الإثنين، 04 مايو 2020 - 09:10 م

تحت أشعة الشمس الحارقة يعملون بكل همة ونشاط من أجل كسب لقمة العيش الحلال، لا تمنعهم ساعات الصيام الطويلة عن البحث عن قوت يومهم ، أنهم أصحاب المهنة الشاقة العاملون في  الشهر الكريم مثل بقية العام بهمة ونشاط، يواجهون أزمة حقيقية في البحث عن لقمة العيش، فهم أكثر الفئات التي عانت من تبعات عمليات الإصلاح الاقتصادي لكنهم صبروا وتحملوا من أجل وطنهم.

أمالهم البسيطة هي من توقظهم كل يوم لتوفير احتياجاتهم اليومية هم وذووهم لكي يستطيعوا أن يواجهوا أمواج الحياة المتلاطمة رغم قساوه ظروفهم إلا أن هدفهم ليس له حدود، فهم على قلب رجل واحد، من أجل قوت يومهم والمحافظة علي رزقهم،  إنهم عمال اليومية وأصحاب الحرف.

وترصد "بوابة أخبار اليوم" في هذا التقرير أصحاب المهنة الشاقة الذين يعملون فى هذا الشهر الكريم رغم صيامهم وانتشار فيروس كرونا المستجد.
 

عمال المقاولات

يقول المهندس محمد شحاتة صاحب شركة مقاولات، إن العمل بالمقاولات بنهار الشهر الكريم من الإعمال الشاقة ولكنه ملزم والعاملين معه بدفع عجلة الإنتاج بكامل طاقاتها مع الالتزام التام بكافة الاجراءات الخاصة بهذه الفترة، حتي نتمكن من  الحفاظ على تلك العمالة، وتتمكن مصر من الخروج من تلك الأزمة بأقل الإضرار الممكنة.

سعادة بقرار استئناف عمل شركات المقاولات بكامل طاقتها

وأيد شحاتة، القرارات الاقتصادية والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة في إطار جهود الدولة و الحفاظ علي العمالة المصرية وصحة المواطنين بالتزامن مع استئناف عمل الشركات في قطاع المقاولات بكامل طاقتها في مختلف المواقع الإنشائية والمشروعات الكبرى، وكما أعرب عن شكره وتقديره للدولة المصرية قيادة وحكومة على القرار الحكيم الذي أصدرته بضرورة استئناف شركات المقاولات العمل بكامل طاقتها في المواقع الإنشائية والمشروعات القومية الكبرى، وذلك باتخاذ الشركات والعاملين بها كافة الإجراءات الاحترازية حفاظا على صحة وحياة العاملين حيث أن العنصر البشري أهم عناصر منظومة الإنتاج.
 

عمال الأفران

كما أكد محمد الفران، ويعمل فران بأحد المخابز بمنطقة الهضبة الوسطي في المقطم، أنه يأخذ الخبز من المطولات ويضعه على سير الفرن، لتبدأ عملية إنتاج الخبر والتي تستمر في كثير من الأحيان وبحسب قوله إلى منتصف اليوم وقبل أذان المغرب بوقت يمكن العاملين من العودة إلى منازلهم وتناول الإفطار برفقة ذويهم.

وأكد محمد الفران، أنه مع بدء الدخول في موسم الصيف، لن يكون من السهل التغلب على درجات الحرارة داخل المخابز والتي تكون بالطبع مرتفعة على غير العادة، ومن ثم يحتاجون إلى مزيد من المشروبات الباردة، وهو ما لا يستطيع فعله في نهار رمضان، غير أنه يؤكد لنا أن بركة الشهر الكريم تحل عليهم فلا يتأذون من قلة المياه بشكل كبير عكس الأيام العادية.
 

عمال النظافة جنود مجهولة تحافظ على البيئة

الجنود المجهولة من يلعبون دورا كبير في المحافظة علي البيئة هم عمال النظافة الذين يؤدون عملهم بجد وكفاح، يتحملون كل هذه الأعباء وهم صائمون في نهار رمضان، مع إتباع القواعد والإجراءات الاحترازية ضد فيرس كورونا، فعمال النظافة يقومون بدورهم برفع  أطنان من القمامة والمخلفات يومياً، من اجل إظهار الشوارع والميادين بشكل جيد، ولمنع تراكمها، حتى لا تؤدى لانتشار الأمراض والأوبئة .

كما يحرص عمال النظافة على تأدية عملهم باجتهاد، يبذلون جهد كبير في نهار رمضان وسط ارتفاع درجات الحرارة مع بداية شهر الصيف مما يزيد من صعوبة عملهم ويزيد من احتياجهم للماء ولكن رغم ذلك لن تمنعهم ساعات الصيام الطويلة من ممارسة أعمالهم.
 

برلماني يقدم طلب إحاطة حول مشكلات الصرف الصحي

ويقول النائب خالد مشهور، عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب، أنه تقدم بطلب إحاطة موجه إلى رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى، حول مشكلات عمال الصرف الصحي الذين يعانون من عدم توفير وسائل أمان أو أي حماية تقيهم أخطار ما يقومون به من أعمال شاقة، والتي تكشف عن نقص الاهتمام بتطبيق معايير السلامة المهنية والمعرفة الصحيحة بالإسعافات الأولية، ما يعرض حياة هؤلاء العمال للخطر.

وأضاف النائب خالد مشهور، أن عمال الصرف الصحي معرضون إلى مخاطر فيزيائية بفعل الغازات السامة، ومخاطر كيمائية نتيجة استخدام المواد الكيميائية المطهرة إما في عمليات المعالجة أو إذابة الرواسب، وأيضا يتعرض العمال لمخاطر بيولوجية والأمراض الحيوية التهاب الكبد الوبائي A، والذي ينتقل من خلال الإفرازات التي تحوي براز الإنسان لذلك يلزم إعطائهم المصل الواقي.

مشكلات يُعاني منها عمال الصرف الصحي

وتابع النائب خالد مشهور، أن أبرز المشكلات التي يعاني منها عمال الصرف الصحي تتمثل في المرض بصفة مستمرة؛ بسبب النزول في بيارات المياه الأكثر تلوثًا، والتي من خلالها يُصاب الكثير من العاملين، بالرغم أن هذا ليس تخصصهم ولكن لا يوجد غواصين بالمحطات؛ ما يضطرهم للنزول لتسليك تلك البيارات، مضيفًا أن قيادات المحطة يلزمون العمال، بالنزول في أوقات متأخرة من الليل؛ كي يقوموا بتسليك الشوارع و البيَارات دون إشراف من متخصصين.

وأكد النائب على ضرورة توفير وسائل الإنقاذ إلى جانب مهمات الوقاية من الأقنعة والملابس والقفازات، مشيرًا إلى وجود قصور في توفير مهمات الوقاية وتدريب العمال المستمر على استخدامها، علاوة على غياب المتابعة الصحية الدورية، وتكرار حوادث الاختناق التي تتم بنفس السيناريو الذي يكشف عن عدم وعي العمال بالمخاطر والطريقة الصحيحة للتصرف، لذلك تشترك الحوادث في غرق أكثر من عامل في نفس الواقعة عندما يحاولون إنقاذ زملائهم تكون النتيجة ملاقاة نفس المصير، هذا بالإضافة إلى غياب إعداد خطط الطوارئ.