جلال دويدار
جلال دويدار


خواطر

نعيش أياماً مباركة ولكنها صعبة فرضتهــا علينـا مقاومــة اللعينـة

جلال دويدار

الأحد، 26 أبريل 2020 - 08:23 م

 

هكذا شاءت الأقدار أن تفرض كورونا اللعينة على أجيال وأجيال من المسلمين فى كل أنحاء الدنيا بشكل عام وفى مصر المحروسة بشكل خاص - لأول مرة فى حياتهم - معايشة مثل هذه الأيام الصعبة. إنها كتبت عليهم الحرمان من بهجة الاحتفال بمظاهر شهر رمضان المبارك التقليدية الجميلة التى تربوا عليها.
لم يبق سوى الصلاة والصيام داخل البيوت.. إلتزاما بساعات الحظر والعزل. إن ذلك يأتى تفعيلا للإجراءات الاحترازية والوقائية حفاظًا على صحتهم وحياتهم. ان هذه القيود لا تشملهم وحدهم وإنما تشمل أيضا كل شعوب الدنيا من كل الديانات والأطياف.
 هذا الشهر الفضيل يجيئنا هذا العام دون أداء للعمرة بالأراضى المقدسة بما تحمله من معان دينية عبادية ومتعة زيارة أماكن مقدساتنا الاسلامية فى مكة والمدينة المنورة. ليس هذا فحسب وإنما أجبرتنا إجراءات مكافحة اللعينة إلى إغلاق المساجد تجنبا للتجمعات والمخالطة باعتبارها من الأسباب الرئيسية لنقل العدوى والإصابة بالوباء الغادر.
فى هذه الأجواء فإن هذه الإجراءات التى كُتب على المسلمين حتمية إتباعها.. فرضت عليهم عملًا بالقول الكريم (وَلاَتُلقُوا بِأَيدِيكُم إِلىَ التَّهلُكَةِ) .. وضرورة الأخذ بالأسباب فى تعاملنا مع شئون حياتنا.
لا يمكن أن يمر الحديث عن هذه الظروف الصعبة الفريدة لمعايشتنا أيام شهر رمضان دون أن نتذكر مظاهر الاحتفالات التى كانت تنفرد بها مدن وقرى مصر المحروسة وأحيائها الشعبية. إنها كانت تزخر دوما مــع بداية الشهر المعظم بإستقبالات ذات طابع خاص دوناً عن كل الدنيا بطعم وأشكال وسلوكيات أصيلة. هذه المظاهر كانت تجذب عشرات الآلاف من الإخوة أبناء الدول الاسلامية لقضاء أيام وليالى رمضان ضيوفا أعزاء.
إن احتفالات مصر بشهر رمضان دائما ما تشمل مراسم دينية وتجمعات للصلوات بالمساجد خاصة التراويح. فى نفس الوقت فإنه كانت من المعالم الترويحية عن أهلها وزوارها.. إقامة العروض الفنية بشكل عام والشعبية منها بشكل خاص. كل هذا أجبرتنا اللعينة على التخلى عنه.
إذا كان ما يجرى هذه الأيام.. إمتحان من المولى عز وجل.. فإنه ليس أمامنا فى مواجهة قسوة تداعياتها.. سوى أن نتضرع إليه تعالى أن يلطف بنا وأن يمرر علينا هذه المحنة بخير وأمان. علينا مداومة الدعاء بأن يزيل الغمة راجين أن ينهى الأيام المقرونة باللعينة.. آمين يارب العالمين.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة