صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

العالم يزداد قبحاً !

صالح الصالحي

الأربعاء، 20 مايو 2020 - 07:44 م

 

لا أعلم لماذا تتعجل حكومات دول العالم فى دراسة الأحوال السياسية والاقتصادية بعد فيروس كورونا! على الرغم من أنها تعود وتؤكد أن بقاء الوباء وسطنا غير محدد.. وحتى شكله وملامحه وكينونته غير معروفة.. وفى لحظات من اليأس تقرر التعايش مع الفيروس.. وأيا كانت حسابات الحكومات.. وأيا كانت الخسائر المتوقعة وأيا كانت المعادلات لحساب الفرق بين المكاسب والخسائر فإن كل ما يقال من قريب أو بعيد عن وباء كورونا هو من قبيل التجريب.. فالكل سيجرب الإجراءات الاحترازية.. ويجرب التعايش أو يجرب الفرار من الفيروس ويجرب العودة لنقطة الصفر أو تحت الصفر.. لا أحد يعلم طبيعة ما سيحدث فى القريب العاجل أو البعيد.
العالم الآن فى مرحلة الصدمة التى طال أمدها منذ بداية انتشار الفيروس.. فالولايات المتحدة تلقى اللوم على الصين.. وتؤكد اخفاءها لحجم الكارثة.. وترد الصين بالنفى واستعدادها للتعاون فى ايجاد اللقاح والمصل للعالم اجمع.. تعود الولايات المتحدة وتلقى باللوم على منظمة الصحة العالمية، وتصفها بالفشل فى إدارة الأزمة وانها ستحرمها من مساهماتها المالية.. والدول تدخل فى دوامات من الخسائر المادية والبشرية.. ويصرخ رجال الأعمال أصحاب المليارات المهددة بالضياع.. وهم يشاهدون غيرهم فى أنشطة وقطاعات اعلنت افلاسها فى ظل مواجهة مستقبل غامض.
وتحاول الولايات المتحدة أن تكسب وضعا جديدا بإعادة الحرب مع نظيرتها الصين لتشعل الأسواق.. وتؤكد أن الدواء سيكون أمريكيا للعالم أجمع مع نهاية العام الحالي.. وما هو الجديد فى هذا الأمر إذن طالما لا توصيف ولا تحليل دقيق ولا نتيجة!
الكل بلا نتيجة.. الكل يعيش الأزمة ولم يخرج منها بعد.. وحينما نطمئن بانخفاض أرقام الإصابات والوفيات يعود الفيروس أشرس من ذى قبل.
الحقيقة المؤكدة ان الكل بلا استثناء ما زال فى دوامة الأزمة الغنى والفقير.. لا أحد خرج منها ولن يخرج منها أحد دون غيره.. سواء كان بإرادته أو رغما عنه.. فالعالم قرية كونية واحدة.. ولا أحد يملك منع الدواء عن الآخرين..
الكل يجتهد فى استعجال نتائج الأزمة.. على الرغم من اننا فى ذروتها ولا يوجد اية مؤشرات للسيطرة عليها أو قرب انتهائها.. ولكن لابد من العمل لايجاد حلول قبل الحديث عن  ماذا بعد كورونا.. هذا الحديث الذى انخرط فيه حتى المنجمون.
الحكومة تقول المؤكد أن كل دولة ستبحث عن مصالح مواطنيها بعد التغييرات الاقتصادية والسياسية التى ستلحق بالعالم.. والمتحدث باسم الحكومة يقول إن الحياة ستعود بشكل مختلف!!
الشيء الخافى ان التغيير حدث للجميع.. العالم يتغير بالفعل وكل واحد منا لو سأل نفسه أو نظر فى المرآة سيجد التغيير.. وإذا نظر حوله سيجد الخوف يسيطر على الجميع.
الخوف من الإصابة.. المرض.. الموت.. البطالة
ولكننا مختلفون خرجنا للشوارع فى تحدِ غبى لنواجه خوفنا.
فالمؤكد ان العالم لايزال وجهه قبيحا ويزداد قبحا يوما بعد يوم.
 والله المستعان على ما سيحدث خلال الأيام القادمة.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة