صورة موضوعية
صورة موضوعية


يحدث في مصر| 39% من طعام رمضان يذهب لسلة المهملات 

د.محمد كمال

الأحد، 17 مايو 2020 - 06:47 ص

جائحة كورونا دفعت المواطنين لتخزين السلع رغم توافرها

٤٢٠ مليار جنيه سنويًا حجم إنفاق المواطنين على الطعام   

70 مليار جنية حجم إنفاق المصريين على الطعام في رمضان 2020

قضت أزمة كورونا على الأخضر واليابس وتسببت في اتخاذ الدولة المصرية مجموعة من الإجراءات الاحترازية والوقائية كان أصعبها على الإطلاق تخفيض العمالة في كثير من المصالح الحكومية والخاصة بالإضافة إلى الإغلاق التام للمقاهي والكافيهات والمولات والمطاعم ناهيك عن فرض حظر التجوال الذي قضى على البقية الباقية وتسبب في توقف تام لمعظم المواطنين.

أدى بقاء المواطنين في المنازل إلى زيادة الاستهلاك وزيادة الطلب المواد الغذائية على عكس المتوقع، ورغم ارتفاع الأسعار فإن شهر رمضان يعتبر من الشهور التي لا تعترف بالغلاء أو بالأزمات الاقتصادية الخانقة، ورغم أن الصيام يقضى على معظم اليوم، إلا أن معظم الإحصائيات أكدت أن الدول العربية بصفة عامة والشعب المصري بصفة خاصة ينفق أضعاف استهلاكه في الأيام العادية، ‬ومع اختلاف الأرقام التي يتم إنفاقها خلال الشهر الكريم إلا أن معظم الإحصائيات الرسمية والدراسات أكدت أن إنفاق المصريين على الطعام في رمضان يعادل ما يقرب من 25% من ميزانية الأسرة خلال العام كله.

وبحسب الأرقام المعلنة فإن حجم إنفاق المصريين تضاعف عن العام الماضي في ظل ارتفاع أسعار السلع الغذائية بأكملها، فضلاَ عن وجود أكثر من 85% من المصريين يغيرون عاداتهم الغذائية في هذا الشهر، تبعًا لبيانات الدخل والإنفاق والتي توضح أن معدل الاستهلاك يزيد بنسبة تقترب من 150% هذا الشهر والذي يوازي استهلاك أكثر من 3 أشهر بالأيام العادية.

أكد الدكتور حمدي عرفة أستاذ الإدارة المحلية وخبير استشاري البلديات الدولية في تصريحاته لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن الدول العربية مجتمعه تقوم بإلقاء ٥٥% من استهلاكهم الغذائي في سلات المهملات بسبب سوء الاستهلاك والتقدير الاحتياج من الطعام خلال الشهر الفضيل، مضيفًا أن منظمة الفاو «منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة» أشارت في أحدث تقاريرها الشهرية أن  ضعف الطلب وانخفاض أسعار النفط نتيجة الجائحة العالمية يؤديان إلى انخفاض الأسعار العالمية للسلع الغذائية الرئيسية بصفة عامة.

39 %من طعام رمضان يذهب لسلة المهملات

وأشار عرفة، أن حجم المتوقع في مصر من مبيعات الطعام في شهر رمضان يبلغ  جنيه  بنسبة ١٧% من حجم الإنفاق السنوي حيث يعد الأكثر إنفاقا مقارنة بشهور العام حيث يكون معدل الإنفاق ٤٢٠ مليار سنويًا على الطعام، حيث تنفق الأسرة المصرية٥٢٪ من دخلها على الطعام في رمضان، وما يتم استخدامه من الطعام في رمضان بنسبة٦١٪و٣٩٪ من الطعام يذهب إلى سلة المهملات ويرتفع استهلاك منتجات اللحوم والدواجن بنسبة 50%، لافتًا أن في مصر تقوم الحكومة بدعم قوي من خلال تخفيض السلع في ١٨٠٠منفذ بالمجمعات الاستهلاكية  في ظل أن محافظات الوجه البحري الأكثر استهلاكا للطعام  مع العلم أن  الحكومة تقوم  بدور قوي من خلال  ضخ عشرات الآلاف يوميًا من اللحوم والأسماك ومستلزمات رمضان  في منافذ وزارة التموين منافذ القوات المسلحة ومنافذ آمان التابعة لوزارة الداخلية وعدد من الوزارات الآخرى، من خلال المجمعات الاستهلاكية لمحاربة الغلاء ومواجهة جشع التجار.

وأضاف عرفة، أن عدم فعالية الإدارات المحلية في مصر في الحفاظ علي الرقعة الزراعية من أحد مسببات ارتفاع أسعار الغذاء وزيادة الاستيراد، لافتًا أن التفتيش على المحلات في القرى والعزب والكفور والنجوع في مصر لا يتعدى ١% من قبل الإدارات المحلية، لافتًا أن 80% من المحال التجارية غير مرخصة في هذه المناطق، ولابد أن يكون هناك دور فعال من قبل رؤساء شعب الأغذية في الغرف التجارية في جميع محافظات مصر من حيث تقديم التوصيات والاستشارات للحكومة المصرية في ملف الأغذية وخاصة في شهر رمضان، مشيرًا إلى أن الحل يكمن في التنسيق بين الوزراء المعنيين ممثلين في وزارة الصحة والتموين والصناعة والزراعة والري ومنح الضبطية القضائية للعاملين في وزارة الزراعة والإدارات المحلية بشكل كافي وتشجيع القطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني من العاملين منهم غير هذا المجال فضلا على السماح بإنشاء شركات قطاع أعمال عام (شركات حكومية) لكي نضمن نجاح هذا الملف كمصريين مع العلم أن هناك دور ملموس وناجح من قبل وزارة التموين في هذا الملف بقيادة الدكتور علي مصيلحي وزير التموين. 

 فوضي إعلانات الطعام

من جانبه أكد الدكتور محمد عبدالفتاح رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم»، أنه يجب الحد من انتشار برامج الطبخ للإحساس بالفقراء والتأكيد على قيم المجتمع القديمة والبعد عن الإسراف، لافتًا أن المواسم الدينية ارتبطت لدى المصريين بعادات غذائية محددة، فهناك أطعمة معينة يتم شراؤها، ولكن يختلف الأمر مع شهر رمضان الكريم، حيث تزداد وتختلف أنماط المصريين مما يتناقض مع الحكمة الرئيسية، وهي ضبط شهوات الإنسان وتربيته على الصبر وتعميق إحساسه بالفقراء، موضحًا أنه يحدث تزايد في الاستهلاك في جميع الفئات بما فيها محدودي الدخل، والبعض يستدين لتلبية احتياجات الطعام في الشهر الكريم، لافتًا أنه يتم شراء «الياميش» والحلويات الشرقية والمكسرات بكميات كبيرة، ما يؤثر على ميزانية الأسرة في شهر رمضان، مشيرًا أن استهلاك الطعام بهذا الشكل في رمضان يحمل ميزانية الدولة أعباء كبيرة خصوصًا في ظل أزمة الكورونا التي يعاني منها اقتصاديات العالم أجمع بما فيهم مصر.

وأضاف عبد الفتاح، أن ثقافة الاستهلاك لدى المصريين في شهر رمضان ثقافة خاطئة، مشيرًا إلى أن ارتفاع نسبة الدعاية والإعلان على الطعام في رمضان لها دور كبير في الإفراط في الشراء، لأن الإعلانات تكون جاذبة وخادعة في آن واحد، كما أن الشائعات والأكاذيب المحيطة بأزمة كورونا وقرارات الحظر وإغلاق المحال التجارية والمولات..الخ، دفع البعض لتخزين السلع الغذائية رغم تأكيدات الحكومة المصرية ممثلة في د. مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء والدكتور على المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية أن السلع الاستراتيجية متوفرة والمخزون آمن لـ 6 أشهر قادمة، لكن المواطنين يضربون عرض الحائط بهذه التصريحات، مؤكدًا أنه لأبد من عمل توعية من خلال برامج التليفزيون أن شهر رمضان للعبادة والإحساس بالفقراء وليس المبالغة والإسراف في الطعام.

جائحة كورونا وحجم الإنفاق على الطعام

أكد الدكتور جمال القليوبي رئيس مركز المستقبل للدراسات الاقتصادية والسياسية في تصريحاته، أنه لا جديد على المصريين في العادات الشرائية، رغم كل الجهود الدعوية وبرامج التوعية التي تزدحم بها البرامج الإذاعية والتليفزيونية للتأثير في سلوكيات المصريين خلال الشهر الكريم، إلا أنها لا تجد لها سبيلًا في العقول أو النفوس غير منطقية التفرد بمصنفات الطعام، عكس ما يوجه إليه الدين الإسلامي.

15 % من دخل المصريين ينفق على الغذاء

 وأشار القليوبي، أنه يتم إنفاق حوالي 1.5 مليار جنيه يوميًا، أي ما يوازى 15% من إنفاق المصريين السنوي على الغذاء، موضحًا أنه يوجد دراسات أخرى متخصصة، تذكر أن الأسر المصرية تنفق حوالي 45% من إجمالي إنفاقها السنوي، على الغذاء، منها فقط ما يقارب 15% في شهر رمضان الذي تتحول فيه محال ومتاجر السلع الغذائية إلى ساحات معارك كبرى لاقتناص أكبر قدر من الأغذية، لافتًا أن  شهر رمضان يشهد من كل عام إقبالا على السلع الموسمية وما زاد من الاستهلاك هذا العام هو تفشي أزمة كورونا، مشيرًا إلى أن متوسط الإنفاق على المواد الغذائية يتراوح من 35 إلى 40 مليار شهريًا بالأخذ في الاعتبار مواسم الأعياد والمناسبات، بينما في شهر رمضان فقط ينفق المصريين مبلغ 55 مليار جنيه، لافتًا أنه رغم الشكوى من ارتفاع الأسعار للسلع الغذائية لا تتوقف، في الإقبال على الشراء والتخزين بدأ واضحًا كظاهرة اجتماعية شعبية متوارثة. 

70 %معدل استهلاك زيادة

وأضاف القليوبي، أنه وفقًا لتقرير لغرفة الصناعات الغذائية، فإن معدلات استهلاك السلع الغذائية خلال رمضان، ترتفع بنسبة 70%عن باقي شهور السنة، مشيرًا أن رمضان عام 2020 مختلف بشكل كلي وجزئي بسبب أزمة كورونا وضبابية المشهد وخوف الناس من بكرة، ما دفعهم للتسابق على شراء السلع بشكل غير مسبوق خوفًا من أي نقص للسلع أو ارتفاع الأسعار وهو الأمر الذي زاد من معدل وحجم الاستهلاك، لافتًا إلى ارتفاع استهلاك منتجات اللحوم والدواجن، بنسبة 50%، موضحًا أنه في خلال الأسبوع الأول وحده في رمضان يتناول المصريون حوالي 2.7 مليار رغيف خبز، و10 آلاف طن من الفول، و40 مليون دجاجة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة