جلال دويدار
جلال دويدار


خواطر

الوعى.. لإزالة مفهوم الكوليرا فى التعامل مع كورونا اللعينة

جلال دويدار

الخميس، 30 أبريل 2020 - 08:18 م

 

 مرت عقود على تعرض مصر لوباء الكوليرا الذى اجتاح أرجاءها. من المؤكد أن هناك أجيالًا من المسنين يتذكرون ما كان ساريًا من مفاهيم وما كان يحدث من سلوكيات آنذاك. كان يمكن أن يكون ذلك مقبولًا فى هذا الوقت فى ظل نقص التعليم والوعى والخبرة والأدوية والمعدات الطبية خاصة فى الريف.
 هذه المفاهيم وهذه السلوكيات كانت تتمثل فى إخفاء الإصابات والمرضى.. حيث كانوا يعتبرون ذلك عيبًا وعارًا. الشيء الغريب أن هذه السلوكيات وهذه المفاهيم مازالت سائدة بعد مرور هذه السنوات الطويلة.. دون أى اعتبار لما شهدته الحياة فى مصر من تغييرات وتطورات وارتفاع فى مستوى المعيشة والتعليم والرعاية الصحية.
 رغم كل هذا فإن هناك قطاعًا من المواطنين حاليًا يتصرفون مع خطر كورونا اللعينة بنفس منطق الكوليرا.. بعد هذه السنين الطويلة.  هذا الأمر كان دافعًا للرئيس السيسى فى إطار اجتماعه ببعض مسئولى المراكز الطبية لعزل الجانحة.. للمطالبة بتعظيم وتكثيف حملات الوعى.
 تحدث الرئيس عن المفاهيم الخاطئة لدى بعض المواطنين بشأن الوقاية والعلاج من فيروس كورونا. أشار إلى أن ذلك يجعلهم يتجنبون الخضوع للفحص أو طلب الرعاية سواء بالنسبة لحالتهم أو حالة ذويهم الصحية. يأتى ذلك خوفًا من النبذ الاجتماعى. هذا  الأمر ساهم فى زيادة المصابين والمتوفين بالكورونا.  بالطبع فإن هذه الفئة تحتاج إلى الوعى وتغيير لمفاهيمهم.
إنها لا تدرك أن هذا المرض لا يفرق بين الناس مهما كان وضعهم الاجتماعى وأن إقدامهم على عدم الإبلاغ يترتب عليه إلحاق الضرر بأنفسهم وبأحبائهم. هنا لابد أن يكون مفهوما أن هذا الموقف غير المسئول وفقا لرأى المتخصصين هو السبب فى زيادة المصابين والوفيات.
 من هذا المنطلق فإن مهمة نشر الوعى لا تقل أهمية عن واجبات العلاج والرعاية الصحية. هذه التوعية يجب أن تلقى فى المرحلة القادمة.. مزيدًا من الاهتمام والتركيز من جانب كل وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدنى. لاجدال أن تحقيق هذا الهدف على كل المستويات أمر ضرورى للقضاء على أخطار وتداعيات هذا الوباء.

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة