية.

وأكد الوزير أن الساجد قبل المساجد، والحفاظ على حياة الساجد قبل عمارة المساجد، وقد نظر نبينا  إلى الكعبة، وقال: «مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ! وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ»، مشيرا إلى أن النبي له خواص، وله صفات، وله مِنَنٌ ربانية من الله عز وجل، عليه، منها: أنه لما نهى أصحابه عن الوصال في الصوم، وقالوا:يا رسول الله إِنَّكَ تُوَاصِلُ، قَالَ: " إنِّي لَسْتُ كَأَحَدِكُمْ، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي"، ومع ذلك مع أنه كان قادرًا على مواصلة الصوم ، إلا أنه أراد أن يعلم أصحابه ، وأن يعلم أمته، وأن يعلمنا جميعًا التيسير ورفع المشقة، فما بالكم بمن يُعرّض حياة الناس للخطر أو للهلاك ؟!.

وشدد الوزير، دفع الهلاك أولى من دفع المشقة، والنبي الذي علمنا أن نقول في الأذان : حي على الصلاة، لندعو الناس إلى الصلاة، هو نفسه الذي علمنا أن نقول في الأذان : «صلوا في بيوتكم، صلوا في رحالكم»، أوقات النوازل والشدائد، مؤكداً أن فضل الله على عباده عظيم ، فمن جهة الصيام يقول نبينا : «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، 

وقال: «أكدنا بناء على رأي وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية أن الصيام قائمٌ على الأصحاء، ولا أثر على الإطلاق لفيروس كورونا على الصيام، وما كان يتم في الأعوام السابقة من صيام الأصحاء قائم لم يتغير».

وحول قيام رمضان قال الوزير، إنه لما خرج النبي إلى صلاة القيام يومًا بالمسجد، صلى جماعةٌ بصلاته ، فلما صلى في اليوم الثاني كثر الناس، فانتظروه في الليلة الثالثة والرابعة، فلم يخرج إليهم ، فقال : إني خشيت أن تفرض عليكم، ثم قال: «فَعَلَيْكُمْ بِالصَّلَاةِ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ خَيْرَ صَلَاةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلَّا الصَّلَاةَ الْمَكْتُوبَةَ»، مشدداً إذا كان العلماء على الجواز بين هذا وذاك، سواء صليت التراويح في المنزل في الأحوال العادية، فإننا إذا كنا قد علّقنا الجمع والجماعات والفرائض، فمن باب أولى النوافل، ففضل القيام قائم، ومن كان معتادًا الذهاب إلى المسجد فحبسه العذر كالأوقات التي نحن فيها، كُتب له الثواب كاملًا.

كما أكد  أن من نوى العمرة يمكن أن يحقق أجر عمرتين وليس عمرة واحدة، لأنه بنيته، حيث يقول النبي : «مَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً»، فمن نوى العمرة فحبسه العذر كتب له الأجر، وعندما يتصدق بقيمة العمرة على الفقراء والمحتاجين من إطعام المساكين، أو علاج المرضى، أو بأجهزة للمستشفيات، أو مستلزمات طبية، يُكتب له أجر العمرة مرة أخرى، فيأخذ أجر العمرة مرتين إن شاء الله تعالى.

 

وفي كلمته قال الدكتور عمر حمروش أمين سر لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، إن هذا الملتقى هو المنبر للإسلام الوسطي الذي يبرز سماحة الإسلام ويسره ، وينأى عن التشدد والغلو والتطرف.

وأشار إلى أن هناك إجراءات اتخذتها الحكومة، وهي تلك الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار هذا الوباء «فيروس كرونا» فعندنا قاعدة شرعية تقول: «تصرف الراعي في الرعية منوط بالمصلحة»، وبالتالي فإن كل هذه الإجراءات التي اتخذتها الحكومة المصرية والتي اتخذتها وزارة الأوقاف تتوافق مع صحيح الدين ومع الشرع الحنيف، وذلك لأنها تحافظ على حياة الناس، وفي نفس الوقت تضع تلك الضوابط والمعايير في أشمل وأعظم الصور، ولذلك نجد أن منظمات عالمية كثيرة قد أشادت بهذه الإجراءات التي اتخذتها الدولة المصرية ومن بين هذه الإجراءات ما اتخذه وزارة الأوقاف وهذه الإجراءات تتوافق مع صحيح الشرع وصحيح الدين.

ووجه حمروش رسالة لكل مصري وطني مخلص مفادها : أننا اعتدنا كمصريين في أشهر رجب وشعبان ورمضان أن يذهب البعض لأداء شعيرة العمرة ، وكذلك اعتاد كثير من المصريين أداء فريضة الحج، وبإحصائية لو قدر أن نصف مليون يذهبون لأداء سنة العمرة في رجب وشعبان ورمضان، وفي نفس الوقت يذهب لأداء فريضة الحج ما يقرب من 50 ألف مصري سنويا، وقد تم حساب تكاليف تلك الرحلات فوجدت ما يزيد عن خمسة مليارات جنيه، ولو أننا وجهنا دعوة ونرجو أن نكون سباقين في هذه الدعوة بأن يتم إنفاق تلك المبالغ على الفقراء والمحتاجين، وعلى المتضررين من انتشار فيروس كورونا كالعمالة اليومية والإنفاق على التدابير الاحترازية والإجراءات الوقائية للحد من انتشار هذا الوباء.

ووجه التحية والتقدير للرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية على وقوفه بجانب الشعب المصري عامة؛ وبجانب البسطاء بصرف 500 جنيه على مدار ثلاثة أشهر للعمالة غير المنتظمة والموسمية، فهذه لمسة طيبة من قائد عظيم ، قائد إنسان يراعي الناس وينظر إليهم خاصة في وقت الشدائد والمحن.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة