الأحد، 26 أبريل 2020 - 04:53 م

مع عرض الحلقة الثالثة من مسلسلات رمضان، بدأت ملامح كل عمل تتضح للمشاهد، ليبدأ رحلة تصاعد الأحداث التي ستكون الفيصل في تفضيل مسلسل عن الآخر.

وبعد سنوات من انتشار ظاهرة مسلسلات الدراما النفسية التي تعتمد على الغموض والتشويق، يبدو أن دراما هذا العام خلت من هذا اللون الذي اقتصر على ثلاثة أعمال تقريبًا أبرزها حتى الآن مسلسل "لعبة النسيان" للفنانة دينا الشربيني التي تتصدر قائمة نجمات قنوات mbc  للعام الثاني على التوالي بعد نجاحها في رمضان 2019 عندما قدمت مسلسل "زي الشمس".

تقدم دينا الشربيني هذا العام شخصية امرأة تعيش حياة الطبقة المتوسطة، وتتغير حياتها تمامًا عندما تفقد ذاكرتها وتجد نفسها في صراع بين حياتها الجديدة ومحاولة تذكر الماضي.

فكرة مقتبسة من "فورمات" إيطالي تم تمصيرها على يدي السيناريست المخضرم تامر حبيب أحد أهم كتاب الدراما الاجتماعية في مصر خلال السنوات الأخيرة ، وربما يكون اسم تامر حبيب هو العنصر الأول وراء تميز "لعبة النسيان" ، خاصة وأن تامر لدية خبرة طويلة في بناء الشخصيات ، وتفوق واضح على مدار مشواره في كتابة الحوار القائم على علاقات انسانية متشابكة.

تميز تامر حبيب في هذا الجانب ظهر بوضوح خلال مشاهد صدمة "رقية" التي تجسد دورها دينا الشربيني بعد مشاهدتها لفيديو خيانتها لزوجة أمجد، لتحكي لطبيبتها النفسية تفاصيل علاقتها الرومانسية بأمجد وكيف تقدم للزواج منها.

عنصر آخر يرجح كفة "لعبة النسيان" وهو موهبة دينا الشربيني في تجسيد هذا النوع من الأدوار ، وهو ما تأكد العام الماضي عندما تميزت في "زي الشمس" ، هذا العام ومع انطلاق مسلسلها الجديد قدمت دينا فاصلًا من المشاهد التي توضح قدراتها التمثيلية بما تقدمه من انفعالات مختلفة ، قدرة دينا كممثلة على التلون بين الشخصيات المختلفة بأداء أثنى عليه النقاد والجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي ربما رجح كفتها في لعبة المقارنات مع بقية بنات جيلها اللاتي تصدرن البطولة المطلقة وسط انتقادات عديدة لبعضهن.

عنصر آخر يميز "لعبة النسيان" وهو الموسيقى التصويرية ، أغلب مسلسلات رمضان 2020 افتقدت الاهتمام الواضح بدور الموسيقى التصويرية في صناعة العمل ، غابت عن الساحة أسماء بارزة في هذا المجال مثل ياسر عبد الرحمن وهشام نزيه وعمر خيرت ، ولكن على النقيض كان وجود اسم النجم الكبير عمرو دياب كمشرف على تأليف موسيقى المسلسل سببًا كافيًا وراء اهتمام الجمهور بهذه الزاوية ، خاصة وأن عمرو دياب من خلال شركة "ناي" وبمشاركة الموزع الموسيقي أسامة الهندي قدم رؤية موسيقية درامية للعمل ساهمت في اثراء مشاهده المؤثرة.

"لعبة النسيان" عمل مبشر جدًا في حلقاته الأولى ، تميز على مستوى الحبكة والحوار وأداء الممثلين ، ويبقى الرهان على تصاعد ايقاع الأحداث واستمرارها كالوتر المشدود.