مصطفى عدلى
مصطفى عدلى


بدون ازعاج

وباء كورونا

مصطفى عدلي

الخميس، 04 يونيو 2020 - 05:54 م

الان اروى لكم عن بشاعته، لقد سقطت أمامه الشجاعة الزائفة، رحلت من جبروته معانى الإنسانية، غادرت بطولات الشباب، غابت حكمة الشيوخ، هنا الكل وقف عاجزا، الطبيب والمهندس والعامل، صرخ الولد، لم يعد يقدر، كلماته ابكت كل من حضر، طلب ان يكرمه، ان يمنحه السكينة، ان يجعله يرقد فى سلام، لقد كان يمثل كل شيء الأب والصديق والأخ، هنا الكل تنحى على غير العادة، الخوف ألقى بظلاله على الجميع، هتف الولد : ارجوكم لا تتركوا والدى يعانى، اريد ان ينام فى سكينة لكن لا ادرك الطريقة، دموعه لم تشفع، استسلم للحقيقة، طلب فقط المعلومة التى يجهلها عن كيفية تغسيل الموتى، وقتها قرر ان يرد له الجميل بعد ان تخلى عنه الأهل والأقارب والجيران، هنا دخل عليه وحيدًا ليضع الماء على جسده فى كابوس مؤلم، قبل رأسه وطلب منه السماح، خرج للجمع هتف بحرقة : ارجوكم اجلسوا فى بيوتكم، النهاية مريرة والواقع مفزع، والمرض لعين، هنا اكتب لكم عن لحظات صادمة وقفت فيها عاجزا وشاهد عيان امام بيت احد الجيران الذى أنهى وباء كورونا رحلته فى الحياة ولم يرحمه حتى بعد الموت.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة