صورة موضوعية
صورة موضوعية


الإصابة بالكورونا ليست عار.. وعقوبات رادعة في انتظار المتنمرين على المرضى 

د.محمد كمال

الإثنين، 25 مايو 2020 - 04:39 ص

تقود الدولة بمختلف أجهزتها حرب شرسة ضد فيروس كورونا يتحمل الأطباء عبء المواجهة في الخطوط والصفوف الأمامية بمنتهى الشجاعة والبسالة والتضحيات لدرجة سقوط عدد من الأطباء ما بين مصاب بالعدوى أو ميتًا متأثرُا بالكورونا، جميع المواطنين يقفون خلف أطباء مصر في هذه المواجهة العصيبة، ووسط كل هذا خرج علينا البعض ممن لا يتحملون أدنى قدر من المسئولية «للتنمر» على بعض المصابين بعدوى كورونا.

مفهوم التنمر

«والتنمر لمن لا يعرف هو أحد أشكال العنف الذي يمارسه جماعة ضد فرد بغرض إزعاجه بطريقة متعمدة ومتكررة، ويأخذ التنمر أشكالًا متعددة كنشر الإشاعات، أو التهديد، أو مهاجمة الشخص المُتنمَّر عليه بدنيًا أو لفظيًا، أو عزله أو طرده أو ارتكاب أفعال أخرى من شأنها أن تسبب الأذى له سواء كان نفسيًا أو بدنيًا»، ربما كان الموضوع مفاجئًا وربما كان سيظل في طي الكتمان لولا أن الضحية «نهى» فقدت السيطرة على أعصابها وانهارت قدرتها على التحمل، بعد انتشار خبر إصابة زوجها بفيروس كورونا بين سكان منطقة المعادي، ثم بدأت حملة من الإساءات والتنمر ضدها وضد أسرتها وكأن الإصابة بعدوى كورونا هي «عار أو فضيحة».

بدأت القصة بظهور أعراض الإصابة بالعدوى على رب الأسرة والزوج بعد ملاحظة ارتفاع درجة حرارته بشدة، مع ظهور باقي أعراض الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وبطريقة أو بآخرى علم الجيران بتفاصيل إصابة الزوج ومن هنا كانت بداية المشكلات التي واجهتها الأسرة من سوء المعاملة والمضايقات من جانب الجيران مع كل أفراد الأسرة المصابة، وكان آخر هذه التصرفات غير المسؤولة تجمهر الجيران مطلع الأسبوع الماضي، ومحاولة منعهم من دخول العقار الذين يسكنون فيه عقب عودتهم من مستشفى العباسية، خوفًا من أن ينتقل الفيروس لأحد السكان.

ولم تكن حالة أسرة نهى هي الوحيدة فمنذ ما يقرب من شهرين نشرت د.دينا مجدي المقيمة في مدينة الإسماعيلية مقطع فيديو  على صفحتها الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قالت فيه إن جيرانها حاولوا طردها منزلها، مؤكدة أنها اضطرت للاستعانة بشرطة النجدة لفض تجمهر بعض المواطنين حول منزلها، كما طالبت المصريين بدعم جهودها وزملائها في المستشفيات قائلة، «نحن بشر مثلكم، ولسنا مشبوهين لكي نقابل بمثل هذه المعاملة القاسية، لا نحتاج منكم سوى بعض التقدير فقط لا غير».

خوف غير مُبرر

قالت الدكتورة سهير لطفي، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة، يجب تقديم دعم نفسي للمصابين والمتعافين بكورونا، من خلال حثهم على التصالح مع الذات ومع الآخر، فليس ذنبهم الإصابة بكورونا، أما المتنمرون بهم فهم مصابون برهاب الإصابة بالفيروس سريع الانتشار مشيرة، أنه يجب تقديم كافة أنواع الدعم النفسي للمتعافين من الكورونا وأسرهم، على الأقل من خلال التواصل معهم هاتفيًا، محذرة في الوقت نفسه من أن هذا الخوف يدفع البعض إلى المبالغة في الإجراءات إلى حد مرضي.

الكورونا مش عار

أما د.فيصل زايد استشاري جراحة العظام بمستشفى الحسين الجامعي، أشار من خلال تغريده له على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، أن الإصابة بفيروس كورونا ليست سبة أو عيب وكل إنسان على وجه الأرض معرض للإصابة «اتقوا الله أيها الناس وكفاية تنمر» وخصوصا بالفريق الطبي الذي يقف في مواجهة هذا الوباء لحمايتنا جميعا، ادعولهم وادعموهم.

عقوبات رادعة

حدد القانون عقوبة التنمر وهي تنص على:- «يعاقب بالحبس وبغرامة لا تقل عن ثلاثين ألف جنية ولا تتجاوز خمسين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من قام بعمل أو بالامتناع عن عمل يكون من شأنه إحداث التمييز بين الأفراد أو ضد طائفة من طوائف الناس بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة وترتب على هذا التمييز إهدارًا لمبدأ تكافؤ الفرص أو العدالة الاجتماعية أو تكدير للسلم العام».

يذكر أن أول حالة مصابة بالكورونا ظهرت في مصر كانت منتصف فبراير الماضي لشخص صيني بعد مخالطته لمديرته، ومنذ ذلك الحين تسارعت أعداد المصابين بالفيروس والمتوفين على إثره ليبلغ حتى كتابة هذه السطور وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة الأحد الموافق 24 مايو 17265 حالة من ضمنهم 4807 حالات تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و 764 حالة وفاة.

وأعلنت وزارة الصحة والسكان، أنها رفعت استعداداتها بجميع المحافظات، ومتابعة الموقف أولاً بأول بشأن «فيروس كورونا المستجد»، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية اللازمة ضد أي فيروسات أو أمراض معدية، كما تم تخصيص الخط الساخن «105و15335» لتلقي استفسارات المواطنين بشأن فيروس كورونا المستجد والأمراض المعدية، وتقديم المشورة النفسية للمواطنين بعد وجودهم في المنزل فترات طويلة والخوف من الإصابة بكورونا.

https://www.facebook.com/100002273446478/videos/2970305033055249/

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة