يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن..

العزل المنزلى

يوسف القعيد

الخميس، 07 مايو 2020 - 06:12 م

والعزل المنزلى حتى نكون على بينة ما يقوم به الإنسان من تلقاء نفسه. ما إن يشعر ببعض أعراض فيروس كورونا. وقبل التأكد من الإصابة. حدد الأطباء مكان العزل بأن يكون فيه غرفة بحمام خاص. وأن يأخذ المشتبه بمرضه قرار العزل على شرط أن يكون تحت الرعاية الطبية. وأن يُجرى التحليلات المطلوبة.
وهذا كلام جميل. واتباعه يحمى مصر من انتشار الوباء واستفحاله. ويُمكِّن المصريين من حصاره فى أضيق دائرة ممكنة. ولكن الكلام النظرى شئ. ومفردات الواقع أمر آخر. أبدأ بالعزل فى مكان خاص لمن يشتبه انه مصاب بأحد أعراض المرض. وهى معروفة ومتداولة ومنشورة.
للأسف لا توجد لدينا دراسات معلنة للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فيها أرقام دقيقة عن ظروف سكن المصريين. ومدى مناسبة عدد الغرف مع أعداد المقيمين. ولا بد من اللجوء إلى الرؤية الشخصية. وهى محدودة.
نسبة كبيرة من شققنا قد لا تسمح لسكانها بهذا الترف. أن يكون للشخص حتى لو كان مصاباً غرفة خاصة فيها حمام مستقل. فما بالك ببيوت الريف المصرى حيث الأغلبية الكاسحة من المصريين يفضلون الحياة معاً. ألا يقولون: "البركة فى اللمة" ولا يضيقون بالمكان. إنهم يفضلون الحياة معاً. ثم ماذا عن الذين بلا بيوت؟ وأنواعهم كثيرة. ووجودهم ليس عيباً.
أشهد أن الرئيس عبد الفتاح السيسى، معنى بحياة الناس العاديين. إن تكلم لا بد أن يذكرهم أو يشير لهم. ويحاول تخفيف معاناتهم اليومية بكل الطرق الممكنة. ومشروعاته فى هذا السياق أكثر من أن تحصى. وآثارها تخفف على الفقراء ظروف حياتهم.
وحكومة الدكتور مصطفى مدبولى، تترجم ما يقوله الرئيس بإجراءات محددة. تأخذ صف الفقراء وتدافع عنهم وتساعدهم على مواجهة صعوبات الحياة. ولكن معرفة الوضع فى الواقع مهم قبل أن نتكلم تحت عنوان جميل وبراق هو العزل المنزلى.
والعزل المنزلى مسألة مهمة. لأن الوباء فاجأ الدنيا. ومصر جزء منها. وتجهيز أماكن للعزل العام يجرى فى كل لحظة. ولكن قد ينشأ تباعد بين الأعداد والأمكنة المتاحة. لذلك نشأت فكرة العزل المنزلى كحل وسط. بشرط أن يتم تحت الرعاية الطبية وبمعرفة السلطات الصحية. وبقدر كبير من الشفافية والعلنية. ولا يكون تهرباً من الاعتراف بالمرض. أو رفضاً للذهاب إلى أماكن العزل العامة. وهذا يعطى فكرة العزل الإرادى المنزلى أهميتها ودورها الجوهرى فى محاصرة الوباء.
كون أن الكثير من منازل فقراء وعامة المصريين قد لا تصلح لهذا العزل. فهذا لا يمنع من البحث عن حلول بديلة وممكنة ولا تضيف أعباء جديدة تخرجنا من الأزمة. المهم أن نتصارح وأن يعتبر كل منا نفسه مسئولاً عن صحة مائة مليون مصرى وسلامتهم. وأن نحرص جميعاً على التكاتف والتعاضد فى مواجهة خطر لا يفرق بين غنى وفقير وقادر ومحتاج.
العزل المنزلى مطلوب. ولكن لا بد أن نعتبره أحد أشكال المواجهة. ولنحاول توفير أماكن عزل تناسب من لا تمكنهم بيوتهم من العزل المنزلى.
يعلمنا التاريخ أن الحاجة أم الاختراع. وكلما نظرنا إلى أى مشكلة تعترضنا من أرضية البحث عن حلول لها سنجد الحلول.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة