جلال دويدار
جلال دويدار


خواطر

لابد من إجلاء ملابسات اختراق الكوبـرى لعمـارات ترعـة الزمر

جلال دويدار

الخميس، 14 مايو 2020 - 06:42 م

 

لا جدال أن الإمعان فى مخالفات تنظيم البناء.. هو استهانة بانضباط وهيبة الدولة وقوانينها وبكل النظم التى تحكم مسيرة استقرار الحياة المجتمعية. من هذا المنطلق فانه يتحتم ممارسة أقصى متطلبات الحزم والحسم فى التعامل مع مرتكبى هذه الجرائم. إن السكوت عليها هو تعظيم لاستشراء وانتشار الفساد والفوضى فى كل جوانب المجتمع.
 ليس خافيًا أن التهاون وعدم المبالاة وخراب الذمم.. تقف وراء هذا العدوان الذى تتعرض له الدولة ومصالحها من خارجها أو داخلها. إن ارتكاب هذه الجرائم تعتمد بشكل اساسى على غياب دور الرقابة والمتابعة. انه يتمثل فى عدم القيام بماهو منوط من متطلبات الواجبات والمسئوليات منذ البداية.. فيما يتعلق ببعض السلوكيات المخلة بالصالح العام.
 كما هو معروف فإن البداية خاصة فى مجال البناء والتشييد.. جاءت بشكل فاضح.. مصاحبة لحالة الفوضى والانفلات الأمنى التى ارتبطت باحداث ٢٥ يناير ٢٠١١. فى هذه الفترة جرت عمليات الإقدام على ارتكاب الجانب الأعظم من هذه المخالفات الإجرامية. هذه الفئة التى تمارس وتحترف تفعيل هذه المخالفات اعتقدت أنه يمكن انتهاز فرصة انشغال الدولة فى جهود التصدى لهجمة وباء كورونا.. لتكرار مسلسل هذا العدوان.
 إنها لم تضع فى اعتبارها تنبه القيادة السياسية لهذا التحركات. فى هذا الاطار وبتعليمات رئاسية يتم حاليا.. ردع هذه الأعمال وإزالتها.. وبالتالى إجهاض هذا المخطط. انها كانت تتخذ من جنح الليل والرشاوى ستاراً للبناء غير المشروع سواء على أراضى الدولة أو الأراضى الزراعية وبالتالى اغتيال الصالح العام.
 فى هذا الشأن تناولت فى اليومين الآخيرين برامج التوك شو بالفضائيات حكاية اختراق كوبرى محور الملك سالمان - وهو مشروع قومى -مجموعة من العمارات السكنية بمنطفة ترعة الزمر بعمرانية الجيزة. كان من نتيجة ذلك أن المسافة بين الكوبرى والأدوار الموازية لاتتعدى المتر ونصف. وهو ما يهدد الحقوقية الشخصية والسكنية.
فى ظل تصريحات بعض المسئولين الحكوميين عن تنفيذ المشروع وما يقوله سكان العمارات.. تاهت حقيقة ماحدث. هذا الأمر أثار التساؤل.. هل المخالفة من أصحاب العمارات أم من الأجهزة الهندسية التى خططت ونفذت وأشرفت على هذا المشروع القومى. نعم.. الحقيقة ضائعة وسط عدم الوضوح والتضارب فى المواقف. إنها وبكل المقاييس كوميديا مأساوية امتلكت كل عناصر التشويق لاجتذاب أجهزة الإعلام المحلية والخارجية باعتبارها وقائع فريدة ومثيرة.
إن ماجرى وبهذه الصورة تدفعنا إلى القول بأن كم فيك يامصر من العجائب؟. إن ماتم تناوله..لابد أن يخضع للتحقيق العاجل لمعرفة الحقيقة وبالتالى توقيع الحساب الرادع. ما يجب اجلاؤه لابد أن يشمل ملابسات المخالفة ومن هو المسئول. إنه وعلى ضوء نتائج هذا التحقيق فإنه يتحتم توقيع أقصى العقاب على كل من له علاقة بما حدث حتى يكون عبرة لغيره ولا يتكرر.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة