كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

كورونا لا تهدأ ولكن تتوحش !

كرم جبر

الإثنين، 11 مايو 2020 - 08:18 م

حالة الاسترخاء التى تسود العالم فى التعامل مع كورونا، خطر داهم.
فالفيروس لم يستسلم، والدواء أو المصل لم يتحقق، واقتصاديات الدول إما انهارت أو فى طريقها إلى الانهيار، والناس إما ضاقوا بالعزل الاختيارى، أو فقدوا أعمالهم ولا يستطيعون مواجهة نفقات الحياة.
والخيار: إما الموت بكورونا أو الموت جوعاً.
فلا أحد يعلم متى ينتهى الخطر، وكل الخطط الاقتصادية رهن التكهنات والتوقعات، وتتدرج من السيئ إلى الأسوأ، ولا يملك أحد الإجابة عن سؤال: وماذا بعد؟
العالم كله بدأ يتحدث عن تخفيف الحظر، وكورونا تعلن بدء موجة جديدة.. وكأنها معركة تكسير عظام.
فى مصر - مثلاً - تتزايد الأصوات المطالبة بالحظر الشامل، ولكنها تتجاهل ملايين البشر الذين فقدوا أعمالهم، ولا يجدون ما ينفقون أو ما يعينهم على تحمل الحياة.
الحظر الشامل معناه استكمال إغلاق أبواب الرزق بالضبة والمفتاح، وانتشار الجوع وزيادة نسبة البطالة، وما يصاحب ذلك من جرائم من نوع جديد، قد نطلق عليها جرائم البحث عن الطعام.
لا بديل من تأهيل الدولة والمواطنين للتعايش مع الخطر، مع الأخذ فى الاعتبار الصعوبات الكبيرة المتعلقة بالإجراءات الاحترازية، وعدم وصول الوعى إلى درجة استيعاب الخطر.
والسعودية - مثلاً - فقدت الموارد الهائلة للعمرة والحج فى عز ازدهار الموسم، وتتزايد الإصابات بشكل كبير رغم الإجراءات المشددة وتطبيق الحظر الشامل فى عدة مدن.
مكة المكرمة التى كانت تزدحم بالمعتمرين فى مثل هذه الأيام المباركة، صار المشهد الأكثر وضوحاً هو مستشفى ميدانى على مساحة ألف متر مربع لاستيعاب الحالات المصابة، وسبحان الله بدلاً من استقبال المعتمرين، تستقبل المصابين.
والإمارات التى تتخذ أشد الإجراءات، بدأت الاستعداد للمرحلة القادمة، ووضع خطط عمل فى الحكومة والقطاع الخاص لمرحلة ما بعد كورونا، فهل تختفى الوظائف الحكومية بشكلها التقليدى؟
والكويت، بعد أن هدأت عاد الوحش الخفى ليسجل أعلى إصابات ووفيات رغم تطبيق الحظر الكلى، وكأن كورونا تتحدى وتقول: حظر بدون حظر، لن يردعنى أحد.
ووهان: الإصابات تعود لبؤرة كورونا.. ألمانيا: الفيروس يتسارع مجدداً.. بريطانيا: الدعوة لليقظة والحذر بعد أن قتل الفيروس أكثر من 31 ألف شخص.. كوريا الجنوبية: موجة جديدة تدق الأبواب.
إذن.. كورونا لا تكذب ولكن تتوحش.
وكلما أعلنوا عن مصل جديد يجرى تكذيبه، وكلما هدأت موجة جاءت أخرى، حتى الحر القاتل يشهد موجات من نوع جديد.. والعالم كله يتهيأ ليصبح مستشفى كبيرا.
ما علينا.. ويعنينا بالدرجة الأولى مصر وأحوالها.
كانت الدولة الأولى التى أعلنت «التعايش مع كورونا»، ولكن يجب أن يكون التعايش سلمياً، ومسلحاً بكل إجراءات الحماية وأحياناً الحزم والشدة.
والدور هنا يأتى على المجتمع المدنى وأعضاء البرلمان والفنانين والشخصيات العامة والسياسيين والمشاهير، لينصحوا الناس بالموعظة الحسنة، بدلا من «الشخط والنطر» واتهام المصريين بأن المراهنة عليهم كانت خاسرة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة