ياسر رزق
ياسر رزق


ورقة وقلم

ياسر رزق يكتب: جرأة الحلم..!

ياسر رزق

السبت، 23 مايو 2020 - 07:45 م

«الثورة الحقيقية ليست فقط تغيير نظام حكم خياني بآخر وطني، إنما هى أيضا القدرة على إحداث تغيير جذري في حياة الجماهير»


سألت د.مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، أثناء فترة الاستراحة عقب افتتاح مشروع «بشاير-3» بالإسكندرية: بعد هذه المرحلة، كم وصل عدد الوحدات السكنية المخصصة لقاطني العشوائيات الخطرة؟

أجاب قائلاً: 200 ألف وحدة أنشئت بالفعل. منها أكثر من 18 ألفاً في مشروع الأسمرات بالقاهرة بمراحله الثلاث، وأكثر من 13 ألفاً في مشروع البشائر بالإسكندرية بمراحله الثلاث الأولى. أما باقي الوحدات فهى موزعة على العاصمة ومحافظات الجمهورية.

قلت: إذن أنجزنا أكثر مما كان مخططاً لإسكان أبناء العشوائيات الخطرة وهو 180 ألف شقة.

قال د.مدبولي: هناك 24 ألفا أخرى يجرى إنشاؤها وسينتهي العمل فيها بنهاية هذا العام.

ثم أضاف: هناك خبر جديد لك. لقد كلفنا الرئيس بإنشاء 50 ألف وحدة سكنية أخرى لسكان العشوائيات الخطرة في مختلف المحافظات، ونأمل الانتهاء منها خلال 18 شهراً، أي في نهاية عام 2021.

وقبل أن استطرد في التفاصيل مع رئيس الوزراء. مال عليه العميد طارق عفيفي كبير الأمناء برئاسة الجمهورية، وفهمت أن السيد الرئيس يطلبه للحضور.

< < <

مع نهاية هذا العام، سيكون عدد الأسر التي انتقلت من مناطق العشوائيات الخطرة إلى الوحدات السكنية الجديدة 224 ألف أسرة، بإجمالي مليون و120 ألف إنسان مصري، وجدوا لهم أخيراً مكاناً لائقاً يسترهم تحت شمس الوطن.

العدد سيصل إلى مليون و370 ألف مصري بنهاية العام المقبل، مع اكتمال إنشاء 50 ألف وحدة جديدة، مثلما قال لي رئيس الوزراء.

هذا الرقم يمثل 1.3٪ من سكان مصر، ويعادل 13٪ من سكان السويد و12٪ من سكان بلجيكا، و50٪ من سكان قطر بما فيهم الأجانب الذين يشكلون 80٪ من تعداد ذلك البلد!

< < <

حينما كان الرئيس السيسي يشغل منصب قائد المنطقة العسكرية الشمالية منذ عام 2008 وحتى مطلع عام 2010، اعتاد أن يمر بسيارته على منطقة عشوائيات غيط العنب، وعشوائيات مأوى الصيادين بالقباري، كان الألم يعتصره وهو يرى الحال المزرية التي يعيشها أبناء المنطقتين في عشش تأنف من سكناها الكائنات. مثلما كانت الغصة تطبق على صدره، وهو يعاين أوضاع سكان المقابر على مرمى حجر من مسقط رأسه بالجمالية، وبالقرب منهم سكان العشوائيات الخطرة بمنشأة ناصر والأبجية، المهددون في حياتهم وحياة أحبائهم.

كان السيسي يتساءل متى يأتي هذا اليوم الذي تتغير فيه حياة هؤلاء البسطاء. لم يكن يتمنى لهم مجرد مسكن مسقوف، بدل عشش الصفيح التي تؤويهم أو أكواخ القش التي تهتك أسراراً أكثر مما تستر عورات، أو بيوت الطين التي تلسعها شمس الصيف وتذيبها أمطار الشتاء، لم يكن يتمنى لهم مجرد مسكن آمن لا يقف على رأس هضبة مهددة بالسقوط من عل، أو يجلس عند أقدام تل، وفوقه صخرة تترنح.

< < <

امتلك السيسي جرأة الحلم.

يراوده حلم، بأن يرى هؤلاء المصريين البسطاء، يسكنون وأسرهم، في شقق فاخرة، لا منازل إيواء، ولا مساكن شعبية، مؤثثة بالأثاث اللائق، ومجهزة بالأجهزة المنزلية والكهربائية، على نفقة الدولة، وتحيط بهم الحدائق والملاعب في تجمعات عمرانية مزودة بالمدارس الحديثة والعيادات الصحية والمحال التجارية.

كان الحلم جريئاً، وربما لم يجر على خاطر السيسي أنه بعد 4 سنوات ونصف، منذ اليوم الذي ترك فيه قيادة المنطقة الشمالية، سيكون بيده أن يحقق حلمه.

كان الحلم طموحاً، وربما لو فاتح السيسي فور أن تولى منصبه الشعب بتفاصيل حلمه واتساع آمال مشروعه لأبناء العشوائيات وبالأخص العشوائيات الخطرة، لظن كثير أن الرجل لن يقدر، حتى لو كان ما ببنصره الأيسر، هو خاتم سليمان..!

امتلك السيسي قلباً جسوراً، وبصيرة تستشرف المستقبل، وإرادة فولاذية، وحول حلمه في غضون أقل من 6 سنوات من توسده سلطة الحكم إلى حقيقة.

وصار بحق رمزاً لأصحاب الحلم من الزعماء وأولى العزم من القادة على مر العصور.

< < <

استحضر السيسي يوم الخميس الماضي حلمه الجريء. كان يتحدث للحاضرين في الاحتفال بافتتاح مشروع «بشائر-3» الذي يضم 10624 وحدة سكنية في الموقع الذي كانت تشغله عشوائية مأوى الصيادين بالقباري.

بدا سعيداً وهو يستشعر سعادة أكثر من 50 ألف مصري سيسكنون هذه الوحدات الفاخرة في هذا المنتجع الحديث المزود بكل الخدمات والملحق به منطقة تجارية متكاملة.

لعله بدا فخوراً أيضاً بأن هؤلاء البسطاء سينفضون عذاباتهم بعد أن يتم منحهم شققاً محترمة لائقة، مساحة كل منها 90 متراً، مؤثثة بغرف النوم والاستقبال والسفرة ومجهزة بالثلاجات والغسالات ومحتويات المطابخ والتليفزيونات كل ذلك دون مقدمات، وإنما مجانا لمن كان يمتلك وحدة فى مأوى الصيادين أو بإيجار شهري 250 جنيها لمن كان يستأجر وحدة.

قال السيسي: «إنها جرأة الحلم»، وهو يقارن بين حال المنطقة منذ شهور وهى غارقة في مرارة العشوائية وهى تعانى من افتقاد أبسط مقومات الحياة الكريمة، وحالها الآن الذي لم يخطر على قلب بشر.

ثم نظر إلى معاونيه من كبار المسئولين، وخاطب الوزراء والمحافظين قائلا: «احلموا.. احلموا لبلدكم، ولأنفسكم».

.. ويا لها من نصيحة..!

< < <

لو لم يكن لثورة 30 يونيو وبطلها عبدالفتاح السيسي من إنجاز، سوى انتشال مليون و120 ألف إنسان مصري من مستنقع العشوائيات الخطرة، ونقلهم إلى مساكن كريمة لائقة، لكفاها.

الثورة ليست فقط تغيير نظام حكم حتى لو كان خيانياً، بنظام حكم آخر حتى لو كان وطنياً مخلصاً.

الثورة الحقيقية هى إحداث تغيير حقيقى في حياة الناس.

هى نقلة من اليأس إلى الأمل.

ومن البؤس إلى الكرامة.

من اللحظة الأولى، كانت عينا السيسي على البسطاء الذين يسكنون عشش الصفيح ويأكلون أرجل الدجاج مسلوقة في ماء زفر..!

وانخرط السيسي في عمل دءوب يحيل الحلم إلى حقيقة، والأمنية إلى واقع.

وما أبعد الفارق في حياة هؤلاء البسطاء بين يونيو 2014 ومايو 2020.

على أن التغيير الأهم في رأيي، هو ذلك الذي يطال حياة أبناء هذه الأسر ممن هم في سن الصبا أو الطفولة، فقد أترعت قلوبهم أخيرا بالبهجة من بعد طول إحباط، وامتلأت نفوسهم عشقاً لوطن وولاء لبلد يشعر بأبنائه البسطاء ويفسح لهم مكانا لائقا فوق ترابه المقدس.

حصاد هذا التغيير سوف نجده حتما في قادم الأعوام، صلابة فى بنيان المجتمع ورفعة في مكانة الوطن.

< < <

إذا كانت الجماهير ثارت في 30 يونيو من أجل تغيير نظام الحكم، فإن الشعب يستكمل ثورته في جمهورية السيسي من أجل تغيير حياة الناس.

وتبقى دعوة السيسي بالتحلي بجرأة الحلم سبيلاً لكل صاحب همة لتغيير الواقع على أرض الوطن إلى ما يلامس حدود الخيال..!

 

 

•    الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية نموذج رائع للمسئولة الكبيرة التي تعمل بدأب دون جلبة أو ضجيج وتشرف على ملف بالغ الأهمية كملف وضع خطط التنمية للبلاد على الأمداء القصيرة والمتوسطة والبعيدة، مثلما تولت باقتدار ملف الإصلاح الإداري.

أبرز ما يميز الدكتورة هالة التي نتشرف بعضويتها في مجلس أمناء منتدى أخبار اليوم للسياسات العامة منذ كانت عميدة لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية هو إتاحتها الفرصة لأجيال جديدة من الشباب الأكفاء أصحاب الجدارة لتولي منصب نائب أو مساعد وزير وتحمل المسئولية في قطاعات مهمة، ومنهم على سبيل المثال الدكتور جميل حلمي نائب وزيرة التخطيط الذي لمست عن قرب حرصه على إتمام ما يكلف به في أقصر وقت وبكفاءة ملموسة.


    النجاح المدوي غير المسبوق لمسلسل «الاختيار» وتأثيره الهائل في توحد مشاعر المصريين حول بطولات الجيش المصري وتضحيات الشهداء، هو رسالة واضحة لأهمية القوة الناعمة المصرية، وتأثير الفن المصري في حشد الجماهير وتخليد أمجاد الوطن في أعمال لا تموت.

تفوق كل الفنانين في هذا المسلسل على أنفسهم بداية من المخرج بيتر ميمي الذي أصبح اسمه على كل لسان في مصر، مروراً بالمؤلف باهر دويدار وأطقم التصوير والإضاءة والصوت والمونتاج، وانتهاء بالبطل أمير كرارة وجميع الممثلين وضيوف الشرف من نجوم الفن المصري.
والتحية هنا واجبة للمنتج الفنان تامر مرسى الذي تحمل عبء إنتاج هذا العمل العظيم وأعتقد أن تأثير هذا المسلسل على أجيال النشء والشباب، لا سيما في تعميق ارتباطهم بجيش بلادهم وتضحياته في الدفاع عن الوطن على مر التاريخ، سوف ينعكس على سلوكهم الشخصي والجماعي وعطائهم من أجل بلادهم في المستقبل.

وأرجو أن يكون نجاح هذا المسلسل ومن قبله فيلم «الممر»، دافعاً من الآن لإنتاج أكثر من عمل درامي سينمائي عن أمجاد العسكرية المصرية في حرب أكتوبر لتعرض المسلسلات والأفلام في الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر بعد 3 سنوات ونصف من الآن.

وهناك قصص كثيرة لمعارك مثل تحرير القنطرة وحصن أورليك وجبل المر والمزرعة الصينية، وكذلك قصص بطولات هائلة للشهداء أمثال العظيم إبراهيم الرفاعي ورفيق سلاحه إبراهيم عبدالتواب ومحمد زرد وأحمد حمدي وصبحي الشيخ وشفيق متري سدراك.

ولعلي أرشح -كما سبق أن كتبت- قصة البطل عادل يسري سليمان قائد لواء النصر الذي أطاحت دانة مدفع بساقه وهو يقاتل في الخطوط الأمامية لقواته عند أكتاف المضايق، فكتم مكان البتر بالرمال وحمل ساقه المبتورة وهو يهتف باسم مصر، ودفنها بيديه، وواصل القتال بقواته المظفرة.
هذه القصة الرائعة دونها اللواء أركان حرب عادل يسري سليمان في كتابه «رحلة الساق المعلقة.. من رأس العش إلى أكتوبر».


•    أعجبت كثيرا بالعرض الراقي المحترم الذي قدمه الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي عن السيناريوهات المتوقعة لتطور عدد حالات الإصابة والوفاة نتيجة فيروس كورونا المستجد والمواعيد المحتملة لتوقف انتشار الفيروس وهبوط منحنى الإصابات، وفقا لأحدث البرامج العلمية وبمعاونة علماء مصريين بالخارج.

هذه لست المرة الأولى التي أشهد فيها عرضا متمكنا للدكتور خالد عبدالغفار، وأذكر بالتقدير مشاركته الفعالة في مؤتمرات التعليم التي نظمتها دار أخبار اليوم في الأعوام الماضية، والتي أظهرت تفاهمه الكبير مع زميله الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، في تطوير منظومة التعليم المصري الجامعي وقبل الجامعي.

أهم ما في عرض وزير التعليم العالي عن فيروس كورونا يوم الخميس الماضي أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، هو أنه أظهر للشعب أن الحكومة المصرية أصبحت تدير شئون البلاد بأسلوب علمي لا يقوم على الارتجال أو رد الفعل، خلافا لما كنا نراه في عهود سابقة.
    
وأحسب أن الثقة قد استعيدت بين المواطن وحكومته.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة