الكاتب الصحفي جمال حسين
الكاتب الصحفي جمال حسين


جمال حسين يكتب: إرهابيو بئر العبد..من مستنقع الخيانةِ إلى بئر النسيان

جمال حسين

الإثنين، 04 مايو 2020 - 03:44 م

◄| سيناءُ كانت - ومازالت - وستظل مقبرةً للغُزاة والخونة  والإرهابيين
◄| سكت الكلام.. ملحمة الثمانى والأربعين ساعةً للجيش والشرطة لاصطياد التكفيريين

بركان الغضب انفجر، عقب تفجير مُدرعة الصائمين بمنطقة بئر العبد بسيناء، قُبيل انطلاق مدفع الإفطار، يوم الجمعة الماضى، والذى استشهد خلاله 10 من صفوة شباب مصر، أثناء أداء واجبهم المُقدَّس فى حفظ أمن مصر واستقرارها.
الثأرُ ثُمَّ الثأرُ والانتقامُ، ولا شىء غير ذلك.. كلمات أصبحت لسان حال كل المصريين؛ حتى يستريح بالهم، ويُشفى غليلهم، وفى المُقدِّمةِ منهم رجالُ القوات المسلحة البواسل ورجال الشرطة الشجعان .. أقسموا ألا يهدأ لهم بالٌ، أو يطيب لهم مضجعٌ، حتى يثأروا للشهداء ويُطفئوا نيران الحسرة، التى أحرقت قلوب أمهاتهم وذويهم.
بعد دقائق من تفجير مُدرعة الصائمين، قامت القوات بإغلاق منطقة بئر العبد، واعتبارها منطقة عملياتٍ، لحين الانتهاء من عمليَّة «حق الشهيد»، حيث قام أبطالنا بملحمةٍ بطوليَّة تم خلالها دك حصون وأوكار الإرهابيين دكاً، وجاءت النتائج سريعةً وأثلجت صدور المصريين، بالقضاء على 126 إرهابياً دُفعةً واحدةً وتدمير المئات من سيارات الدفع الرباعي والدراجات التي يستخدمونها في تنفيذ جرائمهم الإرهابية وأيضاً تدمير أنفاق الشر التي يتم من خلالها تهريب البشر والسلاح والأموال.
كمين التفاحة
فى الوقت الذى تحتفل فيه مصر بذكرى تحرير آخر شبرٍ من أرض سيناء الحبيبة، ويحتفل المصريون بذكرى العبور العظيم فى حرب العاشر من رمضان ،وفى الوقت الذى تُحارب فيه مصر - مثل كل دول العالم- فيروس كورونا القاتل بيدٍ، وتقوم بالبناء والتعمير بيدٍ أخرى، وفى الوقت الذى يلتف فيه ملايين المصريين أمام  شاشات التلفاز، يتابعون بشغفٍ مسلسل «الاختيار»؛ الذى يتناول بطولات العقيد أحمد المنسى، الذى استشهد مع زملائه فى هجومٍ إرهابى غادرٍ بسيناء عام 2017، بعد أن ضربوا أروع المثل فى الشجاعةِ والتضحيةِ والفداءِ..لكن يبدو أن مسلسل «الاختيار»؛ الذى يُجسِّد بطولات القوات المسلحة فى سيناء، أصاب أعضاء جماعة الإخوان الإرهابيَّة وحوارييهم بالجنون، ففقدوا صوابهم.
فُوجئ القطيعُ الإخوانىُّ بهذا  الالتفاف الجماهيرى الكبير، من ملايين المصريين، وسعادتهم بالمسلسل، الذى نجح فى تعرية هذه الجماعات المتأسلمة  أمام الرأى العام، وفضح أفكارهم المُختلة، ومآربهم الخبيثة..
عقب تفجير مدرعة بئر العبد ربط كثيرون بين مسلسل «الاختيار»، والهجوم الإرهابى، مُعتبرين أن العمل الدرامى، الذى يتناول بطولات العقيد المنسى استفز الإرهابيين، فخططوا لإفساد فرحة المصريين ببطولات خير أجناد الأرض وإفساد فرحة المصريين  بذكرى العبور العظيم فى العاشر من رمضان، وذكرى تحرير آخر شبرٍ من سيناء، وبالفعل نفَّذوا جريمتهم القذرة.
الرئيس السيسى - مثل كل المصريين - حزن حزناً شديداً على أبنائه الضباط والجنود،  الذين نالوا الشهادة وهم صائمون، على أيدى من لا دين لهم ولا خلاق، وقال عقب عِلمه بالجريمةِ الإرهابيَّة بمرارةٍ : «نالت يدُ الغدرِ من أبنائنا الأبطال جنوب مدينة بئر العبد.. رحم الله كل من روى بدمائه وعرقه تراب هذا الوطن، كى يبقى نابضاً بالحياة، وتظل رايته مرفوعةً، لكننا بفضل الله، قادرون بقوةٍ وإيمانٍ أن نُحطم آمال تلك النفوس الخبيثة الغادرة».
 وعلى الفور، كان الفريق أول محمد زكى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى يصدر توجيهاته لأبطال القوات المسلحة  بالثأر للشهداء، ودك حصون الإرهابيين، وعلى الجانب الموازى، كان اللواء محمود توفيق، وزير الداخليَّة، يُعطى شَارة البدء لرجال الشرطة، بالقضاء على الإرهاب والإرهابيين، بالتنسيق مع أبطال القوات المسلحة.
زغاريد مواكب الوداع
مواكب وداع شهداء بئر العبد بالمحافظات تحوَّلت إلى مظاهرات ضد الإرهاب، حيث طالب مواطنوها بالثأر من الإرهابيين..الجنازات كانت شعبية وعسكرية حاشدة لكن اللافت للنظر  والمثير للدهشة قوة ورباطة جأش آباء وأمهات الشهداء، الذين ودَّعوا أبنائهم بالدموع والزغاريد رغم الأحزان التي تعتصر قلوبهم لكن عزاءهم أنهم نالوا الشهادة وأنهم أحياءٌ عند ربهم يرزقون
الجنازات تحولت إلى مظاهرات ضد الإرهاب والإرهابيين تطالب بالثأر والقصاص من هؤلاء الإرهابيين
 الفاجر أبوفجر
 حادث بئر العبد الإرهابى كشف أن الغالبية العُظمى من أهالى سيناء، وطنيُّون وشرفاء، لكن هناك بعض الخونة، الذين باعوا بلدهم مُقابل حِفنةٍ من الدولارات، وعلى رأس هؤلاء،  الخائنُ العميلُ مسعد أبوفجر، الذى أظهر شماتةً فى استشهاد رجال القوات المسلحة.. وذكرت مصادرُ أن أبوفجر على  صِلةٍ وثيقةٍ بالجماعات الإرهابيَّة، وعلى علاقةٍ قويةٍ بقناة «الجزيرة»؛ التى تُذيع أخبار العمليات الإرهابيَّة، بسبب التنسيق بينها وبين الإرهابيين..مسعد أبو فجر يحرض ضد مصر في الداخل والخارج ويعتبر بوقاً من أبواق الضلال الإخوانية ضد بلد الكنانة وقد نظم أهالي سيناء عدة مظاهرات ضده من قبل يتبرأون منه ومن أفعاله
ملحمةُ الثأرِ
بعد دقائق من تفجير مُدرعة الصائمين، خاضت القواتُ المسلحةُ ومعها الشرطة معركة الثأر، وتمَّ حصار المنطقة - براً وجواً -، وإعداد المُداهمات، التى أسفرت فى البداية عن قتل القوات المسلحة لعُنصرين تكفيريين على درجة كبيرة من الخطورة.. وبنفس الحماس، كان رُفقاء الدرب بوزارة الداخليَّة فى قلب المعركة؛ للثأر لشهداء الواجب،  ونجحوا فى اليوم التالى لحادث تفجير المُدرعة فى تصفية 18 إرهابياً، خلال معركةٍ بالرصاص، عند استهداف وكرٍ لهم فى مُحيط مدينة بئر العبد
 معلومات قطاع الأمن الوطنى، أكَّدت اتخاذ عددٍ من العناصر الإرهابيَّة لمنزلٍ بمُحيط مدينة بئر العبد بشمال سيناء، وكراً ومُرتكزاً لهم، للانطلاق لتنفيذ عملياتهم العدائيَّة.
توجَّهت القوات على الفور لاستهداف منطقة اختبائهم، وتمَّ تبادل إطلاق النار مع تلك العناصر، مما أسفر عن قتل وإبادة هؤلاء الخونة من المجرمين الإرهابيين، كما تمَّ العثور على 13 قطعة سلاح آلى، وثلاث عبوات مُعدَّة للتفجير، وحزامين ناسفين.
لم يكتف الأبطال بذلك بل قرروا استمرار مطاردة الإرهابيين  وتمشيط كل مترٍ فى بئر العبد؛ لملاحقة الفارين من تلك العناصر والمختبئين، وذلك فى كل بقعةٍ بأرض سيناء الشاسعة الانتشار، وجاءت الرياح بما تشتهى نفوس المصريين، حيث دك رجال الجيش معاقل الإرهابيين عن آخرها، وجعلوهم عبرةً لمن يعتبر، ونجحوا فى قتل 126 إرهابياً،
 بينما نال شرف الشهادة 4 ضباط، و3 ضباط صف، و8 جنود، أثناء الاشتباك وتطهير البؤر الإرهابيَّة.
أمكن خلال المواجهات القضاء على البنية التحتيَّة للعناصر الإرهابيَّة، من خلال
تنفيذ 22 مداهمةً، و16 عمليةً نوعيةً، أسفرت عن مقتل تلك العناصر التكفيرية، والعثور بحوزتهم على عددٍ من الأسلحة مختلفة الأعيرة، وأحزمةٍ ناسفةٍ مُعدةٍ للتفجير بشمال ووسط سيناء.
كما قامت القوات الجويَّة باستهداف وتدمير 228 مخبأً وملجأً تستخدمها العناصر الإرهابيَّة، إضافةً إلى تدمير 116 عربةً دفع رباعى منها، واكتشاف وتفجير 630 عبوةً ناسفةً تمَّت زراعتها، لاستهداف قواتنا على طُرق التحرك بمناطق العمليات، واكتشاف وتدمير 8 فتحات أنفاق.
أيضاً تمكنت القوات من ضبط وتدمير 56 سيارةً، و226 دراجةً ناريةً دون لوحات معدنيَّة، تستخدمها العناصر الإرهابيَّة خلال أعمال التمشيط والمُداهمة.
مقبرة الغُزاة الإرهابيين
التاريخ يشهد أن سيناء كانت - ومازالت - وستظل مقبرةً للغُزاة والخونة والإرهابيين.. واقعٌ عاشته أرض الفيروز فى انتصار أكتوبر المجيد، وفى عيد تحريرها 25 أبريل، يوم ارتفع علم مصر الشامخ فوق أرضها، مُعلناً تحريرها من دنس العدو الصهيونى.. وتحتفل به مصر يومياً بكل شموخٍ وعزة دون التقيُّد بموعدٍ، وهى تبتلع كل إرهابى خسيسٍ، أو جماعةٍ مارقةٍ تتصوَّر أنها يُمكن أن تفصل سيناء عن مصر، وكل إخوانى يتوهم أنها سلعةٌ للبيع.
نعم، ستظل سيناء أرض الفيروز  مقبرةً للغُزاة والإرهابيين.. ستظل سيناء الحصن الحصين عند بوَّابة مصر الشرقيَّة، رغم أنف الحاقدين والكارهين والمُمولين  وأذنابهم.. ستظل سيناء دُرة مصر، التى ارتوت بدماء أبنائها على مر الأزمان والعصور.. وسيظل جيش مصر مرابطاً فى سيناء، لن ينكسر، وجنوده يصيحون كالأسود، يحمون العرين بعزيمةٍ لا تلين، وقوةٍ صُلبة تتفتت عليها عظام الجبابرة الغادرين.
لتهنأ أرواح الشهداء.. وقد جاءت عاصفة الردِّ حامية الوطيس، لتُزلزل الأرض تحت أقدام الإرهابيين، ومَنْ يقفون خلفهم، الذين يُولولون فى الجزيرة وأخواتها فى تركيا.. جاء الردُّ ليُزيح ويكنس من لا دين لهم ولا  ولاء، حيث رأينا الطائرات تحوِّل جحورهم ومخابئهم إلى كُتلٍ من نارٍ، رأيناها تُطارد سياراتهم ودراجاتهم الناريَّة، تقصفها لتتناثر أشلائهم إرباً.. رأينا مَنٌ تمَّ القبض عليهم أحياءً من خفافيش الظلام، ترتعد فرائصهم وهم يُواجهون أسود الجيش المصرى.
الآن فقط، باستطاعة أسر الشهداء تلقى العزاء.. الآن نقول للأبطال الذين نالوا الشهادة وهم صائمون، وكان إفطارهم فى الجنة:» ناموا قريرى العين، وهنيئاً لكم الشهادة، ولتطمئن أرواحكم الطاهرة بأن مصر وشعبها فى رباطٍ إلى يوم القيامة، وستبقى آمنةً ما دامت دماؤكم الزكيَّة تُعطر ترابها للأبد».

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة