صورة موضوعية
صورة موضوعية


هل تقضي الموجة الحارة على «فيروس كورونا» وتفعل ما عجز عنه العلم؟

د.محمد كمال

الإثنين، 11 مايو 2020 - 07:13 ص

 

حذرت هيئة الأرصاد الجوية من موجة مختلفة من الطقس السيئ والمتقلب تضرب البلاد خلال الأيام المقبلة تبدأ من يوم الاثنين 11 مايو 2020، حيث تتعرض البلاد لموجة حارة تستمر حتى يوم الجمعة من الأسبوع الجاري، ومن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة عن المعدل الطبيعي وقد تصل إلى 40 درجة، وربما تشهد هذه الأيام أيضًا موجه من العواصف الرميلة والأتربة.

عام التنين

وبكل تأكيد لم يكن عام 2020 حتى الآن عامًا سعيدًا على دول وشعوب العالم أجمع، بعدما خالف كل التوقعات والأمنيات الطيبة، عام 2020 لم يكن فقط هو عام الكورونا، وإنما أيضًا عام الطقس السيئ والتقلبات الجوية المختلفة التي أصابت العديد من مظاهر الحياة بالشلل، مصر تحديدًا عانت الآمرين من كابوس الطقس السيئ الذي ضرب البلاد منذ الشتاء شديد البرودة مرورًا بــ«منخفض التنين» منتصف مارس الماضي، مرورًا بالعاصفة الترابية التي ضربت مصر في شهر إبريل الماضي، والآن تضرب مصر موجة آخرى متقلبة من سوء الأحوال الجوية ما بين الحر الشديد والعواصف والأتربة التي حجبت الرؤية. 

أكد خبراء الأرصاد الجوية أن أسباب العواصف الترابية والحرارة الشديدة تعود إلى منخفض جوي قادم من الصحراء الغربية، الذي يتكون في هذا التوقيت من العام في الصحراء الغربية يجلب رياح ناشطة تتسبب في إثارة الرمال والأتربة وتصل لحد العاصفة على العديد من مدن ومحافظات الجمهورية، وكشف د. محمود شاهين مدير إدارة التنبؤات الجوية بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن البلاد تتعرض حاليًا لموجة شديدة الحرارة قد تنتهي مع نهاية الأسبوع، وتستمر هذه الموجه على أغلب أنحاء البلاد ويكون الارتفاع أعلى من المعدلات الطبيعية لمثل هذا الوقت من العام بمعدل 4 درجات، ناصحًا المواطنين بارتداء غطاء الرأس حتى لا يتعرضوا لضربات الشمس، مشيرًا إلى ضرورة الإكثار من شرب السوائل خلال الفترة من بعد الإفطار وقبل السحور.

عاصفة قتل الناموس والفيروسات

رغم أن سوء الأحوال الجوية أصاب البعض بالضيق، إلا أن العواصف الترابية التي تتعرض لها البلاد لها جانب آخر مُشرق، فالعاصفة الرملية وفقًا لكلام خبراء الأرصاد الجوية بعد مرورها على أي منطقة تبدأ في الزوال التدريجي وتقتل آلاف وملايين من الذباب الصحراوي والبعوض والحشرات الدقيقة كالهاموش والناموس والذباب الطائر، كما تقتل أيضًا الفيروسات والفطريات، وتتزامن هذه الرياح مع منتصف أيام الشهر الكريم التي قال عنها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أن أوله رحمه وأوسطه مغفرة وآخرة عتقًا من النار.

رحمة تقلب الفصول

ويتضح مما سبق أن العاصفة في ظاهرها الضيق والعذاب، لكن في باطنها تبدو الرحمة التي لا يعلمها إلا الله عز وجل، حيث تعتبر العاصفة الرملية تطهير للأرض، وربما سيعمل الغبار على الحد من انتشار فيروس كورونا، خصوصًا مع التكهنات التي تشير أن الفيروس لا يعيش في المناطق الحارة والعواصف الترابية وإنما يحتاج إلى بيئة جافة أو باردة للبقاء على قيد الحياة.

يقول العلامة العربي بن خلدون، في مقدمته أن الأرض بعد تقلب الفصول من فصل إلى فصل، أي من الشتاء إلى الصيف، تبدأ بلفظ أمراض وحشرات لو تًركت لأهلكت العالم فيرسل الله الغبار والعواصف الرملية والرياح الترابية فتقوم هذه الأتربة وهذا الغبار بقتل أنواع كثيرة من الحشرات، والمفاجأة أن حجم حبة الرمل تتشكل وتتناسب بحسب حجم الحشرة فبعضها صغير يدخل عيونها وبعضها يدخل أنوفها وبعضها في جوفها وبعضها في أذانها حتى تقتلها، وأيضًا تلفظ الأرض الأمراض بعد الرطوبة خلال فصل الشتاء، فلا يقتلها ويبيدها إلا الغبار.

كورونا يتأثر بالموجة الحارة

قال الدكتور أسامة حمدي، أستاذ السمنة المرضية بجامعة هارفارد، إن فيروس كورونا يتأثر بشدة بارتفاع درجة الحرارة والأشعة فوق البنفسجية، ومن المتوقع أنه عندما ترتفع درجات الحرارة لتتجاوز الثلاثين درجة مئوية أن يموت الفيروس على الأسطح وفى الجو، خصوصًا أنه من الفيروسات المغلفة، أي يحيط بها غلاف من مادة دهنية تتأثر بالحرارة الشديدة، لافتًا أن هناك 3 سيناريوهات متوقعة بعد دخول فصل الصيف، أولها أن ينتقل إلى نصف الكرة الأرضية الجنوبي، ثم يعود إلى نصف الكرة الشمالي، والاحتمال الثاني أن تنجح التجارب العالمية وتكلل جهود الخبراء والعلماء في اكتشاف مصل أو لقاح مباشر يقضي على الفيروس، أما الاحتمال الثالث وهو انحصار المرض في حال التزام الناس في بداية فصل الصيف بحزمة الإجراءات الاحترازية والوقائية التي فرضتها الدولة للحد من انتشار الفيروس.

الشمس تتحدى كورونا

من جانبها أيدت خلية الأزمة الأمريكية في دراسة حديثة لها ما قاله الدكتور هاني الناظر الرئيس السابق للمركز القومي للبحوث من أن أشعة الشمس تؤثر على فيروس كورونا المستجد وتحد من انتشاره وتساعد في القضاء على الفيروس بشكل أسرع، وعلق الدكتور هاني الناظر عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» قائلًا، عندما كتبت هنا علي الصفحة منذ أكثر من شهر أن ارتفاع درجات الحرارة مع قدوم فصل الصيف بإذن الله سوف يؤثر علي انتشار فيروس كورونا تعرضت مع الأسف لحملة شرسة وممنهجة وصلت للإساءة الشخصية، لافتًا أنه عندما يتحدث فإن منهجه هو العلم لا غير.

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن، هل ستساهم الموجة الحارة في الحد من انتشار فيروس كورونا؟ سؤال ربما تحمل الأيام المقبلة في طياتها الإجابة عنه.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة