محمد قناوي
محمد قناوي


قلم على ورق.. الجمال والقبح في «البرنس»

محمد قناوي

الثلاثاء، 12 مايو 2020 - 08:17 م

 

في البداية لابد أن نتفق أن مسلسل" البرنس" من وجهة نظري هو أفضل المسلسلات التي قدمها النجم محمد رمضان خلال مشواره مع الدراما التليفزيونية وهذا يعود إلي طبيعة الموضوع الذي يتناوله وهو العلاقات الأسرية والاجتماعية والتي تهم المجتمع كما أن المسلسل ينتصر لفكرة العمل الدرامي المتكامل الذي يعتمد علي البطولة الجماعية؛ بصورة أكبر من نظرية "الوان مان شو" أو البطل الأوحد الذي اعتمد عليها رمضان في أعماله السابقة؛ فلأول مرة نري بجواره أبطال لهم تأثير في الأحداث ومساحات تمثيلية وخطوط درامية خاصة  بهم ؛ فنجد روجينا تقدم أجمل أدوار عمرها في شخصية "فدوي" تاجرة المخدرات"؛ وأحمد زاهر" فتحي" الشرير قاسي القلب؛ والذي ابدع في تقديمه بصورة كبيرة وصلت لدرجة الاقناع كما أن هناك مساحات تمثيلية كبيرة لباقي فريق المسلسل .

صحيح أن الدراما هي مرآة المجتمع بكل ما فيه من قبح وجمال .. ولكن لا يمكن أن يقنعنا مؤلف "البرنس" أنه ينقل صورة المجمع بكل ما فيها من قبح متجاهلا أي مظاهر للجمال؛ لقد ركز كاتب السيناريو في المسلسل علي كل مظاهر القبح في المجتمع متخذا من العلاقات الأسرية وصلة الرحم التي هي من أقدس العلاقات الانسانية؛ نموذجا لهذا القبح وكأنه يريد أن يضرب هذه العلاقة في مقتل ؛ ففي الوقت التي نسعي فيه جميعا الي التأكيد علي ضرورة العودة الي العلاقات الاسرية والعائلية القوية من اجل الترابط والتماسك في المجتمع ومحاربة الافكار الشاذة والغريبة وايضا التطرف الفكري والديني من خلال التأصيل لدور الاسرة في المجتمع وضرورة تماسكها نجد المسلسل يقدم نموذجا لعائلة غير سوية افرادها مرضي بالطمع والجشع والخيانة والغدر وقسوة القلب التي ما بعدها قسوة ؛ اسرة يقتل افرادها زوجة وابن شقيقهم ويتامرون علي الشقيق الطيب ويدخلونه السجن ويرمون طفلته الصغيرة في الشارع ؛ كل ذلك من أجل المال والميراث ؛ أسرة  كل افرادها شخصيات غير سوية ؛ الأكبر فيها تاجر مخدرات ومتزوج تاجرة مخدرات؛ والثاني متزوج من راقصة وفي علاقة غير شرعية مع اخري ؛ وثالث يقيم علاقة غير شرعية مع زوجة شقيقه؛  والاخت الكبري  حقودة وغيورة وقاسية القلب علي كل المحيطين بها والصغير مدمن للمخدرات؛ اما الشخصية السوية في هذه الاسرة  فالكل يتأمر عليها  ويقتلوا  اولاده وزوجته ويدخلوه السجن ؛ فماذا يريد كاتب السيناريو أن يوصله من رسائل للمجتمع وللجمهور ؛ ولماذا يقدم هذا النوع من الدراما الخشنة الي  تعتمد  فقط علي العنف والقسوة ؟ هل يهدف الي جذب الجمهور الذي تثيره الاحداث الغريبة والقاسية ؟ ام ماذا ؟
 قد يري البعض ان الواقع أشد قسوة مما يعرض علي الشاشة ؛ وأن  العمل الدرامي  ينقل صورة لما يحدث في هذا الواقع ؛ ولكن هل  مهمة صناع الفن الجيد نقل هذا الواقع بشكل صادم ؟  بالتأكيد ليس هذه مهمتهم .. فالمهمة الرئيسية للفنان  سواء كان مؤلفا أو ممثلا أو مخرجا أن يبحث عن مواطن الجمال في هذا القبح ؛ ويقديمه للجمهور بصورة  واعية  لأن الدراما "غير الواعية" تبعث برسائل شديدة السلبية للمجتمع ؛ المبدع الحقيقي يقع علي عاتقه مهمة نشر الجمال في أعماله لموجهة القبح ؛ ولابد ان ننتصر جميعا للدراما في مهمة نشر الجمال ومواجة القبح .

 كلمة أخيرة : 
خلال الاحتفال بعيد الشرطة عام 2015 وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وجه انتقادات مباشرة للفنانين يسرا وأحمد السقا  - وهما بالمناسبة نموذجا لكل الفنانين – حيث قال لهم الرئيس "محتاجين تبقى تجربتنا ثرية، بقول تاني لينا كلنا حتى للإعلام والتليفزيون والأفلام والمسلسلات مين هيتصدى لده، مين هيعمل الوعي، يا أستاذ أحمد أنت واستاذه يسرا والله هتتحاسبوا على ده، أيوة هيتحاسبوا، قدموا للناس الأمل، ادوا للناس أمل في بكرة ونحسن في قيمنا وأخلاقنا وده لن يأتي إلا بكم، كل قطاع من قطاعات الدولة له دور، وهنشوف في رمضان الجاي يعني".
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة