جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

دولة التلاوة..

جلال عارف

الخميس، 07 مايو 2020 - 06:06 م

 

برحيل الشيخ الطبلاوى تفقد مدرسة التلاوة المصرية قامة كبيرة شقت طريقها فى ظروف صعبة لكى تحتل مكانها فى مقدمة القارئين لذكر الله لسنوات طويلة.
لحق الطبلاوى رحمه الله بالجيل الذهبى لمدرسة التلاوة المصرية وتعلم منه. قبله وبعد رحيل القيثارة السماوية الشيخ رفعت، كانت دولة التلاوة تزدحم بالقارئين العظام. فى وقت واحد كنا نعايش أصوات الشيوخ الأجلاء مصطفى إسماعيل وعبدالباسط والمنشاوى والبهتيمى وزاهر والبنا والحصري. وبجانبهم كان أئمة الإنشاد الدينى الفشنى وطوبار وعمران ثم النقشبندي. كان عالما بأكمله من الجمال الروحى والخشوع الصادق بين يدى الله وفى رحاب الإسلام «المصري» الذى يمثل أقصى درجات التسامح والمحبة والاعتدال.
لحق الطبلاوى بهذا الجيل العملاق وتعلم منه، ثم زامل جيلا جديدا عاش فى ظروف مختلفة وواجه تحديات كبيرة. تعرضت الثقافة المصرية لأعاصير كاسحة، وافتقد الابداع المصرى لسنوات طويلة الرؤية التى تعرف قيمة القوة الثقافية وتحافظ عليها.
ومع ذلك ظلت مدرسة التلاوة المصرية تحمل كتاب الله إلى العالم كله، وتجسد الميراث العظيم لأزهى عصورها، وتعطر أرواح المؤمنين بما أنعم الله عليها من مواهب فى التلاوة العالمة الخاشعة وفى الانشاد الدينى الذى يحلق بالمؤمنين فى رحاب الإيمان الجميل.
يرحل الشيخ الطبلاوي، ومع رحيله نتذكر أن أمامنا الكثير من العمل المطلوب لاستعادة العصور الذهبية لمدرسة التلاوة المصرية. لاشك أن مصر زاخرة بالمواهب وبالعلماء، ولكن ما أصاب الثقافة والابداع فى مصر فى سنوات التراجع يحتاج لنظرة شاملة تعرف أن قوة مصر فى ثقافتها، وأن ريادتها ليست تاريخا يروى بل مستقبل يصنع الآن وغدا.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة