الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف


وزير الأوقاف: أكل حق المرأة في الميراث إثم عظيم

إسراء كارم- إسراء كارم

الجمعة، 08 مايو 2020 - 04:28 م

قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن شهر رمضان هو شهر القرآن، ويقول الحق سبحانه وتعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان}.

وأوضح خلال لقائه الأسبوعي في برنامج : «حديث الساعة» اليوم الجمعة، أن القران الكريم كتاب الجمال والكمال، ومن جوانب الجمال والكمال في القران الكريم  الجمال والكمال البلاغي والأسلوبي.


واستشهد ببعض النماذج البلاغية في القران الكريم، والتي منها :كلمة «إصلاح» في قوله تعالى : {ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير}، فلو  نقبنا في اللغة العربية على طولها واتساعها، فلن نجد كلمة واحدة تقوم مقام كلمة الإصلاح وتسد مسدها، فبعض الناس يتحدثون عن كفالة اليتيم، والعناية به، فنقول: «اليتيم قد يكون فقيرا فيحتاج إلى الإطعام أو الكسوة أو المسكن أو نحو ذلك ، فيكون الإصلاح لليتيم الفقير أن يوفر له طعامه، أو كسوته، أو المسكن اللازم له أو نحو ذلك، وقد يكون اليتيم غنيا ولكن لا عائل له من أهله وخاصته، فيحتاج إلى من يقوم على صناعته وتجارته وزراعته، فيكون الإصلاح القيام بذلك والعناية بأمواله والحفاظ عليها واستثمارها ، ويقضي له ما يحتاج إلى قضائه.

واستكمل: «قد يكون اليتيم غنيا وله من يقوم على رعايته واستثمار ماله وإنما يحتاج إلى الرحمة وحسن المعاملة وأن يكون كل إنسان له أبا، فإذا ذهب إلى الطبيب وجد أبا حانيا، وإذا ذهب إلى المدرسة وجد أبا حانيا، فيكون كذلك في كل شئون الحياة»، مستشهدا بقول نبينا صلى الله عليه وسلم:  «من مسح رأس اليتيم كتب الله له بكل شعرة من رأسه حسنة».

وأضاف: «قد يحتاج اليتيم إلى التهذيب والتقويم والتعليم من كافله أو ولي أمره، وأن يجعله في ذلك كولده، يقول صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين وأشار بأصبعيه يعني السبابة والوسطى»، ويقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا أول من يفتح باب الجنة، إلا أني أرى امرأة تبادرني، فأقول لها : ما لك؟ ومن أنت ؟! فتقول: أنا امرأة تأيمت على أيتام لي»، فكفالة اليتيم -أي يتيم- تجعل لصاحبها  هذا الثواب.

 وأبرز الوزير من النماذج البلاغية ما ورد في سورة النساء من أحكام المواريث، والتي ختمها سبحانه وتعالى بقوله: «تلك حدود الله»، والحد: فاصل بين الحق والباطل، بين الحلال والحرام، « ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم، ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده»، بأن يحرف، أو يبدل، أو يغير، أو يتدخل في تقسيم الله تعالى، « يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين»، ويقول نبينا صلى الله عليه وسلم: « إن الله قد قسم لكل وارث نصيبه من الميراث»، ولم يقل صلى الله عليه وسلم: قسمت أنا، وإنما نسب القسمة إلى الله تعالى، فإن الله لم يترك أمر الميراث لأحد من خلقه، فإن الله تعالى قسم لكل وارث حقه، فمن منع وارثا حقه منعه الله تعالى جنته يوم القيامة، والذي يتدخل ويغير ويبدل فيعطي هذا ويمنع هذا وبخاصة من يحرمون المرأة من حقها في الميراث، كأنه يقول «والعياذ بالله تعالى»: تقسيم الله تعالى لا يعجبني، أو يقول: أنا أقسم تقسيما أحسن من قسمة الله تعالى؛  لأنه إذا كان يرضى بتقسيم الله تعالى فلماذا يتدخل فيما قسمه الله «عز وجل»؟

وأشار إلى أنه من الإعجاز البلاغي في القران الكريم مخاطبة المؤنث فيه بلفظ المذكر في قصة سيدنا يوسف عليه السلام، حيث يقول تعالى عن امرأة العزيز: «يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين»، فعبر سبحانه هنا بلفظ الخاطئين المذكر ولم يعبر بلفظ «الخاطئات» المؤنث؛ لأن العرب والفضلاء والناس أجمعين يمدحون المرأة بالحياء والعفة والإباء، والأصل في المرأة أن تكون مخطوبة ومطلوبة، والأصل في الرجل أن يأتي خاطبا وطالبا، أما عندما تعكس المرأة الفطرة السليمة على نحو ما كان من امرأة العزيز، حيث يقول الحق سبحانه: «وراودته التي هو في بيتها عن نفسه وغلقت الأبواب وقالت هيت لك  قال معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون»، فلما عكست امرأة العزيز الفطرة الإنسانية الصحيحة السليمة جاء التعبير اللغوي على خلاف الأصل ليناسب حالها الذي كان على خلاف الأصل في الإنسانية.

وتابع: عندما حاول سيدنا يوسف عليه السلام، أن ينجو بنفسه «واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب  قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم، قال هي راودتني عن نفسي  وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين، وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم»، ويفرق علماء اللغة بين القد، والقط، والقطع؛ القد: القطع الطولي، والقط: وهو القطع العرضي، والقطع يشمل القد والقطع، وكانوا يقولون عن الإمام علي رضى الله عنه، أنه إذا علا بالسيف قد، و إذا دنا بالسيف قط،  فعندما حاولت امرأة العزيز أن تلحق بسيدنا يوسف (عليه السلام) أمسكت بقميصه من الخلف فشدته فقطعته طوليا ط، ولذا جاء التعبير بالقد ، ليعبر  بدقة عن طبيعة الفعل ، ليصور لنا المشهد تصويرا  لا لبس فيه.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة