حكايات| كلمة السر «إنبي».. اللاهونبالفيود أقدم سد في التاريخ
حكايات| كلمة السر «إنبي».. اللاهونبالفيود أقدم سد في التاريخ


حكايات| كلمة السر «إنبي».. اللاهون بالفيوم أقدم سد في التاريخ

شيرين الكردي

الخميس، 14 مايو 2020 - 11:44 م

 

مع الخيرات التي قدمتها منطقة الفيوم الزراعية، سارع أمنمحات الثالث (سادس ملوك الأسرة الثانية عشر) إلى بناء سد اللاهون لحسن استغلال الفيوم وحمايتها من الفيضان، وأعاد حفر بحيرة موريس (قارون حاليًا) وجعلها خزانًا للمياه ويبعد السد عن مدينة الفيوم 22 كيلومترًا.

خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء أكدس أن سد اللاهون أقدم سد في التاريخ عمره 4 آلاف سنة ق م، حيث يتكون من قنطرتين كل منها يحتوي على ثلاثة عيون تمر منها المياه.

أما عن اسم اللاهون فيعني في اللغة المصرية القديمة «راحن» وتعني فم البحيرة لوقوعها في مدخل الفيوم وفي اللغة القبطية «لاهون»، ثم أضيفت لها أداة التعريف في العصر الإسلامي.

وقد بني السد من الطوب اللبن المكسي بالحجر الجيري، وارتفاعه 48 مترًا فيما وصل طول قاعدته إلى 106 أمتار، ويقع مدخله في الضلع الجنوبي وكان مبنيًا فوق ربوة عالية ارتفاعها 12 مترًا، وتم اكتشافه بواسطة عالم الآثار البريطانى فلندرز بتري 1889.

وتضم منطقة هرم اللاهون جبانة تقع على مقربة منه ومقبرة مهندس الهرم ويدعى إنبي، وفي الشمال 8 مصاطب كانت مقابر لأفراد الأسرة المالكة، من بينها مقبرة «سات حتحور» ومدينة عمال اللاهون وقناطر اللاهون الأثرية التى بنيت في عصر الأسرة الثانية عشر .

الدكتور ريحان ينوه إلى العبقرية المصرية القديمة في بناء سد اللاهون والتي تجسدت في ابتكار نظام ري للوجه البحري باستغلال منخفض إقليم الفيوم الذي ينخفض في بعض أجزائه عن سطح البحر خزانًا  للمياه وهي بحيرة موريس.

وشيد على الفتحة الموجودة في سلسلة الجبال التي تربط نهر النيل بمنخفض الفيوم سدًا عظيمًا هو سد اللاهون فتكونت هذه البحيرة التي كانت تمد نهر النيل بعد ذلك بالماء خلال فترة انحسار مياه النيل حتى ورود الفيضان مرة أخرى أي أنه كان يقوم بالدور الذي تقوم به مشاريع الري العملاقة التي شيدت على مجرى نهر النيل في مصر مثل القناطر الخيرية وخزان أسوان والسد العالي في العصر الحديث.

وبحسب الدكتور ريحان فقد أدى هذا السد دوراً في إنقاذ مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية التي كانت تغمرها مياه فيضان النيل عند قدومه في أواخر فصل الصيف من كل وإنقاذ مدينة الفيوم من الغرق التي كانت تتعرض له كل عام وقت الفيضان وكذلك تخزين مياه الفيضان للاستفادة منها وقت الحاجة واستصلاح هذه المساحات الشاسعة من الأراضي الزراعية مما ساهم في إنشاء مدن جديدة حول بحيرة موريس.

وفي العصر الإسلامي تمت إعادة بناء وترميم سد اللاهون باستخدام الحجر مرتين الأولى خلال النصف الثاني من القرن 13 ميلادي على يد السلطان الظاهر بيبرس البندقدارى المملوكي والثانية في عهد السلطان قنصوة الغوري عام 1512 في بداية القرن السادس عشر الميلادى حين زيارته للفيوم واكتشاف تشققات وتصدعات بجسم السد فأمر بترميمه وإصلاحه.

أما حديثًا فجرى ترميمه في عام 1997 حيث تم إنشاء قناطر جديدة بدلًا من هذا السد بالاشتراك مع اليابان ضمن برنامج التعاون المشترك بينها وبين مصر لتجديد القناطر العديدة المتواجدة علي نهر النيل والترع المتفرعة منه وضمنها قناطر اللاهون وذلك من أجل تنظيم دخول مياه الري اللازمة للأراضي الزراعية بالمنطقة إلى ترعة بحر يوسف والتى يتم حاليًا مدها بالمياه من ترعة الإبراهيمية التي تتفرع من النيل عند أسيوط

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة