صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


تعرف على حكاية أبو الهول وبناء الأهرامات 

شيرين الكردي

الثلاثاء، 28 أبريل 2020 - 11:12 م

 

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء، أن المؤرخين المسلمين ذكروا ارتباط نبي الله إدريس- عليه السلام- بمصر ومنهم الإمام السيوطي في كتابه «حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة» الذى ذكر إن نبي الله إدريس- عليه السلام- بين من دخلوا مصر من الأنبياء وطاف بعدة بلاد غير مصر وبنى عشرات المدائن في مختلف الأنحاء أصغرها «الرها»- بالأناضول حاليًا- ثم عاد إلى مصر، وحكمها وزاد في مسار نهر النيل، وقاس عمقه وسرعة جريانه وكان أول من خطط المدن ووضع قواعد للزراعة وعلّم الناس الفلك والهندسة، وأشار إلى دعاءات  أن أحد أهرامات مصر قبره والآخر قبر جده شيث بن آدم .

وأضاف أن بعض المؤرخين نسب بناء الأهرامات إلى نبي الله إدريس ومنهم ابن تغري بردي في كتابه «النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة» ذاكرًا "إنه قد استدل من فهمه لحركة الكواكب على قرب الطوفان، فبنى الأهرامات وأودعها العلوم التي خشي من ضياعها". 

وذكر المقريزي في كتابه «المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار»- المعروف باسم الخطط المقريزية أن "إدريس مَلك مصر وكان أول من بنى بها بيوتًا للعبادة، وأنه أول من علّم الناس الطب".

 وما أثير مؤخرًا عن علاقة نبى الله إدريس بأبو الهول : وفى ضوء ذلك يؤكد أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان أن حديث غير المتخصصين فى الآثار مجرد تكهنات ولا يستند إلى أدلة علمية ملموسة وقد أصدر أحد المحامين عام 2010 كتابًا تحت عنوان " الفراعنة لصوص حضارة" وكانت من ضمن حججه تمثال أبو الهول مدعيًا أنه كان مغطى بالرمال وقت اكتشافه مما يعنى أن هناك رياح عاصفة غطته بالرمال وهو نفس أسلوب عقاب قوم عاد وبالتالى فقوم عاد هم بناة الحضارة المصرية كما يدعّى وقد سرقها منهم قدماء المصريين.
 
وبخصوص أبو الهول يشير الدكتور ريحان إلى أن المؤرخين اختلفوا في أصل أبوالهول وأن فكرة اتخاذ الأسد عنصرًا أساسيا فى تكوين شكل أبوالهول للتعبيرعن القوة بدأت فى مصر منذ عصر ما قبل الأسرات، واتخذه ملوك وحكام المقاطعات رمزًا للتعبير عن الحاكم القوى ونسب أبو الهول إلى الاسم المصرى القديم "جوجون" أي مبعث الرعب و"بوهول" أى مكان المعبود هول، وأقدم اسم أطلق على أبوالهول وهو "روتى" المرتبط بإله الشمس الذي رمز له بصورة أسد رابض وفي الدولة الوسطى أطلق عليه "شسب عنخ" أي التمثال الحي، وهو ما نقله هيرودوت إلى اليونانية باسم سفنكس الذي انتشر بهذا الاسم في جميع اللغات، وصنع أبوالهول الموجود في الجيزة الملك "خع إف رع"  خفرع 2625- 2600 قبل الميلاد ليتحدى به كهنة عين شمس 
ويوضح الدكتور ريحان أن معظم ملوك الدولة الحديثة صنعوا لأنفسهم تماثيل على شكل أبوالهول ووضعوها أمام معابدهم لحراستها، ثم انتقلت فكرة أو عقيدة أبوالهول ورمزه إلى مختلف البلاد الآسيوية واليونان وروما في عصور الهكسوس وبابل وآشور، وأصبح لكل منها طابع مميز واختلف الرأس الآدمي فيها فعبر عنه كهنة آمون في "طيبة" الأقصر برأس كبش والذى انتقل بدوره إلى البابليين والآشوريين أو رأس امرأة، كما ظهر في اليونان وروما بعدها ظهر فى تماثيل ملكات مصر مثل تي وحتشبسوت ونفرتارى.

وبخصوص بناء الأهرامات ينوه الدكتور ريحان إلى أن الأدلة المادية الملموسة من ناتج الحفائر والاكتشافات الأثرية تؤكد بناء قدماء المصريين للأهرامات ونحت تمثال أبو الهول وكل حضارتهم أول حضارة علمت العالم الكتابة والطب والهندسة وغيرها من العلوم وقد عثر على بردية قديمة في وادي الجرف، كشفت الكثير عن كيفية بناء هرم خوفو، أكبر الأهرامات المصرية وظل حتى العصور الوسطى أكبر هيكل صنعه الإنسان على الأرض وذكرت البردية أحد المشرفين على فريق يضم 40 من العمال المشاركين في بناء هرم خوفو، شرح فيها أنه تم بناء سدود ضخمة لتحويل مجري ماء النيل باتجاه قناة متجهة إلى موقع بناء الهرم، من منطقة طرة إلى منطقة الجيزة، سارت في تلك القناة قوارب خاصة لنقل الأحجار.

وهناك باحث فرنسي اكتشف ميناء خوفو بوادي الجرف على الساحل الغربي لخليج السويس، وجد به وثائق كامله لبناء الهرم الاكبر تمثل مجموعة من البرديات أكدت أن المصريين هم بناة الأهرامات، وأن الهرم لم يُبنى بالسخرة، وذكرت كميات التعيين اليومي، وكميات الطعام التى كانت تأتي للعمال، وكيفية نقل الأحجار من المحاجر.

وتابع د. ريحان بأن بناء الهرم كان مشروعًا قوميًا، وأنه وغيره من بيوت العبادة في مصر القديمة نفذت طبقا للقواعد التي أرساها إيمحوتب معبود الطب والهندسة وأول من استعمل الحجر في البناء ووضع نظرياته الإنشائية، وكان العمال يتسابقون طواعية في العمل على قطع الأحجار من المحاجر، ونقلها والاشتراك في أعمال البناء، وقبل البدء في بناء الهرم قامت الحكومة ببناء مدينة للعمال والفنيين وسوقا للتموين ومخبزًا ومخازن للغلال.
 

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة