تيتر "ليالينا 80" 
تيتر "ليالينا 80" 


بليغ ووردة .. مرثية وطن وحُب في تيتر "ليالينا 80" 

مصطفى حمدي

الأحد، 26 أبريل 2020 - 05:13 م

"وتاهت بينا ليالينا .. وقولنا نرسي .. نرسي على مينا .. وتاهت بينا تاهت" .. من هذه الحكمة الغنائية تنطلق أحداث مسلسل "ليالينا 80" ، في رؤية درامية لحالة المجتمع المصري الذي تاهت به السُبُل وربما الليالي تحت تأثير التجريف الممنهج لهويته الثقافية والاجتماعية منذ حقبة السبعينات.

لم يجد صناع المسلسل أفضل من موسيقى أغنية "ليالينا" لاستهلال هذه المرثية الفنية، في تتر يبدو كموكب جنائزي لذكريات المصريين ، تتسلل تلك الحالة إلى مشاعرك محمولة على لحن العبقري بليغ حمدي وكلمات سيد مرسي ، كواحدة من أغاني فيلم "آه ياليل يازمن" بطولة وردة ورشدي أباظة .

الفيلم من إنتاج عام 1977 ، وقد ضم العديد من الأغنيات الهامة لوردة الجزائرية ، وللمفارقة فإن الفيلم نفسه يدور حول قصة تحمل قدرًا من الاسقاطات حول التحولات السياسية والاجتماعية في مصر عقب ثورة 1952، بعد أن جرى تأميم جميع ممتلكات وأموال والدها الباشا بعد ثورة الثالث والعشرين من يوليو 1952، تسافر فاتن ابنة الباشا إلى المغرب لتبحث عن عمل يوفر لها قوت يومها، لتتعرف على إلياس والذي يقنعها بالعمل كمطربة في إحدى الملاهي الليلية، لكن تتغير الأحداث عندما تقابل الضابط المصري محمود!.

اعتمد صناع مسلسل "ليالينا 80 " على لحن الأغنية كتيمة رئيسية للموسيقى التصويرية التي أشرف عليها الموسيقار هاني مهنا باعتباره واحدًا من أشهر العازفين في تلك الحقبة الزمنية، بالتعاون مع الموزع الموسيقى يحيى الموجي أحد أهم عازفي الكمان في مصر، ولتكتمل الحالة جاء تيتر المسلسل مصنوعًا من لقطات أرشيفية متنوعة تم مزجها بحرفية، وبلمسة المثرات البصرية لتعيد المشاهد لحقبة الثمانينات التي تنطلق بمتغيراتها ومنعطفاتها الاجتماعية والسياسية العنيفة مع اغتيال الرئيس السادات في حادث المنصة .

لا شك أن تيتر "ليالينا 80" هو الأبرز هذا العام، قدرة مدهشة على ترسيخ حالة النوستالجيا الدرامية من خلال صياغة موسيقية لعمل مشحون بتلك الحالة، حتى أن الأغنية نفسها كانت واحدة من رسائل بليغ حمدي التي استخدمها في رثاء قصة حبه لوردة بعد انفصالهما عام 1979 .

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة