المصابون بكورونا فى مستشفى أهل مصر
المصابون بكورونا فى مستشفى أهل مصر


مرضى كورونا يروون رحلة الكشف عن الوباء: لم تكن سهلة

أحمد سعد

الخميس، 14 مايو 2020 - 07:11 ص

 

زوجان فى العزل.. جمعهما المرض وفرقهما الشفاء


آلام المرض المستجد زادتها آلام العزلة فى رحلة العلاج بمستشفيات العزل لكن ما خفف على المحاسب مصطفى عبدالحميد فى قضاء أيام المرض وجود زوجته المصابة بالفيروس أيضًا معه فى مستشفى العزل.
على مسافة تجاوزت مترين جلس عبدالحميد على كرسى فى طرقة يرتدى كمامته ليروى رحلة اكتشاف مرضه وإصابة زوجته التى اتسمت بالغرابة بعض الشئ دون أن يتوصل لسبب واضح للإصابة.
صباح 19 أبريل الماضى توجه المحاسب برفقة زوجته إلى معمل مستشفى عين شمس التخصصى ليطمئن على نفسه بإجراء تحليل الـPCR لفيروس كورونا لكن فوجئ بالإصابة دون سابق إنذار فيقول: مكنش عندى أعراض أنا أو زوجتى بس قلت أروح اطمن على نفسى وزوجتي، واكتشفت إصابتنا بالفيروس وتم تحويلنا إلى مستشفى 15 مايو المخصص للعزل وقعدنا فيها 9 أيام وبعد تحسن حالتنا حولنا لمستشفى أهل مصر لحين الشفاء.
إلى الآن لا يدرى المحاسب سبب إصابته، فيضيف أنه لم يكن مخالطا لحالات مصابة لكنه يرجح إصابته بالفيروس أثناء ذهابه لمستشفى عين شمس التخصصى لسؤاله عن التحليل: «أنا دخلت الحمام اتوضيت هنا وزوجتى راحت بعدها معى للتحليل وغالبا اتصبت من هناك».
ويضيف: عند إجراء التحليل تم إبلاغى بإيجابية العينة مكنش عندى أى أعراض نهائيًا، لا ترجيع ولا سخونية ولا احتقان، لو مكنتش عملت التحليل مكنتش هاعرف إنى مصاب أنا وزوجتي.
وعن أيامه فى مستشفى العزل يقول: أنا وزوجتى كنا قاعدين فى نفس الأوضة فى مستشفى 15 مايو، ده خفف من أثر صدمة الإصابة كتير جدا لأنها قاعدة معى فى نفس المكان، ولو هى فى مكان تانى كنت هبقى قلقان عليها.
حمد المحاسب ربه فور علمه بتحويل زوجته معه إلى مستشفى العزل قائلًا: بحمد ربنا أنها معى لأنها خففت على كتير، إحنا متزوجين من 4 سنين ولم يقابلنى موقف صعب زى ده غير إنها كانت تعبت ودخلت المستشفى قبل كده وربنا شفاها.. بعد تحويل المريض إلى مستشفى أهل مصر رافقته زوجته أيضًا، لكن الأمر اختلف بعض الشئ فيجلس هو فى غرفة مع زميل له، بينما تجلس هى مع زميلتها فى القسم المخصص للسيدات لكنه يحرص على الاطمئنان عليها باستمرار ومقابلتها فى طرقة المستشفى المنطقة الآمنة لخروج المرضى على فترات بعد ارتداء الكمامات.
ويوضح أن ما كان يقلقه هو تناول العلاج «كان تقيل على معدتى عرضنى للقىء 3 مرات»، بإيمان شديد يضيف المحاسب: كنت رامى حمولى على ربنا سبحانه وتعالي، كنت بدعى ربنا يخرجنا ويخرج مصر كلها من المحنة التى نحن فيها، موجهًا رسالة للمواطنين بمنع التجمعات والتباعد لحين مرور الأزمة.
قضى المريض 12 يومًا فى رمضان فى مستشفى العزل كان يحرص على اتباع روتين يومى فيؤكد أنه كان يقضى أيام العزل فى رمضان بقراءة القرآن حيث ختم القرآن وسيختمه مرتين والدعاء لله تعالى وصلاة التراويح مع حرصه على الصوم بعد ضبط مواعيد الأدوية، موجهاً الشكر للطاقم الطبى لأنهم كانوا على مستوى ممتاز وقدموا الخدمة لهم بشكل راق «ظبطولى لى السكر والضغط، وأعطونى الأدوية».
خلال حديثنًا معه أبلغ المريض بسلبية نتيجة تحليل الفيروس، وأنه تعافى من كورونا لكن لم تكتمل فرحته بسبب عدم شفاء زوجته فأبلغ زوجته فورًا بالنتيجة وواساها فى استكمال رحلتها بالمستشفى: سعيد بإن ربنا عفا عنى واصلى ركعتين شكر لله.
يغادر المحاسب المستشفى بعد تعافيه لكن يترك زوجته التى مازالت تتلقى العلاج ليستمر معه ألم لم ينتهى بعد أن غادره ألم المرض: طبعا نصى التانى موجود هنا فى المستشفى زعلان لأنى هتركها لوحدها هنا بدأنا رحلة العلاج كلها مع بعض وافترقنا هنا.

40 يوماً من العزل.. رحلة مهندس بين 3 مستشفيات تنتهى بالمنزل

 


شعر بأمل فور إبلاغه بسلبية نتيجة عينة كورونا، ليغادر من مستشفى حميات إمبابة بعد أن قضى فيها 48 ساعة إلى منزله يحتضن أطفاله الثلاثة ويطمئنهم لكن سرعان ما تلقى هاتفًا من المستشفى يبلغه بالعودة إليه مجددًا.
مكث المهندس أسامة عبده مرسى مدير عمليات فى الهيئة العامة للبترول فى منزله 3 أيام يعجز عن الحركة لارتفاع درجة حرارة جسمه بصفة مستمرة تجاوزت 40 درجة تناول خلالها مضادات حيوية وخافضا للحرارة لم تأت بنتيجة وفى اليوم الرابع 13 إبريل توجه لحميات إمبابة تم الكشف عليه وسحب عينة الفيروس منه بات ليلته هناك إلى أن جاءت النتيجة سلبية.
تصادف وجودنا فى مستشفى أهل مصر مع نهاية رحلة علاج أسامة، بإبلاغ المستشفى له بشفائه ليروى لنا مرتديًا جلبابه وكمامة غموض رحلة علاجه قائلًا: قالولى فى المستشفى روح للبيت، وبعد ما روحت، اتصلت بى المستشفى الساعة 11 بالليل قالوا لى ارجع مرة ثانية لأن عينتك إيجابى قلت لهم إزاى أنا كده عديت أولادى ومش جاى وهاعمل لكم محضر فى قسم الشرطة لتضارب العينات، قالولى يا تيجى يا نبعت لك عربية شرطة وإسعاف على البيت، قلت لهم خلاص هاجي.. وبرر سبب معارضته للذهاب للمستشفى قائلا: المشكلة كلها فى أولادي، لما قالولى إنى سلبى روحت خالطت أولادى فى البيت والحمد لله لم يظهر عليهم أعراض إلى الآن ولم يجروا التحاليل الخاصة بالفيروس.
وصل المريض إلى المستشفى ورغم لقائه الأطباء لم يعرف سبب تضارب العينات، واستكمل رحلة علاجه: قلت الحمد لله وبيت فى مستشفى الحميات ويوم الأربعاء 15 إبريل، نقلونى إلى مستشفى الشيخ زايد آل نهيان فى منشأة ناصر للعزل هناك لمدة 11 يوما.
ويوضح أنه جلس فى مستشفى الشيخ زايد فى غرفة مزدوجة حول كل سرير ستارة عازلة لكن مرت عليه أيام العزل ثقيلة لكنه مسلم لقدر الله: كنت دايما بحمد الله عز وجل والصلاة والدعاء بالشفاء والالتزام بالغرفة مع قياس الضغط والحرارة والسكر وضربات القلب بشكل دورى من قبل الأطباء.. استكمل المريض رحلة علاجه فى مستشفى أهل مصر قضى فيها أسبوعين، تزامنت مع بداية شهر رمضان كان يحرص على اتباع روتين يومى يمضى به ساعات صيامه: قعدت طول الليل أقرأ قرآن، واصلى لله فى التهجد وقيام الليل وبعدها نتسحر ونصلى الفجر ونقعد للشروق نقرأ قرآن، ونصحى الساعة 10.30 الصبح نصلى الضحى ونقرأ ورد من القرآن، وبعدها نصلى الظهر وننام شوية وبعدها نصلى العصر، ونقعد نقرأ القرآن، وبعدها يأتى موعد الإفطار.
يروى أسامة مرارة رحلة علاجه بعد أن أجرى أكثر من 9 تحاليل PCR للفيروس حتى تعافى قائلًا: كان عندى استعداد للقاء الله تعالي، وكان عندى إحساس إن ربنا سبحانه وتعالى اختارنا يا إما لمنحة برفعى درجة عنده وإما رحمة بالموت فى الشهر الفضيل والحمد لله صمت رمضان.. يحرص المهندس على التواصل اليومى بأهله ليطمئنهم عليه: أتواصل مع اهلى بالتليفون هما كانوا قلقانين على وأنا قلقان عليهم، يمكن أنا كبير اتحمل العزل والإصابة والعلاج لكن أولادى أطفال صغيرين بنتين خامسة ابتدائى وتالتة إعدادى وولد 6 سنوات ممكن يتصابوا.
وحرص على توجيه رسالة بعد مرارة رحلة علاجه قائلا: الفيروس قدر من الله ومحدش بعيد عن الإصابة لدرجة إن فيه دكاترة هنا واخدين كامل احتياطاتهم أصيبوا بالفيروس نحن نحارب طواحين هواء، مرض مجهول يمكن أن يصيب أى حد دون أعراض، موجهًا الشكر للأطقم الطبية فى المستشفيين.
أبلغ أسامة خلال تواجدنا بشفائه وسلبية عينات تحاليله فأمسك هاتفه مقاطعا حديثنا ليجرى اتصالا: كلمت زوجتي، لأنها كانت مرعوبة أكتر منى لأنى بقالي25 يوما فى العزل.
أنهى رحلة عزله بمستشفيين ليبدأ فور مغادرته رحلة عزل أخرى لكن فى منزله لمدة 14 يومًا يمكث فيها بمفرده فى شقته الثانية بعيدًا عن أولاده قاطعا وعدًا بالالتزام بقواعد العزل مثل المستشفى.


«يقوم بدورين»..صيدلى يعالج المصابين بعد صرف الأدوية


لهم دور لا يقل أهمية عن الأطباء والتمريض يعكف يوميا على صرف الدواء للمرضى فى مستشفى عزل أهل مصر، حيث يعمل براء الفيشاوي، صيدليا، بل يمتد عمله إلى مشاركة الاطباء فى متابعة المرضى والمرور عليهم.
يقول براء إنه مسئول عن عهدة الادوية فى المستشفى حيث يقوم باستلام الأدوية من وزارة الصحة، والتمريض والاطباء يبلغوه باحتياجات مرضاهم من الأدوية، ويتم الصرف لهم..لكنه يقوم بدور آخر ليس إلزاميا عليه: لأن عدد الأطباء قليل فى المستشفى اقوم بتقفيز نفسى مع الاطباء ولبس الملابس الوقائية، وامر على الحالات واتابعهم معهم، ولو حدث شئ ابلغ الاطباء.
ويوضح انه اثناء مروره على المرضى يشعر بتخوف «بسيط» لكنه لا يؤثر على عمله وما يهمه فى النهاية خدمة البلد، مضيفا : لدينا التخوف المقبول الذى يساعدك فى الحفاظ على نفسك لكن ليس التخوف اللى يؤثر على شغلك او تعاملك مع المرضى.
وعن تفاصيل يومه يقول: فى الصباح نقوم بإدخال المرضى الجداد وتحديد اللى هيخرجوا فى نفس اليوم بعد شفائهم وبعد ذلك نسلم الادوية للتمريض لتوزيعها على المرضى وبعد تناول الافطار نطلع نمر على الحالات ونبلغهم بنتيجة العينات والايجابى نحاول نبلغه بطريقة كويسة ونواسيه شوية ليتقبل الموضوع.
ويوضح أن الادوية التى يتم اعطاؤها للمرضى هى تاموفلو 5 مجم مرتين فى اليوم، وكلوروكين بنسب معينة وبارستيامول، وفيتنامين سي، وبالنسبة للاطفال نعطى لهم الادوية شراب بتركيزات أقل.
وعن اسرته قال ان والدته كانت متخوفة من عمله فى العزل لكن والده لم يعترض على الامر وكان يشجعه دائما فهو طبيب بشري.
ويوضح أن الاطباء فى العزل جاءت نتيجة عيناتهم سلبية باستثناء 7 ايجابى من التمريض وعمال الامن، وسبب ذلك عدم اتباع كافة الاجراءات الوقائية كاملة وعدم الدراية بها خاصة من عمال الأمن.
يغادر الصيدلى المستشفى ليمكث 14 يومًا فى شقة أسفل بيت والده وحده حتى لا يعرضهم لأى اذى من انتقال الفيروس.

 

فنى سحب العينات..3 ثوان فقط تحدد مصير المريض


يعد الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس، يقترب كل يوم مرات عديدة من كل مصاب بالفيروس ليسحب عينات ومسحات الفيروس من فم وأنف كل مريض حتى يتأكد من شفائهم من عدمه.
يقوم اسلام يوسف، فنى معمل فى معهد السمع والكلام، بالعمل فى مستشفى أهل مصر بعد تكليفه برعاية مرضى العزل فى المستشفى، استقبل القرار بهدوء وتوجه للمستشفى.
ويقول ان فور وصوله للمستشفى تم وضع خطة لتحديد مكان اقامة المرضى سواء من جاءت نتائج عيناتهم ايجابية أو سلبية، فى أماكن منفصلة حيث يقوم بتحديد تاريخ اخر مسحة للمرضى والقادمين من الخارج واذا كانت متأخرة يكون لهم الأولوية فى سحب العينات.
ويضيف أنه يوميًا يسحب ما بين 60 إلى 100 عينة من المرضى بمساعدة زميل له فى أوقات مختلفة من اليوم، فيعمل على حصر الحالات فى المساء وفى التاسعة صباحا يتم سحب المسحات لهم لتسليمها إلى مندوب الوزارة فى تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا لتحليلها فى المعامل المركزية، حيث أن صلاحية العينة من 6 إلى 8 ساعات، وقدر الإمكان يفضل سحب العينة قبلها بساعتين فقط لدقة التحليل.
ويقول: لا اشعر بتخوف اثناء سحب العينات من المرضى انا دايما بادعى واسمى وانا باسحب العينة من المريض وبادعى بالشفا للمريض وعندى ايمان بربنا كبير. لكنه يتخذ اجراءات وقائية مشددة عند بدء عمله: لو عندى 50 حالة هاسحبها للمرضى فى اليوم بغير الملابس الوقائية 50 مرة من بدلة وجوانتى وكمامة وعازل الوجه.
وعن وجود خطأ فى نتائج العينات أضاف: خطأ العينات قليل جدا احيانا تطلب المعامل سحب العينة من المريض مرة أخرى لكن لا يذكروا السبب، اكيد بتكون هناك مشكلة فى السحبة، بس قليل جدا، انا طبيعى وانا باخد المسحة يحدد لى 3 ثوانى لاخذ العينة من المريض بادخل اخد العينة بحيث لا تلمس بطانة الفم من جوه فتتلف العينة.
ويوضح: المعامل تطلب عينة تأكيدية فقط بدون سبب لكن الخطأ وارد اكون لمست شئ فى فم أو انف المريض تتلف العينة كلها وممكن من كل 100 عينة عينتان فقط يعاد سحبهما وبعد انتهاء عملى من سحب العينات انزل بتكون درجة حرارتى مرتفعة وعندى اجهاد من البدل الوقائية.
ويشير إلى أنه يسحب عينات من كل مريض كل 48 ساعة ولو فيه عينتان سلبى متاليتان كل 48 ساعة يعتبر المريض تعافي، واكثر مريض سحب له 4 عينات، يوجد مرضى مكثوا فى المستشفى 25 يوم واخرون تعافوا بعد 3 سحبات الاولى ايجابية والثانية والثالثة سلبية.
ويقول: أهلى غير مقلقين ودايما بيدعولى وانا باقولهم ده تكليف جاى من الدولة مينفعش اننا اهرب وهما قالوا لى انوى نية الخير فهى حاجة لله.
انهى فنى المعمل عمله فى المستشفى وغادر ليعزل نفسه اختياريا فى منزله لمدة 14 يوما قبل أن يسلم أو يختلط بأحد: سأعزل نفسى فى غرفتى وبها حمام مستقل واتبع البروتوكول الخاص بالعزل المنزلى يمكن الاعراض تظهر فى الـ14 يوما حتى لو طلعت نتيجة مسحة البى سى ار للفيروس سلبية.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة