د  سعيد البطوطي
د  سعيد البطوطي


بالأرقام و الإحصائيات.. تأثير كورونا على صناعة السفر والسياحة عام 2020

مي سيد

الأحد، 10 مايو 2020 - 01:52 م

 

 كشف المستشار الاقتصادي بمنطمة السياحة العالمية د سعيد البطوطي عن آخر إحصائيات و أرقام لتأثير فيرس الكورونا على صناعة السياحة و السفر عام 2020.

و أكد د. سعيد البطوطي أن هناك خسارة 850 مليون إلى 1,1 مليار سائح دولي و خسارة قدرها 910 مليار دولار أمريكي إلى 1,2 تريليون دولار أمريكي من الإيرادات السياحية.
و انخفاض يقدر بنحو 2,7 تريليون دولار أمريكي في الناتج المحلي الإجمالي للسفر والسياحة.

تعرض 100 إلى 120 مليون وظيفة تعمل في السياحة بشكل مباشر للخطر.

و أوضح المستشار الاقتصادي أن تعليق الرحلات الجوية - إغلاق الحدود - إجراءات الإغلاق التي حبست الكثير من سكان العالم في المنازل خلال موسم الذروة السياحي في الكثير من المناطق حول العالم - تقييد السفر الدولي بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ، كل ذلك كلف الدول مليارات الدولارات، ونفد المال من شركات الطيران، وفقد الملايين من الأشخاص حول العالم وظائفهم - مما أدى إلى تحويل صناعة السياحة إلى واحدة من أكبر ضحايا الفيروس التاجي أو فيروس كورونا المستجد COVID-19.

217 دولة ومنطقة حول العالم فرضت قيود على السفر، نقسمها إلى أربع فئات:

إغلاق حدود كلي أو جزئي: نفذته عدد 97 دولة تمثل 45% من الإجمالي.
تعليق الرحلات الجوية كليًا أو جزئياً: نفذته 65 دولة ومنطقة تمثل 30% من الإجمالي.
عمليات إغلاق حدود تستهدف مجموعة معينة من الجنسيات: فرضتها 39 دولة تمثل 18% من الإجمالي.
إجراءات أخرى مثل مطالبة الزائرين بالحجر الصحي: تنفذها 16 دولة تمثل 7% من الإجمالي.

تلك القيود أثرت بشكل كبير على الرحلات الجوية التجارية، حيث انخفض متوسط ​​عدد الرحلات التجارية يومياً من 100 ألف رحلة جوية يومياً خلال كل من شهري يناير وفبراير، إلى 78500 رحلة جوية يومياً خلال شهر مارس، ثم إلى 29400 رحلة جوية خلال شهر أبريل الماضي. 

ومن المتوقع أن تسبب أزمة كورونا انخفاضاً في إيرادات ركاب الخطوط الجوية بمقدار 314 مليار دولار في عام 2020، أي بنسبة انخفاض55% مقارنة بالعام السابق 2019.

أيضاً من المتوقع أن ينخفض الطلب على الرحلات الجوية للركاب لمدة عام كامل (محلياً ودولياً) بنسبة 48% مقارنة بعام 2019، والعنصرين الرئيسيين وراء ذلك هما:

* التطورات الاقتصادية الشاملة:

فالعالم يتجه نحو الركود، ومن المتوقع أن تكون الصدمة الاقتصادية لأزمة COVID-19 في أشد حالاتها في الربع الثاني من العام الحالي، حيث من المتوقع أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 6% (مقارنة بنسبة تراجع 2% فقط كانت في ذروة الأزمة المالية العالمية عام 2009)، والنمو أو التراجع في الناتج المحلي الإجمالي العالمي بالطبع له تأثير سلبي أو إيجابي على معدلات الطلب. إضافة أنه من المتوقع أن تأثير انخفاض النشاط الاقتصادي في الربع الثاني من العام الحالي سوف يؤدي إلى انخفاض في الطلب بنسبة 8% خلال الربع الثالث من العام.

* قيود السفر:

حيث أن قيود السفر بالقطع تزيد من تأثير الركود على الطلب على السفر.
ومتوقع أن يكون التأثير الأكثر حدة في خلال الربع الثاني من العام (أبريل حتى يونيو) حيث انخفضت عدد الرحلات على مستوى العالم بنسبة 80% مقارنة بعام 2019 بسبب القيود الشديدة على السفر التي تفرضها الحكومات لمكافحة انتشار الفيروس.

ومن المتوقع أن تشهد الأسواق المحلية تحسن في الطلب بدءاً من الربع الثالث من العام (يوليو حتى سبتمبر) الحالي في المرحلة الأولى من رفع قيود السفر، ومع ذلك فمن المتوقع أن الأسواق الدولية ستكون تعافيها أبطأ حيث أنه من المحتمل أن تحتفظ الحكومات ببعض القيود على السفر لفترة أطول ربما حتى نهاية سبتمبر.

هذا الانخفاض دفع معظم شركات الطيران إلى إيقاف نسبة كبيرة من أسطولها على الأرض ومواجهة العديد من الصعوبات المالية. وقد تدخلت بعض الحكومات لتقديم شريان الحياة لشركات الطيران التي تعاني، فعلى سبيل المثال تدخلت الحكومة الفيدرالية الألمانية لكل من شركة الطيران الألمانية Lufthansa ومنحتها مساعدو قدرها 9 مليارات يورو، كما تدخلت أيضاً لإنقاذ شركة Condor وضخت بها 300 مليون يورو. أيضاً قامت الحكومتان الفرنسية والهولندية بتقديم مساعدة قيمتها 11 مليار يورو لشركة الخطوط الجوية الفرنسية Air France وشركة الطيران الهولندية KLM.

في نفس الوقت توصلت وزارة الخزانة الأمريكية إلى اتفاق مع شركات الطيران الأمريكية American و Delta و United للحصول على مليارات الدولارات من المنح الحكومية، كما تعمل حكومة سنغافورة مع القطاع الخاص لتوفير ما يصل إلى 19 مليار دولار سنغافوري (13.42 مليار دولار أمريكي) لتمويل شركة الخطوط الجوية السنغافورية Singapur Airlines.

بالإضافة إلى شركات الطيران، فقد تضررت الفنادق أيضاً من انخفاض السفر.

فقد لوحظ انخفاض حاد في نسب الإشغال وفي أسعار الفنادق في جميع المناطق من العالم خلال شهري مارس وأبريل الماضيين، بل أن العديد من الفنادق أغلقت بالكامل. وقد نتج عن ذلك أن العديد من الفنادق بما فيها الفنادق التابعة للسلاسل الفندقية الكبرى قامت بتسريح أعداد كبيرة من العاملين وتخفيض الأجور وإغضاب الآلاف من العاملين. الأمر طال أيضاً منصات الحجز Online حيث أعلنت شركات في هذا المجال عن تخفيض عدد العاملين بها مثل منصة Expedia Group والتي ألغت 3 آلاف وظيفة، ونفس الشيء قام به موقع حجز الفنادق الشهير Booking الذي يعمل به حوالي 27 ألف موظف.

أما بالنسبة لفقدان الوظائف، وحيث يساهم قطاع السياحة بحوالي 10,3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ويولد واحدة من كل أربع وظائف جديدة في العالم على مدى السنوات الخمس الماضية، لكن التوقف المفاجئ في السفر العالمي بسبب الوباء من المتوقع أن يؤدي إلى فقدان أكثر من 100 مليون وظيفة هذا العام.

بداية التعافي

وفقًا لمسح قام به خبراء منظمة السياحة العالمية من المتوقع أن يتعافى الطلب على السياحة المحلية بشكل أسرع من الطلب على السياحة الدولية، كما يتوقع الغالبية أن بداية التعافي ستكون بحلول الربع الأخير من عام 2020 أي بداية من شهر أكتوبر القادم، بينما يرى البعض أن التعافي لن يبدأ قبل بداية عام 2021. 

وبخصوص الأنماط السياحية، فمن المتوقع أن تتعافى السياحة الترفيهية Leisure Tourism بشكل أسرع من سفر الأعمال Business Travel والأنماط السياحية الأخرى.

وبالنسبة للمناطق من العالم، فمن المتوقع أن تكون منطقتي الشرق الأوسط وأفريقيا أسرع المناطق في بداية التعافي، حيث يتوقع معظم الخبراء بداية التعافي والانتعاش خلال الربع الأخير من العام الحالي 2020، أما بخصوص باقي المناطق من العالم فموعد بدأ التعافي يختلف بخصوصه الخبراء والذى يرى بعضهم أنه سوف يكون خلال الربع الأخير من العام الحالي، بينما يرى البعض الآخر خاصة الأمريكيين أن التعافي لن يبدأ قبل بداية عام 2021
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة