طاهر قابيل
طاهر قابيل


أول سطر

أنت تستطيع

طاهر قابيل

الخميس، 07 مايو 2020 - 06:11 م

ماذا ستفعل اذا كنت تقف مع عائلتك على الطريق وشاهدت سائقا مسرعا يصطدم بالبعض ويحول آخرين إلى جثث هامدة؟.. اعتقد ان اول شئ انك ستجمع عائلتك لتحميهم وتبتعد بهم عن السيارة «الطائشة» وستنادى على الآخرين لتحذرهم وتنقذهم.. نعم يمكننا التعايش مع فيروس «كورونا» والحل ليس فيه معجزة.. فقط عليك ان تخاف على نفسك وزوجتك واولادك ووالديك وجديك وجيرانك فى الاوتوبيس والميكروباص والمترو وبالقطار وفى الشارع والسوبرماركت والصيدلية.. خاف على الجميع فكما يقولون «ما استحق ان يولد من عاش لنفسه فقط».
 ما هى المشكلة فى ان نغسل اليدين بالماء والصابون اكثر من مرة فى اليوم؟.. ونبتعد عن بعض ولانتصافح بالايدى او نحتضن ونقبل البعض.. ماذا سنخسر ان لم نتزاحم فى الطرقات وعند شراء الاحتياجات؟..لماذا لا نرتدى الكمامات فى المواصلات العامة وعند التعامل مع موظفى الخدمة؟.. وماذاسيحدث ان عطسنا فى منديل والقيناه فى سلة المهملات وغطينا فمنا عند التثاؤب والكحة؟ واصبح هذا سلوكنا اليومى وتوقفنا عن نقد الآخرين وفعل كل منا ما يمكنه من انقاذ نفسه والجميع من العدوى والمرض.
 لا اعتقد ان أى احد منا يذهب إلى عمله بدون ان يغسل وجهه ويده وشعره.. لقد كانت امى- رحمة الله عليها- تشترط علينا ونحن اطفال ان نغسل ايدينا قبل الاكل وبعده وبالفرشاة والمعجون للاسنان قبل النوم وفى الصباح.. وكان ابى - رحمة الله عليه - ينبهنا ان نأخذ زينتنا عند كل مسجد ونرتدى ملابس مختلفة للنوم وعندالخروج وللجلوس بالبيت وان طريقنا للعودة لمنزلنا بعد اللعب والمرح والعرق هو الاستحمام مع تغيير كافة ملابسنا..هذا ما تربينا عليه النظافة والبعد عن التقاط الامراض والفيروسات من الغير.
 منظمة الصحة العالمية اصدرت مرارا وتكرارا توصيات لاتخاذ اجراءات وقائية من كورونا بغسل اليدين جيدا بالماء والصابون وتنظيف وتطهير الاسطح والابواب والمقاعد ومكاتب العمل وطاولات الطعام.. مع الانتباه لاعراض المرض التى تبدأ بالحمى والسعال الجاف وليس «سيلان الانف».. وان علينا استخدام الكمامات والمناديل خاصة فى الاماكن العامة.. والابتعاد عن الاماكن المزدحمة ومحاولة البقاء فى المنزل قدر الامكان.. واذا كنت تعانى من اعراض المرض فالافضل ان تصنع لنفسك عزلا صحيا بالبقاء فى حجرة بمفردك ويتعامل معك الباقون من وراء حجاب.. نعم نستطيع وكل ما علينا الا يصبنا الهلع والخوف فالوقاية خير من العلاج.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة