الدكتور أسامة فخري الجندي
الدكتور أسامة فخري الجندي


داعية بالأوقاف: التسامح يحقق الألفة لا الفرقة

إسراء كارم

الأربعاء، 20 مايو 2020 - 12:44 م

 

واصل الدكتور أسامة فخري الجندي الداعية بوزارة الأوقاف، خواطره الرمضانية حيث خاطرة اليوم السابع والعشرون من رمضان التي جاءت بعنوان«التسامح ..طريقٌ للألفة وتأصيلٌ للأمن والاستقرار وفقه التعاون وتحقيقٌ لأهليّتنا للجنة».

وقال الجندي،إن الإسلام جاء برسالة سامية ، تدعو إلى الأخلاق والقِيَم ، تؤسس لمجتمع نقي مترابط ، تؤصل لقيم الحبِّ والرحمة والألفة ، ومن هذه الأخلاق : (التسامح) .

وبين أن التسامح يأتي تحته قيمٌ رائعة، منها : قبول الآخر، وسعة الصدر، والعفو عند المقدرة، وكظم الغيظ ، وعدم الغضب، واللين، والرحمة، والتعاطف، وتحقيق ثقافة الاختلاف، وفقه الحوار، والسلام، والصفاء، وغير ذلك مما يحمله التسامح من معاني أخلاقية رائعة.

وأشار إلى أنه بالتسامح تتحقق الألفة لا الفرقة، تتحقق ثقافة الائتلاف لا ثقافة الاختلاف،  تتحقق ثقافة التدبير لا التبرير ،تتحقق ثقافة التيسير لا التشديد، تتحقق ثقافة التدافع لا الصراع، تتحقق قيم الحب والاحترام لا قيم الكراهية والاحتدام، وتتعمق قيم الرحمة لا القسوة.

وشدد على أنه بالتسامح تسمو النفس إلى مرتبة أخلاقية رائعة تحقق تلك المعاني مع غيرها، فما أطيبه من خلق كريم إذا التزمت به النفوس انعكس ذلك على المجتمع ، فأصبحنا أمام مجتمع نقي صاف مترابط ، تسوده قيم الوحدة بكل معانيها، مؤكدا أنه السبيل الرئيس في النجاة من الحبس على القنطرة وتحقيق أهليتنا للجنة، حيث قال الله عز وجل عن الجنة : { ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ } [الحجر :46-47]،وكلمة " نزعنا " كما علّمنا العلماء تدل على أن تغلغل العمليات الحِقْدية في النفوس يكون عميقاً، وفي المقابل ينبغي أن يكون خَلْعها أيضًا خَلْعًا من الجذور ، وهذا هو قمة التسامح وأسماه بل هذا هو السبيل الرئيس والأصل الأصيل لنحقق أهليتنا للجنة.

فعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ (رضي الله عنه) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ((صلى الله عليه وسلم) ): (يَخْلُصُ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ النَّارِ [يقصد:الصراط]فَيُحْبَسُونَ عَلَى قَنْطَرَةٍ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ فَيُقَصُّ لِبَعْضِهِمْ مِنْ بَعْضٍ مَظَالِمُ كَانَتْ بَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لَهُمْ فِي دُخُولَ الْجَنَّةِ فَوَ الَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَأَحَدُهُمْ أَهْدَى بِمَنْزِلِهِ فِي الْجَنَّةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي الدُّنْيَا ) .[أخرجه البخاري] . والمعنى هنا : أن المانع من دخول الجنة بعد مجاوزة الصراط هو ما تحمله الصدور والقلوب من كراهية وخصومة لبعضهم البعض، فلن يُؤْذَنَ لهم في دخول الجنة إلا مع نقاء وصفاء العلاقة بينهم، وسلامة الصدور من الأحقاد وما يشبهها من أخلاق مذمومة .

واختتم: على المسلم إذن أن يستحضر قِيَمَ الوُّدِّ والتواصل والتراحم والتسامح؛ حتى تنعكس الرحمة علينا جميعاً، ونحقق مجتمعًا نقيًّا مترابطًا كما أراده الله عز وجل، ودعا إليه رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فلابد من العناية بهذا القلب، والحرص على تطهيره من آفاته وأمراضه من كل حقد وحسد وغل ورياء وكبر  وسبيل ذلك التسامح.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة