صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


المصري القديم يغازل محبوبته بنجمة «سوبدت» وزهرة اللوتس

شيرين الكردي

الجمعة، 29 مايو 2020 - 07:22 م

برع المصري القديم في استخدام لغة الرمز خاصة المستمدة من الطبيعة ووصف محاسن المحبوبة بالنجمة المميزة وزهور اللوتس ومن هذا المنطلق كانت دراسة الباحثة زينب محمد عبد الرحيم المتخصصة في الفولكلور والثقافة الشعبية عن الغزل في مصر القديمة.

وتشير الباحثة زينب محمد عبد الرحيم إلى تشبيه المصري القديم لمحبوبته بالنجمة التي يتطلع إليها جميع المصريين بكل لهفة وشوق كل عام فهي نجمة (سوبدت) أو الشعري اليمانية كما يسميها العرب والتي كان ظهورها يُبشر بقدوم الخير والنماء متوافق مع قدوم فيضان النيل المُبارك مبشرًا بالعام الجديد كما وصف العاشق لون شعر المحبوبة بسوادهِ القاتم وشبّه ذراعيها بالجمال والنعومة وأصابعها بزهور اللوتس النضرة المتفتحة كما ارتبطت قصائد الغزل دائمًا بالإلهة حتحور.

وتنوه الباحثة زينب محمد عبد الرحيم إلى بردية عُرفت باسم شستربيتى الأولى كُتبت بالهيراطيقية وحُفظت في المتحف البريطاني تشتمل على عدة موضوعات مُختلفة منها صراع حورس وست  ورسائل مديح في الملك رمسيس الخامس , أمّا أكثر ما يميز هذه البردية تلك المجموعات الثلاث الخاصة بأشعار الغزل والتي تُعد من أكثر الأشعار وضوحًا واكتمالًا من الناحية الكتابية والجدير بالذكر أن بردية شستربيتي سُميت بهذا الاسم نسبة إلى رجل الأعمال الذي قام بشرائها واقتناؤها وقبل وفاته تبرع بها إلى المتحف البريطاني و قام علماء الآثار والترميم بفك لفائف البردية و ترجمة فحواها.

ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بمناطق آثار جنوب سيناء الضوء على أشعار بردية شستربيتى 
الوحيدة الأخت التي ليس هناك صنوها
الأكثر جمالًا من جميع النساء
انظر فهي مثل نجمة سوبدت المشُرقة
في مُستهل عام سعيد
المنُيرة المبُهجة واضحة الطبائع
جميلة العيون حينما تنظر
حلوة شفتاها حينما تتحدث
لازورد حقيقي شعرها
 وذراعها يفوق الذهب
أصابعها مثل زهور اللوتس 
فاتنة الردف نحيلة الخصر
تنُم ساقها عن جمالها
جميلة المشية عندما تخطو على الأرض 
سلبت قلبي في قبضتها
وجعلت جميع أعناق الرجال 
تتلفت عند رؤيتها
فالسعادة كلها لمن يضمها
فهو سيصبح كسيد العاشقين .

ويتابع الدكتور ريحان من خلال الدراسة بأن الفنان المصري القديم صوّر المرأة على الجدران بمظهر ممشوق ورشيق فيما يُعرف بالمثالية ومزج في أشعاره بين عناصر الطبيعة والرموز الدينية والأسطورية حتى يصنع صورًا وأوصافًا لتجليات المحبوبة التي شُبهت بإلهة الجمال والنجمة وغيرها من أسمىّ وأرقى الصفات المحسوسة وأيضًا التي لا يستطيع بشر أن يمسها أو أن يراها عن قرب بل تهّل الأعياد بقدومها فاتخذت المحبوبة طابع التقديس في هذا النوع من الغزل وفي مواضع آخري يُعبر عن مفاتن المحبوبة بكل عنفوان وجرأة كاسرًا كل الحدود ليعبر عن اندفاعاته العاطفية والوجدانية معبرًا عن كل مواطن الجمال والتي تعد من أقدم المحاولات التي عرفها الإنسان في التعبير عن مشاعره في أبيات لها طابع القصائد الشعرية و الغنائية.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة