كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

الناس وكورونا !

كرم جبر

الثلاثاء، 12 مايو 2020 - 07:45 م

الناس وكورونا ثلاثة أصناف:
● فئة تضطرهم ظروف العمل والحياة إلى الخروج، لكسب لقمة العيش ومواجهة تكاليف الحياة، وواجبنا أن نساعدهم، ونيسر إجراءات الحماية الصحية، بما فى ذلك مواد التطهير والتعقيم وظروف وأماكن العمل.
● فئة من «الخائفين على أنفسهم»، وهؤلاء يلزمون منازلهم منذ بدء الأزمة ولا يبرحوها، ومعظمهم من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، ويرفعون شعار «العمر مش بعزقة».
● فئة المستهترين، الذين يملأون الشوارع ويخترقون الحظر، دون أى ضرورة تستدعى ذلك «يعنى ملهمش لزمة»، وهم الخطر الكبير وفى صدارة المرشحين للإصابة بالعدوى.
ويجب أن نفرق بين الفئات الثلاثة، ففى فرنسا - مثلاً - منعوا ركوب المترو إلا للموظفين تخفيفاً للزحام، ووجدوا أنه ليس ضرورياً أن يتكدس الناس ويزاحموا الفئة الأولى بالخروج إلى العمل.
وأتمنى أن تهتم برامج التوك شو بتقديم بدائل سهلة وميسرة للناس.. مثلاً: كيف تصنع كمامة فى بيتك بأقل التكاليف، وباستخدام خامات رخيصة وميسرة.. والاستعانة بأطباء وخبراء يقدمون تلك الحلول.
بدلاً من الشخط والنطر والصراخ فى الناس من بعض المذيعين، وكأن الشعب كله يتعمد الخروج والاستهتار والتحدي، دون الإشارة إلى من تضطرهم ظروف العمل إلى ذلك.
وبدلاً من الاتهام الظالم بأن الحكومة راهنت على الشعب الذى سلم البلاد للإخوان.. وهذا ليس صحيحاً بالمرة واتهام أطلقه الإخوان أنفسهم لضرب الثقة، فهذا الشعب هو الذى انتزع الإخوان واستعاد دولته، ولكن ينقصه فقط أن يتعامل مع الأزمة بواقعية، وفى ضوء الإمكانيات المتوافرة.
فئة «إيه اللى رماك ع المر»، لو جلسوا فى بيوتهم، فلن يجدوا مليماً للإنفاق على أنفسهم وأسرهم، والمر هو أن يخاطروا وينزلوا ويركبوا المواصلات، ونرى كثيرا منهم يحرصون على الكمامات.
كيف أطلب من الناس ارتداء الكمامات، وهى إما غير موجودة أو ثمنها فوق قدرتهم، ولا نقدم لهم بديلاً ولا نصائح، ونكتفى فقط بعبارات النصح والإرشاد والقدح والذم؟
وتطل من بين ثنايا الأزمة بعض التصرفات الابتزازية، دون مراعاة لظروف البلد وعدم وجود سيولة، فتسرف فى مطالبها، وتستخدم وسائل وأساليب ليس وقتها ولا أوانها، ففى زمن الخطر يجب أن تتآلف المصالح ويتراجع ما دونها.
الأزمة لم تنته، و«اللى إيده فى النار» هو الحكومة، التى تفكر ألف مرة فى «التخفيف» أم «الحظر»، وكلاهما دواء مر، فالتخفيف يقلل الضغوط المعيشية ويفتح الشرايين المسدودة، والحظر يقلل الخطر ولكنه أقصر الطرق إلى الجوع.
والحل الأقل خسائر هو التخفيف مع القيود، واتخاذ أقصى ما يمكن من إجراءات احترازية، لأن التعطل أخطر من الفيروس، ولا يمكن لأحد أن يتكهن متى ينحسر ويرحل عن البشرية.
الأيام الصعبة القادمة تحتاج حزمة متطورة من الإجراءات، كما يطور الفيروس نفسه ليظل أطول فترة ممكنة، والإجراءات تحتاج اجتهادات فكرية وحلول عملية نشارك فيها جميعاً، دون أن نتنابذ أو نركب أحصنة الهداية.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة