كــــــــــــرم جبــــــــــــر
كــــــــــــرم جبــــــــــــر


إنهــا مصـــــــر

برنــــــــامج هـــــــدم النجـــــــوم!

كرم جبر

الجمعة، 01 مايو 2020 - 07:22 م

لو سألت: هل يحتاج النجوم الذين يظهرون فى برنامج رامز جلال، هل يمرون بضائقة مالية شديدة، وعليهم التزامات منزلية، وتنفرج الأزمة بالظهور فى البرنامج؟
المؤكد: لا.
هل يضيفون أى معنى أو قيمة أو رسالة فنية أو اجتماعية من أى نوع بظهورهم، فيحبهم الناس ويلتفون حولهم، ويسعدون بهم فى الشهر الكريم؟
المؤكد: لا.. لا.
هل يرفهون عن الناس بعد الصيام، ويقدمون لهم معلومة أو حكاية مثل الفوازير، أو جمال العرض والمناظر والديكورات والممثلين المساعدين واللمسات الفنية الناعمة؟
المؤكد: لا.. لا.. لا.
هل يكون الفنان سعيداً أمام جمهوره وأهل بيته وعائلته وأولاده، فيحكى لهم عن الدور المهم الذى لعبه مع رامز ويشكل «نقلة» فى حياته الفنية، ويضيفه فى مخزون رصيده الفنى؟
المؤكد: لا.. لا.. لا.. لا.
هل يكفى أن نزعم أن مثل هذه البرامج هى الأكثر مشاهدة من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر «نشيد وطنى من الستينات».
المؤكد: لا.
الناس يلتفون حول أى مصاب صدمته سيارة فى الشارع وتصويره بالموبايل، لـ «تشيير» اللقطة وليس إنقاذه، ويصبح مشهد الكارثة هو الأعلى مشاهدة، وكذلك فى الخناقات والموالد والجنازات.
الاعتراض: لأن رصيد الفنان الذى هو حب الجمهور، يجعله قدوة ومثلاً، ويكفينا ما فعلته فينا «مدرسة المشاغبين»، التى رسخت ثقافة «أبويا اتحرق"، وغيرها من الألفاظ والأفعال الشاذة وصارت محاكاة لتلاميذ المدارس.
والاعتراض: لأن الفنان صاحب رسالة، قوامها إعلاء شأن الجمال والخير والمعانى الإنسانية النبيلة، فإذا تخلى عن ذلك وقبل أن يكون مهرجاً فى سيرك المجنون، فلا يسىء لنفسه فقط، وإنما للفن كله.
والاعتراض: لأن الأموال المهدرة فى المرمطة والبهدلة، كان يمكن توظيفها فى أعمال أخرى، يستفيد منها المشاهدون بعد ساعات الصيام الطويلة وليس الضحك المبتذل.
والاعتراض: لأن الشباب سيقلدون «جنون» رامز كما قلدوا «عبث » المشاغبين، ولا نتعجب إذا شاهدنا الثعبان والسلحفاة والمياه المتسخة وصبغة الألوان، هى ألعاب الأطفال والشباب فى الفترة القادمة.
والاعتراض: لأننا فى الشهر الكريم الذى تسلسل فيه الشياطين، فيأتى مجنون يبعزق الأموال يميناً ويساراً، للسخرية من النجوم وإضحاك الناس عليهم.
شتان بين أن «تُضحك» الناس، وبين أن يضحك عليك الناس، فالضحك فن وموهبة وخفة دم، أما «الأضحوكة» فتنال صاحبها نفسه ووقاره واحترامه.
زمان - والله يرحم أيام زمان - كان الشباب يقلدون الوردة البيضة لمحمد عبدالوهاب، وقصة شعر عبدالحليم حافظ، ورجولة رشدى أباظة وفريد شوقى، وسحر نادية لطفى وعيون زبيدة ثروت، وكان لكل واحد منهم أو منهن «شخصية» منفردة ومميزة، لأنهم عشقوا الفن قبل الفلوس.
خلاصة الـ 30 حلقة إيه؟.. قولوا انتم.. وعندما يكبر رامز فى السن هل يجد رصيداً فنياً يتكئ عليه، أم سيظل يبحث عن «مقاول هدم» للنجوم والرموز وبهدلتهم والسخرية منهم؟
  مرة أخرى اسأل كل نجم فى البرنامج: كيف تواجه زوجتك وأولادك وأسرتك وأقاربك، وهل تقول لهم: باتبهدل عشانكم يا أولادى؟
والاقتراح: أن نمتنع عن المشاهدة حتى نبطل مفعول «الأكثر مشاهدة».
والاقتراح: أن يطلب نجوم بقية الحلقات المسجلة عدم إذاعتها، ويعيدوا الفلوس إنقاذا لأنفسهم.. ورمضان كريم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة