الإعلام في مصر القديمة 
الإعلام في مصر القديمة 


حكاية «الإعلام » في مصر القديمة

شيرين الكردي

الخميس، 28 مايو 2020 - 06:38 م

 

عرفت مصر القديمة الإعلام مبكرًا وإن لم يكن بالمسميات الحديثة، كما عرفت أنواعه وطرقه ووسائله من هذا المنطلق كانت دراسة الدكتور حسين دقيل الباحث المتخصص فى الآثار اليونانية والرومانية والذى يؤكد أن نبوغ المصرى القديم فى الإعلام وصلنا من خلال الإرث الخبري الضخم الذي سجلوه على جدران المعابد والمقابر والمسلات وأوراق البردي، والذي أظهر لنا كيف كانت الحياة السياسية والاجتماعية والدينية والاقتصادية خلال تلك الحقبة من تاريخ مصر.

ويشير الدكتور حسين دقيل إلى تنوع طرق وأساليب الإعلام في مصر القديمة، فهو فضلًا عن كونه كان محليًا ودوليًا، فقد تنوعت توجهاته ما بين رسمي، ومستقل، فالإعلام الرسمي؛ كان إعلامًا مركزيًا، تحكّم فيه الملك وقليل ممن حوله من الأمراء والنبلاء، الذين نقلوا للمواطنين ما أرادوا نقله من أوامر وأخبار. 

وقد ظهر ذلك واضحًا من خلال النقوش الموجودة على جدران المعابد والمقابر والمسلات، والتي صنعوا من خلالها هالة كبرى على الملك وحاشيته، مما جعل الشعب ملتزم بما جاء عن الملك!

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن الإعلام استخدم الدين كسلاح أساسي من أسلحته، فقد كان المصري القديم متدينًا بطبعه، ولذا فقد جاءت الرسالة الإعلامية من خلال الوسائل الدينية كالمعابد والمقابر، مما جعلها رسالة مقدسة لدى أبناء الشعب الذين استجابوا لها؛ اعتقادًا منهم بأنهم يعملون بذلك على إرضاء الرب، وهي رسالة كانت في أغلبها عبارة عن أوامر وتعليمات تدفع المواطنين نحو الإذعان والخضوع للملك وللكهنة؛ الذين كان لهم دور بارز في التزام الشعب بما ينادي به الملوك. 

ويضيف الدكتور ريحان من خلال الدراسة إلى ظهور أنواع أخرى من الإعلام في مصر القديمة غير الإعلام الرسمي، منها الإعلام المستقل الذى ظهر واضحًا من خلال النقوش التي وُجدت في المقابر الخاصة بكبار القوم، كما ظهر أيضا من خلال الرسائل والوصايا التي حملتها أوراق البردي لعددًا من الوزراء والحكماء، وقد دارت تلك النقوش حول بعض الحِكم والآداب والنصائح الدينية والدنيوية التي يجب أن يلتزم بها المواطنون كي يكونوا أسوياء، وقد جاءت في مجملها في صورة أدبية رائعة.

وينوه الدكتور ريحان إلى حكاية الفلاح الفصيح التي وردت في بردية تُؤرخ بالعهد الإهناسي، إبَان حكم الأسرة الحادية عشر عام 2200 ق.م تقريبا، ولا تزال محفوظة في المتحف البريطاني بلندن حتى الآن. وهي تصور لنا ثورة رجل فقير على موظف حكومي جشِع؛ سلبه حقه في عصر الملك "نب - كاو - رع - خيتي الثاني"، ولا يعود الفلاح إلى بيته إلا وقد أخذ حقه السليب وزيادة.

ويتابع بأنه علاوة على الإعلام المحلي في مصر القديمة فقد وجد نوع من الإعلام الدولى تجاوز القطر المصري حتى وصل للعديد من دول الجوار جنوبًا وشرقًا وغربًا، حيث وجدت هناك في بلاد النوبة وإثيوبيا وفلسطين وسوريا وليبيا وغيرها من الدول؛ نقوشًا قديمة تحمل الكثير من أخبار مصر خلال تلك الفترات.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة