كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

هل خُسِر الرهان على الشعب ؟

كرم جبر

الأحد، 10 مايو 2020 - 07:25 م

 

ليس بالحكم والمواعظ ولا بالإرشادات المثالية إقناع الناس بمواجهة كورونا، ولكن بالنظر إلى الأمور بواقعية، دون أن نضع روشتة واحدة، ونطلب تنفيذها على الجميع، رغم اختلاف نوعيات البشر.


من الظواهر السيئة الالتفاف حول حظر التجول، وكأن ذلك فخر ومباهاة، ولن يقتنع أحد من المخالفين أن القرار لصالحهم، إلا إذا حلت الكارثة، ودخل الوباء البيوت وعانى «المعاندون» العذاب بسبب إصابتهم أو إصابة أحد أقربائهم.


شتان بين النار التى تدفئ والتى تحرق، وكورونا لمن لم يصب بها مثل نار التدفئة، ومن تصيبه مثل نار الحريق التى يصعب إطفاءها.

 

ماذا نفعل فى شباب مستهترين، وبشر انعدمت لديهم المسئولية، فصاروا بالمئات فى الجنازات وإفطار رمضان، والخروج إلى الشوارع ليلاً، وهل مطلوب من الأمن أن يضع سيارة مطاردة أمام كل حارة وزقاق؟


وهناك كثيرون ينزلون إلى الشوارع والأسواق، دون ضرورة، زهقوا من القعدة، أو يمارسون التسكع، فهؤلاء أيضاً لن يرتدعوا، إلا إذا اقتحمت كورونا أجسادهم ودقت صدورهم.


وصلنا إلى هذه المرحلة، رغم التحذيرات والإجراءات الصحية الصارمة، ولكن المستشفيات لا تستطيع أن تستوعب المزيد، وأصبحت صوبات للعدوى رغم الإجراءات الاحترازية، وصار العزل فى البيوت أفضل بكثير.


كان الله فى عون جهاز الشرطة، فإذا تدخل بحسم لضبط المخالفين، تبرز حالات مأساوية، فكيف يدفع الغرامة من ليس فى جيبه عشرة جنيهات، ولا توجد أماكن حجز كافية فى الأقسام لتستوعب الأعداد الكبيرة، ولكن «من أمن العقاب أساء الأدب».

ليس كل الازدحام اختيارياً، فهناك كثيرون تضطرهم ظروفهم المعيشية إلى الخروج، وإذا لم يفعلوا ذلك فالبديل هو الجوع، وأكثر الفئات تضرراً العمالة المنزلية، بعد أن اضطرت معظم الأسر إلى الامتناع عن استقبالهم.


البديل هو الخروج إلى الشوارع للشحاذة والاستجداء، وزادت بالفعل الأعداد منذ مجيء كورونا، نتيجة العوز وفقدان فرص العمل اليومية.
هذه هى الفئات المستحقة للرعاية والنصح والإرشاد، وأن تكون النصائح فى مقدورهم، خصوصاً مع ارتفاع تكلفة مواد التعقيم والتطهير.

 

الحل هو التنبيه لاستخدام وسائل بديلة فى إعلانات التليفزيون، فبدلاً من الكحول والجيل والكلور وبقية المطهرات مرتفعة الثمن، يمكن استخدام الماء والصابون، ووضع كمامة من القماش على الأنف والفم، حتى لو كانت غير مطابقة للمواصفات، ولكنها تمنع بعض الضرر.

 

لا يمكن أن نطلب من سائق الميكروباص أن يأخذ 5 ركاب بدلاً من 12، ولا من المترو أن يخفض العدد إلى الربع ويترك مساحات شاغرة، ولا وسائل النقل العام، ولكن على الأقل، بتوعية من لا ضرورة لخروجهم بأن يلزموا بيوتهم.


من الإجحاف أن نقول إن الحكومة خسرت حين راهنت على وعى الشعب، وأن الوعى جاء بالإخوان، فهذا ظلم بين، لأن ظروف كورونا هى الأشد والأصعب فى تاريخ البشرية، والمصريون مثل بقية شعوب العالم فى مواجهة الكارثة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة