الضابط محمد نجيب
الضابط محمد نجيب


مشاعر إنسانية فى لحظات الوداع بين الملك فاروق والضابط محمد نجيب

شيرين الكردي

الخميس، 28 مايو 2020 - 05:16 م

اللقاء الأخير بين الملك فاروق ومحمد نجيب يرصده لنا الباحث الآثارى الدكتور حسين دقيل المتخصص فى الآثار اليونانية والرومانية فى دراسة وقد حدث ذلك يوم 26 يوليو 1952، حين قال الضابط محمد نجيب قائد ثورة 23 يوليو  "كان في نيتي أن أكون في وداع الملك فاروق عند مغادرته قصر رأس التين  لكن ازدحام الناس حولي عطل مروري، كما أن سائقي ضل الطريق وتوجه إلى ميناء خفر السواحل بدلًا من أن يتجه الى الميناء الملكي، وعند عودتنا إلى الطريق الصحيح، كان الملك قد توجه إلى مركب المحروسة منذ أربع دقائق، أي في السادسة تمامًا حسب الإنذار.

 

ويتابع الدكتور حسين دقيل بأنه بعد عزف السلام الملكي تقدم الملك إلى المحروسة، واختلطت أصوات المدافع بصوت بكاء الخدم والحاشية وأصر محمد نجيب على أخذ لنش حربى لوداع الملك فاروق فى المحروسة ولم يعبأ بتحذير على ماهر بأنه مهدد بإطلاق الرصاص عليه من أحد أتباع الملك فرد عليه "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا".

 

ويصف خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء لحظات الوداع على مركب الحروسة من خلال الدراسة حيث كان الملك فاروق ينتظر محمد نجيب الذى أدى للملك التحية العسكرية فرد عليها ومضت فترة سكون ثقيل كأنه جبل، فمن الصعب إنسانيًا أن تودع ملكًا كان يملك الكل ويحكم كل شئ قبل أيام قليلة وكان من الممكن أن يعتقل أو يقتل محمد نجيب الذى أحس أن هزيمة الملك فاروق كانت قاسية جدًا، كان ثمنها انهيار السلطة والنفي بعيدًا عن الوطن هكذا فكّر محمد نجيب بمشاعره الإنسانية .

 

وبعد فترة الصمت قال محمد نجيب للملك فاروق "أفندم أنت تعرف أنني كنت الضابط الوحيد الذي قدم استقالته في عام 1942 عندما حاصر الإنجليز قصر عابدين بالدبابات وأجبروا الملك فاروق على تعيين النحاس باشا رئيسًا للوزراء وكان نجيب يخدم في الحرس الملكي وقدم استقالته لعجزه عن حمايه الملك" قال: نعم أتذكر فقال محمد نجيب لقد كنت خجولًا للمعاملة التي تلقاها الملك في ذلك الوقت، قال الملك فاروق أعلم! قال نجيب كنا مخلصين للعرش في عام 1942 لكن أشياء كثيرة تغيرت منذ ذلك الوقت قال الملك فاروق نعم أعرف أن أشياءً كثيرة قد تغيرت.

 

ويتابع قلت: أنت تعرف يا أفندم انك السبب فيما فعلناه، وجاءت إجابة فاروق محيرة جدًا، وشغلتني طيلة حياتي قال: أنتم سبقتموني بما فعلتموه، فيما كنت أريد أن أفعل واندهش نجيب لهذا الرد ولم يجد شيئًا يقال فقدم للملك التحية العسكرية كما فعل الآخرون وتصافحا الاثنين وقال فاروق لنجيب أرجو أن تعتني بالجيش فهو جيش آبائي وأجدادي قال نجيب أعرف أن الكولونيل سليمان الفرنساوي هو الذي أسسه وهو الآن في أيدي أمينة فقال الملك فاروق لمحمد نجيب "ليس من السهل حكم مصر".

 

ويؤكد الدكتور ريحان أن هذا الحوار الإنسانى يستحق أن يسجل فى التاريخ وفى الكتب والحكايات والأعمال الدرامية خاصة ختام الحديث حين وقف القائدان الملك فاروق وقائد الثورة الضابط محمد نجيب يتصافحان فى ود مختلط بالمشاعر الإنسانية وفي احترام ووقار ثم وقف الملك وقال الآن يجب أن أمشي ومشي فاروق دون أن يرجع!! وعاد محمد نجيب إلى منزله وهو يفكر فى عبارة قالها له الملك فاروق "ليس من السهل حكم مصر" وهكذا نتعلم من التاريخ أن من يحكم شعب مصر رجل له مواصفات خاصة متفردة وهكذا كان يجب لشعب مصر فى تاريخنا المعاصر أن يختار الرئيس السيسى ليتخطى بشعب مصر أصعب مراحل تاريخه ليحافظ على كيان ووحدة وكرامة هذا الشعب صاحب التاريخ والحضارة التى علمت العالم كيف يكتب ويحكم ويدير ويهندس ويعالج ويؤسس أعظم حضارة على وجه التاريخ.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة