صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


حكايات| عاصفة السيتوكين.. علاج كورونا يأكل الأخضر واليابس في جسد المصاب

مي حسين

الثلاثاء، 26 مايو 2020 - 04:50 م

 

سباق مع الزمن أُجبر العالم على الدخول فيه للعثور على علاج لكورونا، ومع كل الخسائر التي كبدها الفيروس لملايين البشر يطفو السؤال الأصعب: «هل المتعافي يخرج فائزًا من المعركة؟»

 

رغم حقيقة أن كورونا يعتبر مرضًا يصيب الرئتين، اتضح أن العديد من المرضى الذين أصيبو بالفيروس التاجي الجديد يعانون من مشاكل خطيرة في القلب.

 

الأبحاث بدورها أزاحت الستار عن أن مريض من كل خمسة مرضى بفيروس كورونا لديهم علامات إصابة بالقلب، بغض النظر عما إذا كانوا يعانون من أعراض تنفسية أم لا.

 

ولعل جزء كبير من هؤلاء المرضى يعانون بالفعل من مشاكل صحية أساسية تتعلق بالقلب، مثل أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم، إلا أن العديد من المرضى الأصحاء يعانون أيضًا من مشاكل في القلب بعد إصابتهم، بما في ذلك إصابات الأوعية الدموية، والجلطات الدموية، وعدم انتظام ضربات القلب، والسكتات الدماغية، والنوبات القلبية.

 

لكن ارتفاع معدل حدوث مشاكل في القلب لدى المرضى الذين يصابون بالفيروس التاجي أذهل كثير من الأطباء ليبدأوا في طرح السؤال الأصعب: كيف يمكن أن تسبب عدوى الجهاز التنفسي الكثير من الضرر للقلب؟

 

أبحاث حديثة أشارت إلى أن الالتهاب القوي الذي تسببه العدوى، يؤثر بشكل كبير على القلب والأوعية الدموية، وتضع العدوى ضغطا  كبيرا خاصة على من يعاني من أمراض القلب مسبقًا.

 

وفي دراسة جديدة، نُشرت في مجلة طب الطوارئ منتصف مايو الجاري، جرى تقييم 45 تقريرًا حديثًا يتعلق بفيروس كورونا ومضاعفات القلب والأوعية الدموية؛ حيث وجدت أن الفيروس التاجي يمكن أن يسبب ضعفًا دائمًا في القلب.

 

كما أن الأدوية التجريبية المستخدمة لعلاج  كوفيد 19 مثل هيدروكسي كلوروكين وريمديسفير قد تسبب تلف القلب لدى بعض المرضى وتفاقم مشاكل القلب الموجودة مسبقًا في حالات أخرى.

 

ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث للتأكد بالضبط من كيفية تأثير الفيروس التاجي على وظائف القلب، كما أن المرضى الذين يعانون من COVID-19 هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمشاكل القلب.

 

 

ووفقًا لخبراء الصحة، يحدث هذا المستوى من الالتهاب بسبب ظاهرة تسمى «عاصفة السيتوكين»، والتي يظهر فيها الجهاز المناعي استجابة كبيرة جدًا ضد الفيروس، وبدلاً من مهاجمته بمفرده يصيب الخلايا المناعية الخلايا السليمة أيضًا، مما يحفز الالتهاب.

 

ويمكن أن تؤدي الاستجابة الالتهابية الكبيرة إلى وضع الكثير من الضغط على القلب، مما يجعله يعمل بجد لضخ الدم في جميع أنحاء الجسم بينما يحارب الجسم العدوى.

 

ما سبق دفع الدكتورة جويس إم أون هسياو مدير أمراض القلب السريرية في Yale Medicine للقول إنه: "فيما يتعلق بالقلب، عندما تكون هناك عاصفة سيتوكين، يمكن أن يؤدي زيادة السيتوكينات إلى التهاب عضلة القلب (التهاب)، ويمكن أن يؤدي إلى مشاكل في وظائفه وفشله".

 

ووفقًا لبحث نُشر في أواخر أبريل في مجلة Frontiers in Cardiovascular Medicine ، فإن هناك مجموعة متنوعة من الأسباب التي تجعل عدوى الجهاز التنفسي تلحق الكثير من الضرر بالقلب، بما في ذلك الالتهاب الواسع النطاق الذي تسببه العدوى، واحتمالية إصابة الفيروس مباشرة للجهاز القلبي الوعائي، والضغط العام الذي تضعه العدوى على أمراض القلب الموجودة مسبقًا.

 

أما المؤلف الرئيسي للدراسة شويانج زانج، أستاذ أمراض القلب في مستشفى كلية بكين يونيون الطبية في بكين، فقال إن هؤلاء الذين لديهم استجابة التهابية أكثر شدة يبدو أنهم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل قلبية خطيرة ولديهم خطر أكبر للوفاة من كورونا.

 

كما أظهرت بعض الأبحاث أن الفيروس التاجي قد يصيب القلب مباشرة، فيروس كورونا يصيب الجسم عن طريق مستقبل يسمى الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 أو ACE2، وتنتشر مستقبلات ACE2 في الرئتين، ومن هنا تظهر أعراض الجهاز التنفسي، ولكن هذه المستقبلات موجودة في القلب والأوعية الدموية أيضًا.

 

ووفقًا للدكتور جاك ولفسون، طبيب القلب المعتمد وزميل الكلية الأمريكية لأمراض القلب، يبدو أن الفيروس التاجي يدخل ويصيب خلايا القلب من خلال مستقبلات ACE2. وإذا كان القلب يواجه صعوبة أكبر في ضخ الدم إلى خلاياه بسبب فيروس كورونا، فقد تتلف خلاياه وقد يعاني الشخص من نوبة قلبية.

 

وبحسب دراسة زانج، فإنه يمكن للأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية)، والأدوية المضادة للفيروسات، والجلوكوكورتيكويد التي يتم تناولها أن تؤدي إلى تفاقم مشاكل القلب الكامنة ولها نتائج مميتة.

 

ولفسون قال: «تؤثر مضادات الالتهابات ومضادات الفيروسات على الجهاز المناعي وعضلة القلب بطرق عديدة مختلفة، قد يؤدي بعضها إلى إيقاعات قاتلة للقلب على المدى القصير أو تفاقم انتعاش القلب على المدى الطويل».

 

والأدوية المضادة للفيروسات التي يتم استخدامها تجريبيًا على مرضى COVID-19 يمكن أن تغير القنوات في خلايا القلب وتؤدي إلى عدم انتظام ضرباته، وفي هذه الأثناء، يجب على الأطباء توخي الحذر عند استخدام الأدوية المضادة للالتهابات والمضادة للفيروسات خاصةً في المرضى الذين يعانون من مشاكل قلبية أساسية.

 

ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث للتأكد بالضبط كيف يؤثر الفيروس التاجي على وظائف القلب، وأي المرضى هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمشاكل القلب.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة