كــــــــــــرم جبــــــــــــر
كــــــــــــرم جبــــــــــــر


إنهــا مصـــــــر

كرم جبر يكتب.. شــــــكـراً أطــبــــــــاء مصــــــــر

كرم جبر

الجمعة، 15 مايو 2020 - 10:20 م

أبطال ومقاتلون ويتحملون خطراً فوق طاقة البشر، فمن الذى يضحى بصحته وحياته وسلامة أسرته، ويذهب إلى المستشفيات العادية أو العزل، ليسهر على صحة الناس.. إلا إذا كان فدائياً.


أعرف كثيرين لم يخرجوا من بيوتهم منذ انتشار الفيروس، واختاروا الحبس الاختيارى ورغم ذلك فأطباؤنا العظام، يخرجون ويذهبون إلى المستشفيات ويمارسون عملهم.


ونعرف أن الظروف صعبة، وهم يستثمرون الإمكانيات المتوافرة بأقصى درجة ممكنة، ولا توجد دولة فى العالم مهما عظم شأنها إلا وتعانى الأمرين بسبب نقص الإمكانيات.


فى أمريكا يرتدى الأطباء أكياس الزبالة السوداء، لعدم توافر بدل الوقاية، وفى تقرير كاشف لـ "سى إن إن" يتضح أن أحوالنا فى مصر أفضل بكثير مما نشاهده فى أمريكا، ليس بكلامنا، ولكن بتقاريرهم وأخبارهم التى ينشرونها.


لا توجد دولة فى العالم تستطيع أن توفر الإمكانيات لمئات الآلاف من المصابين، الذين تستدعى حالتهم العزل الكامل، ونشاهد فى الدول التى كانت عظمى، حالات إنسانية صعبة، ومرضى ينامون فى الطرقات.


عربات الموتى تجوب الشوارع الإيطالية، ليودع الأهالى موتاهم فى مشهد مأساوى لم يتخيل أحد أن يحدث.. ولا يوضع على جهاز التنفس الصناعى إلا صاحب الحظ السعيد، ودون ذلك يترك يصارع الموت والتقاط الأنفاس.


هذه هى الظروف الصعبة التى تجتاح العالم كله، ورغم ذلك يبرز دور الأطباء المصريين، ولم يتراجعوا رغم تزايد حالات الإصابة وسقوط شهداء منهم فى ريعان شبابهم.


وبعد كل ذلك يأتى نائب يهوى "الشهرة السوداء" ويقتحم مستشفى شربين بأجهزة تصوير منذ دخوله الباب الرئيسى، حتى الأسانسير وغرف المرضى، وينقل بالصوت والصورة مشاهد ليس فيها إلا الإساءة والتربص والترصد.


هذه الواقعة الشائنة تحتاج المساءلة والحساب أمام البرلمان، ونعلم أنها لن تمر مرور الكرام أمام رئيس المجلس الدكتور على عبدالعال، لحرصه التام على احترام كرامة البشر وإنسانيتهم.


ما فعله النائب يأتى فى سياق تصرفات أخرى يندى لها الجبين، وأثارت استياءً بالغاً لدى الرأى العام، وكان من المفترض أن يحاسبه المجلس أشد الحساب ويطهر صفوفه ممن يسيئون للوظيفة البرلمانية المحترمة.


ما فعله يخرج عن سياق الحصانة، فهو ليس مفتشاً عاماً على عموم المستشفيات المصرية، وإذا كانت لديه ملاحظات حول سلبيات معينة، فقد أتاح له القانون أدوات مثل الأسئلة وطلبات الإحاطة والاستجوابات، فى سياق محترم يحفظ هيئات الدولة.


لكنه تصور أنه فوق القانون ومن حقه أن يقتحم ويصور ويهين الأطباء، ولم يدرك لحظة أنه حنث بيمين الحفاظ على الدستور والقانون.


وكان الأطباء فى منتهى الأدب والاحترام وهو يهدد ويتوعد ويصيح ويصرخ، وكان يمكن أن يحتكوا به ويردوا الفعل بمثله، وتتطور الأزمة إلى ما لا يحمد عقباه، فى وقت نسعى فيه إلى احتواء المشاكل والاصطفاف حول الدولة فى معركتها الكبرى ضد الفيروس.


نائب الشهرة السوداء، ألحق بنفسه إهانة كبيرة لأنه لم يحترم مقاتلى السترات البيضاء، وبدلاً من أن يتوجه إليهم بالشكر على جهودهم، افتعل فيديو سيئا، ينم عن سوء تصرف وعدم الوعى بالظروف الصعبة التى تمر بها البلاد والعالم كله.


ربما تصور نائب الشهرة السوداء أنه موسم الدعاية بمناسبة قرب انتهاء عمل المجلس والعد التنازلى للمجلس الجديد، فأراد أن يحقق ميدالية صفيح على حساب أطباء مصر، ولكن أسلوبهم المحترم فى التعامل نزع عنه الاحترام.


شكراً أطباء مصر على جهودكم الرائعة، التى يعترف بها كل مصرى شريف، يعرف جيداً أن العالم كله يهرب من الموت وأنتم تواجهون الموت بكل شجاعة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة