صورة موضوعية
صورة موضوعية


حوار| وكيل «صحة الأقصر»: سجلنا أول إصابة بكورونا.. وتدخل الدولة السريع منع «كارثة»

محسن جود

الثلاثاء، 26 مايو 2020 - 07:09 م

 

- الأقصر أول محافظة سجلت الإصابة بكورونا وتدخل الدولة السريع منع كارثة

- لدينا 3 مستشفيات عزل على أعلى مستوى من الإمكانيات ونسبة الوفيات 5% من المصابين

- علاج 342 مصابًا في مستشفى العزل بإسنا و94 في المدينة الشبابية

- نراهن على وعي المواطن بالالتزام بالعزل وبالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة

 

أكد وكيل وزارة الصحة بالأقصر د. أحمد عبد الجواد، أن الدولة لم تقصر في محاصرة جائحة كورونا في محافظة الأقصر، فقد كانت المحافظة الأولى على مستوى الجمهورية التي ظهر فيها عدد كبير من المرضى، كانوا على متن الباخرة التي حملت 12 حالة إيجابية من السياح القادمين من أسوان.

وأوضح أن التدخل السريع من القيادة السياسية وأجهزة الدولة والاهتمام بعمل مسح شامل للموجودين على متن الباخرة واكتشاف زيادة عدد الحالات إلى 45 حالة، حال دون وقوع كارثة محققة، مشيرا إلى أن الأقصر زارها ما يقرب من نصف مليون سائح خلال الفترة من يناير إلى فبراير وحتى منتصف مارس والذين خالطهم فيها ما لايقل عن 11 ألف و500 مواطن أقصري.

يكشف وكيل وزارة الصحة في حواره لـ«بوابة أخبار اليوم»، جهود الأقصر في محاصرة المرض وآخر الإحصاءات والأرقام التي تهم المواطن وترد على الشائعات التي طالت كل شيء في الأقصر.

- بداية.. ما هي الإجراءات التي اتخذتها المحافظة لمواجهة الجائحة؟

كان لابد من التحرك السريع لمنع كارثة محققة، وعناية الله وحدها كانت السبب الرئيسي  لمحاصرة المرض إلى حد كبير، حيث بلغت نسبة الوفيات 5% من حالاات الوفيات على مستوى الجمهورية بالرغم من أن الأقصر سبقت كل محافظات مصر فى ظهور المرض وأنشأنا ثانى مستشفى لعزل المصابين على مستوى المحافظات وبها أعلى نسبة إستشفاء بين مستشفيات العزل كما أنشأنا مستشفيين أخريين عزل وفرنا فيها كل الستلزمات الطبية والعلاجية وراقبنا عن كثب كل الإجراءات الإحترازية والوقائية بالمؤسسات العلاجية بالمحافظة أخريين ولم يتبق لنا سوى تعاون المواطن معنا بحيث يكون فى حالة تحفز فأنا أريدهم الإلتزام بالعزل وبالتباعد الاجتماعي، ارتداء الكمامة في الشارع أو مكان العمل.
 

- وماذا عن آخر تطورات الحالات المصابة في المحافظة؟

مستشفى إسنا التخصصي المخصص لعزل مصابي فيروس كورونا، أعلن أمس عن خروج 20 من المصابين بعد تعافيهم وتماثلهم للشفاء، وذلك بعدما أظهرت نتائج التحاليل سلبية العينات التي تم أخذها منهم مرتين متتاليتين، وهو ما يؤكد تعافيهم من المرض، وذلك حسب بروتوكول منظمة الصحة العالمية.

- بداية العدوى بالفيروس في مصر كان من الأقصر.. حدثنا عن تفاصيل ما حدث؟

عند ورود الباخرة قادمة من أسوان كانت محملة بـ12 حالة إيجابية، وتم التعامل معها بمنتهى الحزم، حيث طالبت وزيرة الصحة بعمل مسح لكل الركاب والعاملين، فثبت إصابة 33 منهم بالمرض، وبالتالي كان في الأقصر 45 حالة إيجابية وفي مصر كلها 3 حالات فقط!

وضع الأقصر مختلف عن أي محافظة، فالمعروف أنه قبل ظهور جائحة كورونا كان لدينا نصف مليون سائح زاروا الأقصر في يناير وفبراير حتى منتصف مارس، وبالطبع كثير من هؤلاء كان لديهم العدوى، ولأن لدينا في الأقصر أكثر من 8 آلاف مواطن يعملون بالسياحة وأكثر من 3 آلاف مرشد سياحي، وبالتالي فإن لدينا على الأقل 11 ألفًا و500 مواطن ظلوا مخالطين لهؤلاء السياح الوافدين.

- وكيف تعاملتم مع هذه الجائحة؟

لأن الأقصر هي بداية ظهور المرض فكان لابد من التحرك السريع، وتدخلت القيادة السياسية لإجلاء الحالات الـ45 إلى مستشفى النجيلة بالإسكندرية، وبالفعل عملنا فرقًا طبية طافت جميع المراكب والفنادق السياحية وقمنا بعزل المركب لمدة 14 يومًا كما تم عزل 3 مراكب أخرى، وبالتالي ما تم من تحفظات في الأقصر منع ظهور أزمة كبيرة، فالواقع أن نسبة إصابتنا هنا في الأقصر تمثل 5% من إصابات مصر، مع الأخذ في الاعتبار أن الأقصر واجهت تحديات أكبر من أي محافظة في مصر.

- وهل تختلف الأقصر عن محافظات مصر السياحية؟

بالتأكيد المحافظات السياحية تختلف عن الأقصر التي هي عاصمة للثقافة، والسائح يتجول في كل مكان فيها يجوب القرى والنجوع ويزور المتاحف والعابد والمقابر في البرين الشرقي والغربي، ويجلس على المقاهي ويتجول في الشوارع ويستقل المراكب السياحية ويحتك أكثر بالمواطن، فنحن قبل أسوان والبحر الأحمر وجنوب سيناء، والأخيرتين محافظتين تشتهران بالسياحة الترفيهية في البحر ولا يوجد احتكاك مباشر بالأهالي، وأسوان أقل كثيرًا في البرامج وبالتالي الاحتكاكات وعدد السياح القادمين إليها.

الأقصر أكثر محافظات تشهد احتكاكا بين السائح والأهالي، فالطبيعي وطبقا للنظريات الحسابية والمتواليات العددية، أن يكون فيها عشرات الآلاف، ولولا يقظة الوزارة والمحافظة ودعمهم الكامل لنا والعمل الوقائي الذي أجريناه للمخالطين، وبالتالي نحن منعنا حدوث كوارث فالأحوال مستقرة وتسير في الأمور والمعدلات الطبيعية.

- كم تبلغ نسبة الوفيات الناتجة عن المرض؟

بالنسبة للوفيات فالإحصائيات تؤكد أن نسبة الوفيات لدينا أقل من 5% بالنسبة لمعدل وفيات مصر، رغم أننا أكبر محافظة تعرضت لمشاكل بالنسبة لفيروس كورونا، من حيث عدد المخالطين، ولكننا نراهن على وعي وثقافة المواطن والتزامه بالحظر وبآداب وتعليمات وزارة الصحة بالعزل المنزلي، وهو السبيل الأهم في التصدي لكورونا.

- كيف تفسر زيادة عدد الإصابات؟

في البداية يجب أن نوضح أن الأقصر متقدمة عن كل محافظات مصر في ظهور المرض، فنحن من أخذنا الإصابات قبل كل المحافظات، ثم أن عدد سكان المحافظة قليل ولا يقارن مثلا بمحافظات القاهرة والإسكندرية والقليوبية، وبالتالي عدد الإصابات يظهر بالنسبة لعدد السكان، كما أن الأقصر في الأسبوع العاشر بينما هناك محافظات في الأسبوع السادس أو السابع، وبالتالي المتوالية العددية بدأت لدينا مبكرًا، وهذا يفسر زيادة عدد الإصابات.  

- ماذا عن آخر إحصائيات المحافظة وتفاصيل الوضع الوبائي بها؟

تابعنا حتى الآن 4200 مخالط لمريض، و7500 قادمين من الخارج وذويهم، وأخذنا ما يزيد عن 5400 مسحة، ونسبة الإصابة عندنا 5%، وهذه نسبة قليلة، خاصة في ظل ظروف المحافظة باعتبارها مسجلة أول ظهور للعدوى.

فالوضع يسير وفق معدلاته الطبيعية، وهو وضع مستقر فليس لدينا طفرات أو وضع مخيف، فإجمالي حالات الشفاء بمستشفى إسنا حتى الآن 342 حالة من عدد الدخول البالغ 510، بخلاف الموجودين بالمستشفى حاليا، وفي المدينة الشبابية بالطود دخل 120 مريضًا خرج بسلامة الله 94، والباقي في الطريق.

- ماذا عن دوركم الرقابي على مستشفيات العزل؟

بالتأكيد الجولات الدورية على المؤسسات الطبية ومستشفيات العزل بمحافظة الأقصر مستمرة، لمتابعة انتظام العمل بالمستشفيات الثلاث الخاصة بالعزل، بالإضافة إلى مستشفى الحميات والتي تم ضم مركز تحيا مصر إليها مؤخرًا، وهي تعد مستشفى الفرز الوحيد بالمحافظة، أما مسشفيات العزل فهي مستشفى إسنا ومستشفى العديسات التخصصي للعزل إلى جانب المدينة الشبابية بالطود، والمرور عليها للتأكد من جودة الخدمات الطبية المقدمة للمرضى والاطمئنان على زيادة عدد الأسرة، داخل الأقسام وتوافر المستلزمات الطبية والغذائية والأدوات الوقائية للطاقم الطبي والتمريض، وكذلك مباشرة أعمال التطهير والتعقيم التي يتم القيام بها دوريًا للمبنى، والتأكد من توافر كافة المستلزمات الوقائية من كمامات وماسكات وقفازات وبدل واقية ومطهرات، وأغذية ووجبات طعام.

 

- كيف تتابع تطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية في المستشفيات والمؤسسات الصحية بالمحافظة؟

بالتأكيد نتابع بالمرور الدوري المستمر على كافة المستشفيات للتأكد من اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية اللازمة لمنع انتشار العدوى بفيروس كورونا المستجد، واتخاذ كافة الإجراءات الطبية للعاملين داخل المنظومة الصحية داخل المحافظة من خلال عدة لجان، وحتى الآن تم المرور على ما يقرب من ٤٥٠ منفذًا لبيع الأدوية والمستلزمات، ما بين صيدليات ومخازن أدوية ومراكز بيع المستلزمات الطبية.

وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية، وذلك بالتعاون بين فريق التفتيش الصيدلي بمديرية الصحة ومسئولي مباحث التموين بالمحافظة لتحرير المحاضر وتحريز المضبوطات من مستلزمات الوقاية ومكافحة العدوي مجهولة المصدر أو غير المسجلة بفواتير، كما تم ضبط كميات من المستلزمات الطبية الأخرى وتحرير محاضر، كما تم ضبط بعض الصيدليات تبيع أدوية ملحقة ضمن الجدول وبدون فواتير ودفتر قيد وتم التحريز واتخاذ كافة الإجراءات القانونية.

ووفرت إدارة الصيدلة بالمديرية جميع أصناف الأدوية المدرجة ضمن بروتوكول علاج مصابي فيروس Covid19، ومتابعة تسليم الكميات المطلوبة لمستشفى العزل بإسنا، حيث تعمل مخازن الأدوية بالمديرية والإدارات الصحية والمستشفيات على مدار اليوم وحتى ساعات متأخرة لتوفير كافة الأدوية المطلوبة، خاصة عند ظهور أول الحالات بالمحافظة وإعلان حاله الطوارئ بها.

- في النهاية.. ما هي رسالتك للمواطن الأقصري؟

أطالب المواطنين أن يكونوا في حالة تحفز أو حذر، والالتزام بالعزل والتباعد الاجتماعي، والابتعاد قدر الإمكان عن التجمعات، وارتداء الكمامة في الشارع أو مكان العمل، وبالطبع سنكون سعداء لو تم تطبيق هذه التحذيرات وبها يمكن محاصرة المرض أو الجائحة والقضاء عليها.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة