صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

أسئلة لا تنتهى

صالح الصالحي

الأربعاء، 29 أبريل 2020 - 09:03 م

لماذا هناك أسئلة لا تنتهى؟.. لأن العقل يعمل ويعمل.. يسأل ويطلب الاجابة التى قد تقنعه أو لا.
هناك من العقول التى تعودت على الأسئلة طالبة الاجابة التى لا تعلمها فعلا.. وعقول أخرى تعودت على الأسئلة لتؤكد اجابات بداخلها فقط، لتعلن انها على الطريق الصحيح.. وربما تعبر كثرة الاسئلة عن حالة العقل المجهدة الذى يكثر الاسئلة ولا ينتظر الاجابة.. وهنا يتحول العقل لآلة تسأل وتسأل ولا تعنيها الاجابة فى شىء.. هنا نستطيع القول ان العقل ذهب وحل الجنون ولم يتبق من الإنسان سوى اللسان الذى يتحدث دون خلفية عقلية تطلب الاستفسار والتوضيح.. وربما كان السؤال فخاً ينصبه صاحبه للآخرين.
فلا تندهش كثيرا.. فأنت تعلم وأنا أعلم أن هناك من الأشخاص من يوجهون الأسئلة للسذج للحصول منهم على اجابات هم من الجبن أن يقولوها بأنفسهم.. فيبحثون عن كبش فداء من أخرين كى يرددوها على ألسنتهم، وهؤلاء موجودون حولنا.. وهناك آخرون يطلبون منك رأيك ولكن الرأى لابد أن يكون مناسباً لآرائهم أو متفقاً معه وإذا اختلفت معهم يصبون جم غضبهم عليك.
فعليك فعلا مسئولية ان تقرأ ما يدور بعقولهم وتقولها بلسانك لترضى غرورهم فى شكل ديمقراطى بأن تقول لهم أنتم أعظم الناس وأمثالكم من العظمة والجودة.. ولا يحق لك أن تقول عكس ذلك.. وهناك أسئلة أخرى من الجائز ان تسبب لك مشاكل فى حياتك.
هل كلنا متساوون فى السؤال والبحث عن الجواب.. أم أن هناك من الأشخاص الذين دائما ما يبحثون عن اجابات لعلامات استفهام فى عقولهم؟
الحقيقة أن طلب السؤال يعبر عن حالة عقلية راقية.. لأنه اعتراف بعدم علم الشخص وطلب العلم من غيره.. من المفروض أن لديهم الاجابة.
كل ما يدور حولنا فى الكون يحتاج لأسئلة كثيرة.. ولكن أهم هذه الأسئلة هى التى توجهها لنفسك لأنك لا تستطيع ان تقول لها غير ما بداخلك. والذى يجيب عليها داخلك وحدك.. نفسى تسأل نفسى! لكن اتصور انها مرحلة وحالة لا يحظى بها كل الناس لأنها اسئلة الصدق مع النفس.
إذا استطعت ان تسأل نفسك فأنت تستطيع ان تحاسبها.. وإذا حاسبتها هذبتها وان لم تستطع ان تسألها فلن يستطيع غيرك ان يسألك ليحصل منك على اجابات صادقة كاشفة وفى الغالب ستكون الاجابات مسجلة جاهزة الصنع معبأة تقدم فى صورة واحدة.. فكثير منا من يحيا باجابات مزيفة بأسئلة تشبهها.
نفوسنا تحتاج منا إلى رحلة اسئلة طويلة عميقة هيأتها لنا ظروف استثنائية.. فالموت يحيط بنا من كل جانب.
ولا يزال الكثير منا لم يفتح دفتر الاستجواب لنفسه.. وفقط يسأل من حوله ربما لو سألنا انفسنا وحاسبناها نستريح ويرفع الله سبحانه وتعالى هذا البلاء عنا.
ربما يقول البعض انك تقدم نفسك كما لو كنت ملاكاً حاسبت نفسك وطهرتها وتطالبنا الآن بالتطهر.
لا تتعجل فى الحكم علىّ ربما أبدأ اليوم أو غدا.. لكن لابد وان ابدأ. فقد أكون احد الأسباب ومثلى كثيرون يكملون الاسباب فلنتطهر ليرفع الله عنا البلاء.
رحلة للسؤال والسؤال ليجيب الله دعوتنا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة