جانب من المظاهرات ضد راشد الغنوشي
جانب من المظاهرات ضد راشد الغنوشي


مساءلة «الغنوشي».. تكشف الوجه المشبوه لعلاقة الإخوان بالميليشيات في ليبيا

صابر سعد

الجمعة، 05 يونيو 2020 - 12:26 م

كثيرة هي التحركات المشبوهة لحركة النهضة التونسية، التابعة لجماعة الإخوان، لكن الزخم الذي شهدته تونس أثناء مساءلة رئيس البرلمان راشد الغنوشي في مجلس نواب الشعب على خلفية اتصاله برئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج وتهنئته بسيطرة قواته على قاعدة الوطية العسكرية في شهر مايو الماضي، ساهم في تعرية تلك الحركة ليس أمام الشعب التونسي فحسب بل أمام العالم بأسره.

صحيح أن البرلمان التونسي، أسقط لائحة تقدم بها "الحزب الدستوري الحر" من أجل إلزام مجلس نواب الشعب برفض التدخل العسكري في ليبيا والتزام تونس بمبدأ الحياد، إلا أن تلك المساءلة كشفت للشعب العلاقة المشبوهة بين حركة النهضة والميليشيات الإرهابية التي تعيث في ليبيا فسادا.

النقاش الذي دار في البرلمان التونسي خلال جلسة مشحونة امتدت لأكثر من 20 ساعة من الأربعاء حتى فجر الخميس، تمحور حول الدبلوماسية النشطة لرئيسه الغنوشي، التي اعتبرت تعديا على صلاحيات رئيس الجمهورية قيس سعيد.

وظهر الجدل في نهاية مايو الماضي، بعدما هاتف الغنوشي رئيس حكومة طرابلس في ليبيا فايز السراج "مهنئا" بسيطرة ميليشسات طرابلس على قاعدة الوطية الجوية التي غادرها الجيش الوطني الليبي لأغراض تكتيكية. 


نائبة تونسية للغنوشي: قياداتكم إخوانية ومصنفة إرهابية عالميا


شنت رئيسة الحزب الدستوري الحر والنائبة في البرلمان التونسي، عبير موسي، ليل الأربعاء الخميس، في جلسة مساءلة رئيس البرلمان راشد الغنوشي هجوما شديدا ووجهت له اتهامات خطيرة.


وقال النائبة التونسية للغنوشي خلال جلسة جدلية ساخنة: "قياداتكم إخوانية ومصنفة إرهابية عالميا. النهضة أكبر خطر على تونس"، ووجهت عبير موسى هجومها للغنوشي قائلة: "لا يشرفنا أن تكون على رأس البرلمان،. أنتم تنتمون لتنظيم الإخوان الذي بث الفتنة في تونس وأعاد سياسات الاغتيالات".

وتابعت رئيسة الحزب الدستوري الحر  للغنوشي: "أنت كذبت على التونسيين أكثر من مرة"، وتساءلت أمام أعضاء البرلمان التونسي "كيف دخلت (الغنوشي) لتونس ولم تمثل أمام المحكمة رغم الأحكام الصادرة بحقك؟".


احتجاجات ضد الغنوشي


وشهدت ساحة باردو في العاصمة تونس، يوم الاثنين، وتحديدا أمام مقر البرلمان، تحركا احتجاجيا نفذه عدد من النشطاء والسياسيين أطلق عليه "اعتصام الرحيل 2".


واحتشد في الاحتجاج ما يقدّر بـ 200 شخص يتقدمهم الناشط الحقوقي عماد بن حليمة، وفق ما سمحت به السلطات التونسية، لإعلان الانطلاق الشكلي لهذا الاعتصام على أن يشهد انطلاقة فعلية في فترة ما بعد الحجر الصحي الموجه الذي فرضته الحكومة التونسية.
وتواصل التجمهر لمدة ساعتين وتم خلاله ترديد العديد من الشعارات، من بينها دعوة رئيس البرلمان راشد الغنوشي إلى التنحي عن رئاسة البرلمان.

 

انقلب السحر على الساحر


الفضائح" التي بدأت تتكشف من داخل حركة النهضة على ألسنة مسؤولين فيها، من بينهم عبد الحميد الجلاصي الذي قال إن "حركة النهضة ترى الوطن عبارة عن غنيمة"، وكذلك رياض الشعيبي، صندوق أسرار الغنوشي، الذي طلب من الغنوشي الانسحاب ومغادرة المشهد السياسي.

 

إخوان تونس.. اتهامات بتحركات لدعم الإرهاب التركي في ليبيا

وفي الـ20 من مايو الماضي، أدانت 7 أحزاب سياسية تونسية، الاتصال الهاتفي بين رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي، ورئيس حكومة الوفاق فايز السراج ودعت رئيس الدولة للرد على مواقف رئيس البرلمان.


 وأصدرت سبعة أحزاب سياسيّة تونسيّة وهي التيّار الشعبي، وحزب العمّال، وحركة تونس إلى الأمام، والحزب الاشتراكي، والحزب الوطني الديمقراطي الاشتراكي، وحزب القطب، وحركة البعث، بيانا مشتركا عبرت فيه عن "إدانتها للاتصال الهاتفي، الذّي أجراه الثلاثاء، الغنوشي، مع السرّاج.

واعتبرت هذه الأحزاب ذلك تجاوزا لمؤسّسات الدولة وتوريطها لها في الصراع الليبي إلى جانب جماعة الإخوان وحلفائها، كما طالبت رئيس الجمهوريّة بالرد على ما ورد من مواقف من قبل الغنوشي وهي مواقف تصب في خانة الاتّهامات الموجّهة لتونس بتقديم الدعم اللوجستي لتركيا في عدوانها على ليبيا.

ودعت هذه الاحزاب القوى والمنظمات الوطنية لـ"اتخاذ موقف حازم" تجاه الغنوشي وجماعته، الذين "يحاولون الزج بتونس في النزاع الليبي وتوريطها مع الاحتلال التركي وهو ما يشكل خطرا كبيرا على تونس والمنطقة"، وفق نص البيان المشترك، وأكّدت هذه الأحزاب رفضها للأدوار، التّي يقوم بها رئيس حركة النهضة باسم مجلس نواب الشعب في الخارج معتبرة أنّ مصلحة التنظيم العالمي للاخوان المسلمين تهمّه قبل مصالح تونس وشعبها وهو ما "يشكّل تهديدا للأمن القومي لتونس".
 

وسبق أن أبدت أحزاب تونسية اعتراضها على "تحركات واتصالات غامضة ومخالفة للقوانين"، يقوم بها الغنوشي ويتعدى بها على دور رئيس الجمهورية ووزير خارجيتها، وكان من بينها زيارته لتركيا في يناير الماضي ومقابلته لرئيسها رجب طيب أردوغان، وكذلك اتصالاته بأعضاء جماعة الإخوان في ليبيا.

ويرى مراقبون، أن حركة النهضة، والتي تمثل أحد أذرع جماعة الإخوان في تونس، تحاول الاتصال بالرئيس التركي الداعم الأكبر للميليشيات الإرهابية في لبيا، من أجل تنفيذ أجندة مشبوهة تقوض استقرار ليبيا والعرب.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة