علي أبودشيش خبير الاثار المصرية وعضو أتحاد الاثريين
علي أبودشيش خبير الاثار المصرية وعضو أتحاد الاثريين


تعرف على أهمية سيناء أول طريق حربي في العالم

شيرين الكردي

السبت، 25 أبريل 2020 - 02:56 م

شهدت سيناء على مدار تاريخها أهمية دينية وعسكرية واقتصادية لمصر، فعليها استقر إنسان ما قبل التاريخ، وعلى أرضها خرج موسى عليه السلام وقومه، وعلى ترابها كان أول طريق حربي في العالم، وفى أرضها معادن النحاس والفيروز، وعلى أرضها قدس ملوك مصر القديمة، وشهدت أرضها نشأة الأديرة المسيحية، وسارت على أرضها جيوش المسلمين فاتحين مصر فعاصرات الحقب المختلفة من تاريخ مصر.

قال علي أبودشيش خبير الآثار المصرية وعضو اتحاد الأثريين، أرض الفيروز اشتهرت في التاريخ المصري القديم بمناجم الفيروز والنحاس التي استخدمها المصريين فى صناعه الأواني والحلى والتي تبقى شاهدًا فريدًا على هذه الحضارة التي لا تزال باقية حتى الآن، مؤكدًا أن التاريخ اختار سيناء ليسجل فيها الكثير من الذكريات والحوادث، فقد كانت الجسر الذي عبرت عليه حضارات عصور ما قبل التاريخ امتدا إلى يومنا هذا.

وأضاف خبير الآثار، أن سيناء كانت أقدم طريق حربي فى تاريخ العالم القديم وهو الطريق التي سارت عليها جيوش مصر عند الذهاب إلى آسيا، والذي سارت عليه الجيوش التي أتت عند غزوها لمصر وسلكت أيضًا جيوش الأشوريين والفرس والأسكندر الذين عزوا مصر، وتابع:"استغل المصريون فى عصر الدولة الوسطى مناجم منطقه سرابيط الخادم بجنوب سيناء وشيدوا بها معبد للربة حتحور فى عهد سنوسرت الأول وتركوا بها مئات النقوش واللوحات والتي تحوى بجانب أسماء الملوك أسماء رؤساء البعثات وبعض أعضائها.

وشهدت منطقة شمال سيناء نشاطًا تجاريًا محدودًا خلال الدولة القديمة والوسطى حتى تعرضت مصر إلى حكم الهكسوس، ثم أدركت أهمية حماية وتحصين الحدود الشرقية على الطريق الحربي القديم بين مصر وفلسطين المعروف باسم طريق حورس الحربي وأنشأت القلاع والحصون وحفر الآبار،

حيث كان طريق حورس الحربي من أهم الطرق العسكرية التي أنشئت فى مصر القديمة عبر تاريخها وتحدثت عنه الوثائق مثل أخبار الملك سيتى الأول وحملته على فلسطين، وكان الطريق يبدأ من القنطرة شرق حتى رفح ونقشت معالمه على جدران معبد الكرنك.

وهناك النقش الشهير للمك ستى الأول توضح مراسم استقباله عند قلعة ثارو(تل حبوه حاليًا).

وتميزت الحضارة المصرية القديمة خلال الحقب المختلفة وحتى يومنا هذا منذ أقدم العصور بالثراء فى إنجازات الإنسان المصري بوجه عام ووجه خاص فى سيناء، مضيفًا أنه منذ بداية الأسرة الأولى فى مصر كثف النشاط فى سيناء لاستخراج النحاس والفيروز حيث تشير إلى ذلك النصوص المصرية وفى الأسرة الثالثة شهدت اهتمامًا واضحًا فى سيناء، فقد عثر على نقوش للمك سانخت وعثر أيضًا على نقش فى عهد زوسر وهو يضرب الأعداء فى نقوش وادي المغارة.

 

 

 

وأهتم الملك "سنفرو" بتأمين المناجم والمحاجر فأقيمت الحاميات وحفرت آبار المياه على امتداد الطرق المؤديه إلى المناجم والمحاجر وعثر على مجموعة من النقوش من عهد سنفرو وصور سنفرو في سرابيط الخادم وهو يؤدب الخارجين على القانون والذين يهددون البعثات التعدينية.

وتعددت المناطق الأثرية فى سيناء وكانت العريش من أهم الموانئ المصرية القديمة وتل الشيخ زويد التي كانت إحدى المناطق الهامة على طريق حورس الحربي بين القنطرة وغزة، إضافة إلى بئر العبد وتل حبوه الذي عثر فيه على أكثر من قلعة ترجع لفترة الهكسوس ولا يزال العمل بها قائمًا حتى الآن، إضافة إلى القنطرة شرق والتي تقوم على أطلال المدينة القديمة ثارو وكان أقدم الحصون المدافعة عن حدود مصر الشرقية.

وعن المناطق الأثرية في سيناء، هناك منطقة سرابيط الخادم التي تضم المعبد الذي شيد لحتحور، إضافة إلى نقوش وادي المغارة وعثر فى هذه المناجم على حوالي 45 نقشًا يرجع إلى الدولة القديمة والوسطى والحديثة.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة