محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

السم القاتل بين مارك وتوكل

محمد البهنساوي

الإثنين، 18 مايو 2020 - 05:58 م

 

«ونحن لا نقصد انفصال السعودية إلى دويلات حسب تنوعها الطائفى والعشائرى بل إقليميا فى المنطقة الشرقية وآخر فى الجنوب وثالث فى الشمال ورابع وخامس.. يستقل كل منها إداريا مثل الاتحاد الروسى تجمعه حكومة فيدرالية مؤقتا ثم يأتى التصويت على الاستقلال بحسب رأى شعوب تلك الأقاليم».
هذه التدوينة التى مر عليها عامان للناشطة اليمنية توكل كرمان، عادت للظهور قبل أيام لتثير جدلا وردود أفعال واسعة بالأوساط السعودية والخليجية والعربية.. تلك التغريدة والتى قيل وقتها أنها رد على تدوينة للسعودى اللواء دكتور أنور عشقى تناولت بعض الحلول للحرب باليمن من بينها فيدرالية بين الشمال والجنوب يكون على قمتها الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى لضمان الوحدة.. لكن شتان الفارق بين التدوينتين والهدف منهما واللغة التى تحدث بها كل منهما.. فتغريدة اللواء السعودى تسعى حسب وجهة نظره لوقف سفك دماء يجرى يوميا لليمنيين.. ويطرح تصورا مبدئيا لوقف انهيار بلد عربى تحول لشبه دولة وربما كانت خطوة لإعادة بنائه من جديد.. كما أن تصوره ليس جديدا إنما يبنى على ما كان قبل عقود قريبة من يمن شمالى وآخر جنوبى لكن طرحه بفيدرالية يحميها الرئيس الحالى علها تنهى تعصبا وتحزبا ونعرات قومية متصارعة.. وجهة النظر تلك تفهم فى سياق لم الشمل ووقف بحر جار من الدماء وتحتمل الصواب والخطأ والاتفاق والاختلاف معها وحولها
وعلى النقيض تأتى دعوة كيرمان.. فهى تقدم خطة لتقسيم دولة موحدة.. وليست أى دولة إنما أحد أعمدة أمتنا العربية والإسلامية وأحد أهم مراكز ثقلهما.. رؤية لزعزعة دولة مستقرة.. وإثارة نعرات لا وجود لها.. واللعب بخبث ولؤم لنكء دمل بسيط وتحويله لجرح نازف.. وإذا كانت اللعنة من نصيب من أيقظ فتنة نائمة.. فما بالنا بمن يخلق فتنة من عدم.. ويثير نعرات ماتت.. ويسعى لهدم وتفتيت دولة قوية متماسكة؟!!
وهنا أمران مهمان يجب الوقوف عندهما.. فتلك السيدة ذات التوجهات الإخوانية المعروفة والناشطة فى الشر والداعية للهدم وصاحبة توجهات سياسية معروفة للجميع قوامها السعى لبعث أهداف جماعة حتى ولو بهدم وتفتيت الأمتين العربية والإسلامية جميعها.. كيف لـ «الفيس بوك» الذى يفترض بعده تماما عن السياسة أن يختارها ضمن مجلس الإشراف على المحتوى الخاص بفيسبوك وإنستجرام وماذا يتوقع السيد مارك أن تقوم به توكل فى مهمتها الجديدة وحالة الإقصاء واسعة النطاق المنتظرة لكل ما يخالف توجهاتها وأهداف جماعتها.. فتوكل الذى كان يحق لها رفض وجهة نظر الدكتور السعودى ومبادلته الحجة والرأى لكنها دعت لهدم أحد أهم الأركان العربية كرد على هذا الرأى وهى لا سلطة ولا مكانة أو دور لها.. فما بالنا بعد أن أصبحت مسئولة عن محتوى أهم وسائل التواصل الاجتماعى فى العالم ماذا سيكون موقفها؟
الأمر خطير ويتطلب موقفا عربيا سريعا وعاجلا لإجبار مارك وشركائه للعدول عن قرار ضمها.. وهنا الأمر الثانى المهم وهو أن فيس بوك ليس مستقلا أبدا وليتأكد الجميع من توجهاته ومن يقف خلفه.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة