جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

البحث عن «صورة»

جلال عارف

الإثنين، 11 مايو 2020 - 08:11 م

كان صعبا أن يخضع نائب الرئيس الأمريكى للحجر الصحى المنزلى كما فعل أعضاء الخلية الرئاسية التى يقودها والمختصة بمتابعة فيروس كورونا من جانب البيت الأبيض، بعد ان غزا الفيروس مقر الرئاسة وأوقع عددا من العاملين من بين الموظفين أو أطقم الرئاسة!!.
لو كانت الظروف عادية لكان «مايكل بنس» نائب الرئيس قد اتبع الخطوات المعهودة لكننا فى موسم انتخابات، والأوضاع لا تحتمل، ولو خضع بنس للحجر الصحى لكان السؤال: وماذا عن الرئيس، وقد خالط المصابين؟!
الصورة مهمة فى هذه الظروف، والأضرار التى سببها لترامب وجود «كورونا» فى البيت الابيض ستتضاعف كثيرا لو دخل هو ونائبه فى الحجر الصحى. ترامب ـ حتى الآن ـ يرفض ارتداء الكمامة الطبية فالاسبوع الماضى ذهب لافتتاح مصنع كمامات وتجول فيه دون كمامة!! الامر ليس استعلاء فهو بالتأكيد حريص على تأمين نفسه، لكنه حريص أكثر على ان تظل «الصورة» التى صنعها لنفسه باقية عند أنصاره باعتباره الرجل القوى الذى يعيد مجد أمريكا!!.
وهو يعرف أن ارتداء الكمامة سيذكر الناس على الدوام بمعركة كورونا ومسئوليته فيها. بينما هو يريد تحوىل الأنظار عن المأساة التى ضربت أمريكا ويأمل ان تتحسن الاوضاع قبل الانتخابات، يعرف ان «كورونا» ستظل باقية، لكنه يأمل ـ على الأقل  ـ ان ترحل عن البيت الابيض وألا تجربه وسط مشهد الانتخابات الصعبة ان يدخل الحجر الصحى بكل دلالات ذلك وعواقبه على مستقبلة السياسى.. ما يهم ترامب الآن هو الحفاظ على «صورته» لدى قاعدته الانتخابية اليمينية.
لكن هل تكفى «الصورة» مع تجاوز أرقام ضحايا «كورونا» لكل تقديرات ترامب؟ وهل يظل الولاء حين تضرب آثار ما حدث الملايين من هؤلاء ضمن موجة البطالة التى اضافت حتى الآن أكثر من عشرين مليون عاطل عن العمل؟!
وتبقى المشكلة الحقيقية لأمريكا أن تدار الحرب ضد هذا الوباء القاتل بمنطق الانتخابات، وألا يسمع الكبار صرخة حاكم نيويورك بأن الموت لا يفرق بين جمهورى وديمقراطى، وان يظل الحفاظ على «الصورة» أهم من التعامل مع واقع شديد التعقيد!!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة