عمرو سمير عاطف
عمرو سمير عاطف


حوار| عمرو سمير عاطف: أعمالي بـ«تكلبش» المشاهد أمام الشاشة.. وانتظروا جزءا ثانيا من «النهاية»

محمود مصطفى

الإثنين، 04 مايو 2020 - 04:49 م

 

- "النهاية" مسلسل خيال علمي "مصري 100%"

- بعد "كفر دلهاب" كان لابد من خطوة أكبر فخضنا تجربة "الخيال العلمي"

- لم أهاجم الجمهور عند عرض "التريلر" ولكن كان ردي على الاتهام المسبق بالاقتباس 

- الاقتباس مقبول ولكن بشروط

- مشهد المحاكاة العقلية للمصارعة رؤية مخرج ولم أكتبه على الورق

- "النهاية" و"Black Mirror" اعتمدا على نفس المصدر في التنبؤ بتطور الألعاب مستقبلاً

- هناك 10 نظريات رئيسية تستقي منها أعمال الخيال العلمي موضوعاتها

- التحضير لكتابة المسلسل استغرق عاما كاملا

- اعتمدت على مراجع علمية وأفلام وثائقية أثناء كتابة "النهاية"

- نسير في اتجاه إلى الأسوأ "الديستوبيا"

- "النهاية" تحذير لتجنب المصير المظلم في المستقبل 

- نعيش في كنف حضارة تدمر الكوكب بلا هوادة

- رد الفعل الإسرائيلي على المسلسل "مبالغ فيه"

- ياسر سامي مخرج "هايل" وسأكرر التجربة معه

 

منذ عرض الإعلان التشويقي له، أثار مسلسل "النهاية" الذي يعرض في ماراثون دراما رمضان 2020، ردود أفعال واسعة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين انتقادات واتهامات بالاقتباس من أعمال أجنبية، والإشادة بفكرة العمل وطريقة تنفيذه باعتباره أول مسلسل خيال علمي يعرف طريقه إلى الدراما المصرية.

 

الكاتب والسيناريست عمرو سمير عاطف، كان أول من أشارت له أصابع المتهمين من ناحية والمشيدين من جانب آخر، فالبطل في ذلك العمل ليس يوسف الشريف ومن شاركه من ممثلين وحدهم؛ بل مؤلف يحرص دائمًا على التجديد والتنوع بأفكار مبتكرة.

 

بعد غياب نحو 3 سنوات، يعود عمرو سمير عاطف هذا العام ليأخذ المشاهد معه إلى منطقة جديدة في الدراما لم يكن يعتدها من قبل على الشاشة ذاهبًا به في رحلة خيال علمي إلى المستقبل، وحول تفاصيل العمل وكواليس صناعته كان لـ"بوابة أخبار اليوم" هذا الحوار مع مؤلف مسلسل "النهاية":

 

- في البداية.. من أين جاءت لك فكرة المسلسل.. وهل هو مستوحى من أي عمل آخر؟

فكرة المسلسل طرحها علي الفنان يوسف الشريف، والعمل مصري 100% وليس مستوحى من أي عمل آخر.

 

- ولماذا الخيال العلمي تحديدًا؟

 بعد تقديم "كفر دلهاب" في 2017 كان لابد من التفكير في خطوة جديدة أكبر، فقررنا خوض تجربة الخيال العلمي في "النهاية".

 

-  منذ بداية عرض "التريلر" قلت إن العمل مصري ١٠٠٪ وغير مقتبس من أي عمل أجنبي.. وفسر البعض ذلك بأنه استباق ليس في محله ورد مسبق على أي انتقاد للعمل.. ما رأيك؟

 

لم أهاجم أحد ولكن بمجرد طرح الإعلان التشويقي للمسلسل، بدأ الكثير من الأشخاص تشبيهه بأعمال أجنبية مثل "Terminator"، و"Westworld" تحديدًا، حتى قبل مشاهدة المسلسل والحكم عليه، لذلك جاء ردي على هذا الاتهام المسبق بالاقتباس.

 

- وكيف ترى فكرة الاقتباس من أعمال أخرى من وجهة نظرك.. وهل يمكنك اللجوء لها؟

 

برأيي طالما يقدم الفنان أو المؤلف العمل برؤية جديدة وبزاوية مختلفة في التناول ليكون له بصمته الواضحة والمميزة على العمل فلا مشكلة في ذلك، فـ"شكسبير" على سبيل المثال أعماله المسرحية ليست جميعها من أفكاره بنسبة 100% ويمكن رؤية ذلك في "تاجر البندقية" وهي مقتبسة من "يهودي مالطا" للمؤلف كريستوفر مارلو، ولكن هذا لا يعني أن الأول سرق الفكرة، ولكنه قدمها برؤيته وحكاها من وجهة نظر مختلفة.

 

-  مشهد المحاكاة العقلية للمصارعة في الحلقة الثامنة بين زين وأحد أبطال العمل وجه له البعض انتقادًا بأنه مأخوذ عن  "Black   Mirror"  من إنتاج "نيتفليكس".. ما رأيك؟


هذا المشهد لم أكتبه بهذا الشكل وكان مختلفًا تمامًا، وكان من المقرر تنفيذه كسباق سيارات أو سباق بين متسابقين مترجلين بأشكال مختلفة ولم يسعفنا الوقت لتنفيذه، ولكن المخرج ياسر سامي اختار في النهاية تنفيذ المشهد بهذه الطريقة، ورغم ذلك أعجبني ولم أعارض تنفيذه بتلك الطريقة، والأهم في المشهد بالنسبة لي هو الحوار الذي دار بين الشخصية الرئيسية ومنافسه في المسابقة.  
 
أما بشأن اقتباسه من "Black Mirror"، فالعمل الأجنبي قدم نبوءة علمية عن مستقبل الألعاب هو لم يبدعها، ولكنها نظرية قائمة، فالعملين "النهاية" و"Black Mirror" اعتمدا على نفس المصدر الذي تنبأ بشكل التطور الطبيعي للألعاب في المستقبل، ومن هنا جاء التشابه. 

 

- هذا يعني أنك اعتمدت على مراجع علمية أثناء كتابة المسلسل؟

بالتأكيد، ظللت طوال عام كامل أشاهد أفلامًا تسجيلية علمية، وأقرأ نظريات مستقبلية لعلماء مختلفين، للتحضير لكتابة العمل.

 

- حدثنا بإيجاز عن تلك النظريات؟

هناك نوعين من التنبؤات بالمستقبل، نوع يرى أن المستقبل سيكون "يوتوبيا" أي أفضل، وآخر يرى أنه سيصبح "ديستوبيا" أي أسوأ، ونحن نسير في الاتجاه الأخير.

وفي النوعين هناك تنبؤ بشكل الحياة في المستقبل، من وسائل المواصلات والاتصالات والعلاقات الاجتماعية والملابس والذكاء الاصطناعي، حتى طريقة الولادة، فهناك 10 نظريات رئيسية تعتمد عليها وتستقي منها أفلام الخيال العلمي موضوعاتها، ونادرًا جدًا ما يقدم فيلم خيال علمي موضوعًا خارج تلك النظريات، وإذا حدث سيكون غير قابل للتحقق على أرض الواقع.

 

- ملاحظ توقعك لتطورات أكثر من قضية في العمل كسياسة التعليم الانتقائي وحكم المدن.. بوجهة نظرك ما مدى قابلية تحقق تلك التوقعات على أرض الواقع؟

هناك شقين للرد على هذا السؤال؛ الأول وهو حكاية كاتب خيال علمي شهير كان يكتب دائمًا عن المستقبل المظلم أو "الديستوبيا" وعندما سأله الناس عن توقعاته لمدى تحقق ذلك في الواقع، فرد بأن ما يقدمه هو تحذير لتجنب ما قد يحدث في المستقبل، وعلى ذات السياق يسير مسلسل "النهاية".

 ولكن في الحقيقة للأسف الشديد على أرض الواقع ما نعيشه الآن يؤكد أن الناس لن تتجنب هذا المصير المظلم، لأن العالم لم يعد لديه القدرة على التوقف عن تدمير الحياة، فنحن نعيش في كنف حضارة تدمر كوكب الأرض بلا هوادة ولا توقف ولو حتى لحظة، لدرجة أنه عندما هاجم فيروس "كورونا" العالم فخرجت العديد من الأصوات التي تؤكد أن الطبيعة تتعافى بسبب تداعيات الأزمة والإجراءات المتبعة للحد من انتشاره.

أضف إلى ذلك أن كل عام تنقرض حيوانات، وتحترق غابات، وترتفع درجة حرارة الأرض.. فماذا من الممكن أن تتوقع أن يحدث للكوكب في المستقبل؟ بالتأكيد حياة في منتهى السوء. 
    

- في الحلقة الثامنة أيضا لم تشرح ما جرى في حرب تحرير القدس وكيفية فناء إسرائيل.. هل ستحمل الحلقات القادمة تفسيرا لذلك أم أنك اكتفيت بعرض الفكرة؟

ما يعرضه العمل عن حرب تحرير القدس وفناء إسرائيل بالنسبة للمستقبل هي تاريخ قديم، أي أنها حدثت منذ زمن بعيد وانتهت كرؤيتنا للحرب العالمية الثانية هذه الأيام على سبيل المثال، ومع مرور الحلقات سيقدم شرحًا لتاريخ ما بعد هذه الحرب، ولكن ليس له علاقة بإسرائيل، كسيطرة الشركات على العالم.

 

- كيف رأيت بيان الخارجية الإسرائيلية للهجوم على المسلسل؟

رد فعل مبالغ فيه، لأن ما قدمته عمل فني ومن المفترض الرد عليه بعمل مثله وليس الرد من قبل جهات سياسية، والهجوم الموجه للمسلسل به درجة عالية جدًا من المبالغة.

 

- يحمل المسلسل هجوما غير مباشرا على سياسة "تقطير التكنولوجيا" التي تتبعها حاليا الكثير من الشركات العالمية لتحقيق أقصى أرباح مالية.. هل هي مقصودة كفكرة أساسية في العمل؟

نعم مقصودة وهذه وجهة نظري الشخصية، فأنا راصد لهذه الفكرة منذ فترة فمثلا "عام 1970 كانت الناس تتخيل أنه عندما يأتي عام 2000 الإنسان هيطير وهنعيش على المريخ"، وعندما طرحت على نفسي سؤالاً لماذا لم يحدث ذلك في الواقع؟ وجدت أن التقدم العلمي تم ترشيده والسيطرة عليه لخدمة الاقتصاد والتحكم في حياة الناس، وهو التصور الذي قدمته في المسلسل.

سأضرب مثالاً للتوضيح؛ هم صنعوا هواتف محمولة في البداية لإرسال واستقبال المكالمات فقط، وبعد نفادها وبيعها بالكامل، بدأ طرح هواتف جديدة بشاشات ملونة، وبعد بيعها بالكامل ظهرت هواتف لديها القدرة على التوصيل بشبكة الإنترنت ثم شاشات باللمس.. وهكذا؛ فهل لم يكن بمقدور تلك الشركات صناعة ما وصلنا له الآن منذ البداية؟ بالطبع كان من الممكن تحقيق ذلك، ولكن هم فعلوا ذلك لتحقيق أقصى استفادة ممكنة وحصد المزيد من الأرباح مالية والاستمرار في نمط الاستهلاك والبيع، وهذا النمط يتسبب في ترشيد التقدم العلمي.

 

 من اللافت استعراض العمل لفكرة حكم الشركات وهو ما يعده كثيرون هجوما على الرأسمالية.. ما رأيك؟

أكيد فأنا كمواطن أعيش على هذا الكوكب أعاني من هذا الجشع ونتاج الرأسمالية المتوحشة الذي يؤدي إلى تدمير الحياة التي نعيشها. 

 

- الكثير من الأفكار المطروحة بالعمل صادمة بعض الشيء.. هل واجهت أي اعتراضات من الشركة المنتجة على أي من تلك الأفكار؟

معظم الأفكار التي يراها البعض صادمة سيكتشف في نهاية العمل أنها لم تكن كما تخيلها، ولم أواجه أي اعتراضات ولكن كان هناك تساؤلات من جهات مختلفة وتم الرد عليها لتوضيح الرؤية حينها وانتهى الأمر.


- يرى كثيرون أن أعمالك تتطلب تركيزا عاليا من المشاهد لفهم أحداثها.. ما رأيك وهل تتعمد إشراك الجمهور معك في توقع الأحداث أو فرض سيناريوهات من خيالهم أثناء المشاهدة؟


نعم عندما أكتب أي عمل أتعمد جذب انتباه المشاهد و"اكلبشه"، وهذه هي الوظيفة الأولى أو الهدف لأي مادة إعلامية، بعدها يمكن فعل أي شيء، ولكن بدون تحقيق هذا الهدف وهو عنصر الجذب سيكون العمل بلا قيمة مهما كانت رسالته نبيلة.

في "رقم مجهول"، كنت أكتبه أيام حكم الإخوان وسط اضطرابات سياسية، وكنت أشعر وقتها أن أمر جلل سيحدث كحرب أهلية، فقلت وقتها: "هكتب مسلسل يخلي الناس لو بتحارب تسيب الحرب شوية ويقعدوا يتفرجوا على الحلقة وبعدين يرجعوا يحاربوا تاني".


-  قدمت مع يوسف الشريف نحو 6 أعمال.. ما هو سر تكرار التعاون بينكما؟

ببساطة لأني أقدم معه أفكار جديدة ومبتكرة وأقتحم مناطق في الدراما لم يكن من الممكن إطلاقًا تقديمها من قبل، تخيل ممثل يطلب تقديم مسلسل رعب في رمضان مثل "كفر دلهاب"، فعندما عرض عليّ الفكرة حينها كان رصيدي في مشاهدة أفلام الرعب لا تتخطى عملين، لأني لا أحب هذا النوع من الأعمال، فاضطررت لمشاهدة الكثير من الأعمال والقراءة جيدًا لكتابة المسلسل.  


-  هل شاركت في ترشيحات أبطال العمل؟

الترشيحات جميعها كانت موفقة من المخرج ياسر سامي، ولم تلق أي اختلاف أو نقاشات.

 

- أثناء كتابة المسلسل.. هل كنت تتخيل ممثل محدد لتجسيد أي من الشخصيات؟

كثيرون كانوا في ذهني وأنا أكتب المسلسل مثل عمرو عبد الجليل وسهر الصايغ، والاثنين تحديدًا تم ترشيحهما مبكرًا للعمل.

 

- أي الممثلين فاجأك بأدائه؟

لا يوجد فنان بعينه، وجميع الممثلين قدموا أداءً مميزًا، وأكثر من المتوقع منهم.

- وكيف ترى تجربتك الأولى مع المخرج ياسر سامي؟

مخرج هايل وعمل شغل عظيم فاجأنا جميعا، فلم نكن نتخيل إطلاقًا أن المشاهد ستنفذ بهذه الاحترافية و"الفخامة"، وسعيد جدًا بهذه التجربة واحتمال وارد جدًا نكررها.

 

- هل تخطط لجزء ثان من المسلسل؟

احتمال كبير، لكن لم نفكر في موعد عرضه، فمن الممكن أن أطلب من الشركة المنتجة أن يتم كتابته في عام، على أن يتم تنفيذه في عام آخر، وأعتقد هذا سيكون أكثر راحة للجميع، والأمر في النهاية متوقف على موافقة جهة الإنتاج.

 

-  في النهاية.. ما هو جديدك في السينما أو التلفزيون؟

أحضر لمسلسل "بوليسي" سيقدم في 11 حلقة، وهو قصة المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه في المملكة العربية السعودية، وتحمست جدًا لكتابته بمجرد عرض الفكرة عليّ، وتم ترشيح عدد من الممثلين في مصر ودول عربية أخرى ولكن لم يتم إبلاغهم حتى الآن، ومن المقرر عرضه على إحدى المنصات الإلكترونية، ولكن أزمة فيروس كورونا عطلت تنفيذه.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة