صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


«سيناء» واحة الأمان للرهبان هروبًا من بطش الرومان 

شيرين الكردي

الخميس، 04 يونيو 2020 - 03:25 ص

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة أن الرهبان منذ القرن الرابع الميلادى وجدوا ضالتهم فى سيناء كواحة للأمان والبركة والجمال حيث التبرك بالأماكن المقدسة بجبل الشريعة والأماكن التى مر بها نبى الله موسى عليه السلام والأماكن التى مرت بها العائلة المقدسة وتوافر مواد البناء من أحجار مختلفة جرانيتية ورملية وجيرية وطمى ناتج عمليات السيول فى سيناء استخدمت فى بناء القلايا (مكان تعبد ومبيت الراهب) والكنائس والأديرة كما كان الطريق آمنًا أمام الراغبين فى حياة الرهبنة بسيناء وكانت طبيعة المكان المنعزل مناسبة لحياة الرهبنة  وتوفر مصادر المياه من عيون طبيعية وآبار وأمطار ونبات وكثرة أودية سيناء التى ساهمت فى سهولة الاتصال بين المجتمعات الرهبانية.

 

ويضيف د. ريحان أن بعثة آثارمنطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية منذ استرداد سيناء كشفت عن منشئات الرهبنة بسيناء بمراحلها الثلاث المتعارف عليها فى العالم كله بمنطقة طور سيناء بوادى الأعوج 9كم جنوب شرق مدينة طور سيناء وقرية الوادى 5كم شمال المدينة وتمثل المرحلة الأولى الرهبنة التوحدية أو الراهب المتوحد وهى مرحلة الفرد المنقطع للعبادة الذى يتخذ صومعة خاصة به يغلق عليه باب إما بمفتاح أو بواسطة حجر وكانت الصوامع قريبة من بعضها ومن يدخل على المنقطع يعلن قدومه بالنقر على الباب عدة مرات وقد  كشف عن العديد من هذه الصوامع  المنفردة بجنوب سيناء منذ القرن الثالث الميلادى وبمنطقة وادى الأعوج صومعتين تعودا للقرن الرابع الميلادى 

ويشير د. ريحان إلى المرحلة الثانية وهى مرحلة الكينوبيون وهى مرحلة التوحد الجماعى والتى تعتبر تطورًا طبيعيًا لمرحلة التوحد ومقدمة حتمية للمرحلة الثالثة وهى الديرية وهى الصورة البسيطة للتجمع الرهبانى حيث يقيم عددًا من المريدين والنساك فى منشآت فردية وهى اللافرا ثم يجتمعوا أيام الأعياد ويومى السبت والأحد فى مكان عام للخدمات والطعام وكشفت منطقة جنوب سيناء نموذجًا لهذه المرحلة بوادى الأعوج وتمثل هذه المرحلة منتصف الطريق بين الناسك المتوحد والراهب الذى يعيش حياة مشتركة.

 

وينوه د. ريحان للمرحلة الثالثة وهى النظام الديرانى الكامل الذى وضع أسسه القديس باخوميوس فى القرن الرابع الميلادى حيث وضع لهذه الحياة الرهبانية نظمها وطرائقها فى صورتها الجماعية وفى بداية القرن الخامس الميلادى وجدت الأديرة فى كل الأجزاء الشرقية من الإمبراطورية البيزنطية ومنها مصر وكانت فى البداية عبارة عن مجموعة من القلايا تخدم مجموعة من الرهبان واختلفت الأديرة فى التخطيط طبقًا للتقاليد الرهبانية وتعاليم البناء المحلية ويشمل الدير قلايا  وكنيسة أو عدة كنائس وحجرات ضيوف والمطعمة.

 

ويوضح الدكتور ريحان أن المرحلة الثالثة تجسّدت فى دير الوادى بطور سيناء الذى بناه الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى فى نفس توقيت بناء دير سانت كاترين من الحجرالجيرى والرملى المصقول والمشذب جيدًا وهو الدير الوحيد بسيناء الذى يحتفظ بكل عناصره المعمارية من القرن السادس الميلادى حتى الآن حيث أن دير سات كاترين أضيفت عليه عدة تجديدات وتخطيط الدير مستطيل92 م طولاً 53م عرضاً له سور دفاعى عرضه متر ونصف ويدّعمه ثمانية أبراج مربعة ويحوى أربعة كنائس ومعصرة زيتون من حجر الجرانيت الأسود وبئر للمياه اسطوانى الشكل ومطعمة ورحى لطحن الحبوب يجاورها فرن مستدير لعمل الخبز ويحوى الدير 96 حجرة تقع خلف سور الدير على طابقين وهذه الحجرات بعضها قلايا للرهبان والأخرى حجرات للمسيحيين الوافدين للدير للإقامة فترة بالدير وزيارة الأماكن المقدسة بالطور قبل التوجه إلى دير سانت كاترين أمنين فى رحلتهم المقدسة إلى القدس عبر سيناء.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة