جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

هذه المرة تختلف..!!

جلال عارف

السبت، 16 مايو 2020 - 06:31 م

 

أمام العالم عام على الأقل للوصول الى لقاح لفيروس «كورونا».ومع ذلك بدأت المناورات السياسية والصفقات السرية من جانب الأقوياء لكى يكونوا أول من يحصل على اللقاح.. بعيداً عن أى مقاييس مطلوبة من العدالة والانسانية والمساواة بين جميع البشر فى حقهم الطبيعى أن ينالوا اللقاح حسب الحاجة وليس الثراء!!
والقرار هنا ليس فى يد العلماء الذين يواصلون الجهد لكى يتوصلوا لما ينقذ أرواح البشر، وإنما فى يد شركات الأدوية العالمية الكبرى  التى تنفق على الأبحاث ثم تستولى على حق الانتاج وتحقق من وراء ذلك أرباحاً هائلة، حتى أصبحت شركات الأدوية العملاقة تنافس فى الثراء والنفوذ شركات السلاح من ناحية وشركات المعلومات والتكنولوجيا الذكية من ناحية أخرى.
هذه المرة تدخل السياسة على الخط بصورة فجة خاصة بعد اشتعال الصراع بين أمريكا والصين. ومع الارتباك الذى ساد الادارة الامريكية فى معركتها ضد الوباء وتضاعف الخسائر البشرية والمادية لدرجة هائلة، فإن الأمل الأساسى لترامب هو أن يحصل على اللقاح قبل الانتخابات وأن يوفر أكبر كمية منه للأمريكيين.
وعلى مدى الشهور الماضية سمعنا أخباراً تبين زيفها عن التوصل لعلاج أو لقاح. لكن ذلك لا ينفى أن الشركات الامريكية الكبرى قد دخلت بقوة على كل مشاريع الأبحاث لتقدم التمويل وتعرض الشراكة وتحاول الاستفادة من الفرص المتاحة.
أخيراً أثارت إحدى الشركات الفرنسية ضجيجاً باعلان أحد مديريها أن أمريكا ستكون لها أولوية فى الحصول على اللقاح عند انتاجه لأنها شاركت فى التمويل وتحملت المخاطرة، فيما بدا محاولة للضغط على الدول الأوربية للحصول على المزيد من التمويل. علماً بأن دول الاتحاد الأوربى رصدت أكثر من سبعة تريليونات يورو للأبحاث الخاصة بـ«كورونا»، والصين وروسيا من جهتهما تواصلان الأبحاث المستقلة وتشاركان «وخاصة الصين» فى أبحاث أوربية عديدة.
 حدث قبل ذلك مع أكثر من وباء أن ذهب اللقاح والعلاج لمن يملك ثمنه المرتفع لتزداد شركات الأدوية ثراء. هذه المرة الأمر يختلف والعالم لا يمكن أن يسمح بأن يستولى الأقوياء على اللقاح بينما هيئة الصحة العالية تعلن بالأمس أن افريقيا ستشهد فى عام واحد مليار مصاب و١٥٠ ألف ضحية للوباء الشرس!!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة