الصين
الصين


«نيويورك تايمز»: التجربة الصينية لإجراءات استئناف العمل نموذج يحدد مسار باقي العالم

أ ش أ

الثلاثاء، 12 مايو 2020 - 01:01 م

أشادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بالتجربة الصينية في التعامل مع إجراءات استئناف الأعمال بعد تفشي فيروس كورونا، قائلة إن هذه التجربة يمكن أن تحدد مسارا لباقي دول العالم.


وقالت الصحيفة- في سياق تقرير أوردته في وقعها على شبكة الإنترنت، اليوم الثلاثاء- إن جهود الدولة الصينية لاستئناف العمل كانت غير متناسقة وأحيانًا أكثر صرامة، مما قد يتحمله العمال في مكان آخر، وعلى الرغم من ذلك ما زالت تلك التجربة تحدد مسارا لبقية الدول.


واستشهدت الصحيفة بتجربة العاملين في مصنع شركة "بي إم دابليو" قائلة إنهم يقومون بقياس درجات حرارتهم ثلاث مرات يوميا ويقدمون النتائج عبر تطبيق للدردشة الداخلية فيما بينهم، أما عن شركة "فوكسكون" العملاقة في مجال الإلكترونيات، فقد طالبت موظفيها بغسل أيديهم قبل وبعد تسليم الوثائق، ويقوم سائقو السيارات بمسحها، وأن يبرهنوا على ذلك بإرسال الإثبات في فيديو مصور للمقر الرئيسي.


وذكرت الصحيفة أن العالم بحاجة إلى قواعد وخطوط إرشادية للتعامل في أماكن العمل في مرحلة ما بعد الكورونا، وأن الصين هي المعمل الأول لتلك التجربة.


وأضافت أنه بعد ثلاثة أشهر من إغلاق السلطات فعليًا البلاد لوقف تفشي الوباء، عاد عمالها إلى وظائفهم بهدف إعادة تشغيل آلة النمو الهائلة في البلاد دون إثارة تفشي آخر، وفي حال تمكن المصانع والمكاتب الصينية من استئناف العمل بنجاح دون إصابات كبيرة، فيمكن أن تكون بمثابة نموذج للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وغيره من القادة الذين يريدون إعادة اقتصاداتهم إلى المسار الصحيح.


وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن العديد من قواعد أماكن العمل الجديدة واضحة ألا وهي استخدم المطهرات والأقنعة الواقية والحفاظ على مسافة بين الزملاء، لكن البعض يطالبون بتعقب الموظفين وتنبيههم بطرق قد يجدها العاملون في البلدان الأخرى غير مقبولة، بما في ذلك استخدام تطبيقات التتبع الصحي المعتمدة من الحكومة، في الوقت نفسه وضعت السلطات المحلية مجموعة من القواعد المربكة التي تختلف من مدينة إلى أخرى، والتي عرقلت الأعمال التجارية أحيانا.


وأكدت الصحيفة أن الجميع متفق على شيء واحد وهو أنه: لا عودة إلى حياة ما قبل تفشي الوباء.


وأوضحت أن الشركات الكبرى تطلب من العمال تغيير عاداتهم الشخصية اليومية، وكذلك سلوكهم في مكان العمل، فقد نصحت "فوكسكون" عملاق الإلكترونيات التايواني الذي يصنع أجهزة "آي فون" وغيرها من المعدات- ذات العلامات التجارية الغربية في المصانع الصينية الشاسعة- الموظفين في نشرة بتجنب النقل العام والاستعانة بالمشي أو ركوب الدراجة أو القيادة عوضا عن ذلك.


كما أوصت "فوكسكون" العمال بالضغط على أزرار المصعد بعناية، وغسل اليدين قبل وبعد لمس الوثائق، وتناول وجبات الغداء في نوبات متداخلة، ويتعين تهوية الحافلات وقاعات الاجتماعات.


ومن بين الإجراءات أيضا مراقبة الموظفين عن كثب، إذا وجد المراقبون في بوابات الشركة أن العامل يعاني من الحمى، يتم نقل هذا الشخص إلى المستشفى ويتم وضع زملائه في العمل في الحجر الصحي، ويعمل المديرون أيضًا مع المسؤولين الحكوميين المحليين لمعرفة ما إذا كان العامل قد صعد على متن طائرة أو تدرب مع شخص مصاب.


ولكن تغيير القواعد من مكان إلى آخر قد أدى إلى تعثر اللوجستيات وسلاسل التوريد، وفي الوقت الذي خففت القيود منذ أن حدت الصين بشكل صارم من الحركة في جميع أنحاء البلاد في وقت سابق من تفشي المرض، ما زالت السلطات المحلية في بعض الأحيان تضع حواجز مؤقتة، لا سيما في الأماكن التي ظهرت فيها العدوى.


وأشارت الصحيفة إلى أن شركة "بي إم دابلية بريليانس" وهي مشروع مشترك مع شركة "بريليانس" الصينية العملاقة لتصنيع السيارات تتبع سياسات قوية في مكتبها ببكين، حيث يأتي إلى العمل حوالي ثلاثة أرباع الموظفين هذه الأيام.


واختتمت الصحيفة الأمريكية تقريرها لتنسب إلى فيلاند المدير التنفيذي لهذا المشروع المشترك قوله: "إن التحدي الأكبر هو الضغط الاقتصادي والاجتماعي الهائل الذي نجابهه مما يدفعنا إلى الانفتاح مبكرًا وتخفيف الإجراءات مبكرًا جدًا".


وأضاف "يريد الناس العودة إلى الحياة الطبيعية ويجب على الجميع أن يتعلموا ويتفهموا أن علينا أن نتصرف بوعي أكبر".

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة