الدكتور وليد هندي استشاري الطب النفسي
الدكتور وليد هندي استشاري الطب النفسي


طبيب نفسي: التنمر أحد أسباب عدم اعتراف مريض الكورونا بإصابته

بوابة أخبار اليوم

السبت، 06 يونيو 2020 - 06:38 م

كتبت: نسرين العسال

أكد الدكتور وليد هندي استشاري الطب النفسي، أن عدم اعتراف مريض الكورونا بإصابته بالفيروس يعد من أحد أمراض الطب النفسي ويسمى "مرض الوصمة".


وأوضح أن "مرض الوصمة" يشعر خلاله الشخص المصاب باضطرابات نفسية تجاه مرضه أو مشكلته النفسية خوفا من تعرضه للمضايقات والتنمر، مما يؤثر بشكل كبير على مشاعر الشخص من حرج وخوف، وهذا الأمر ما يجعله ينكر حقيقة مرضه الذي يؤدي في بعض الأحيان إلى تراجع النتائج المرجوة من العلاج.

وأضاف أن الرفض الاجتماعي لأشياء معينة على سبيل المثال أن يشار إلى المريض بأنه إنسان معتل أو انه مصدر ناقل للعدوى لذلك يعتبر شخص يتأثر بالشائعات التي تدور حوله بصورة كبيرة مما يؤثر على جودة الحياة والتواصل الإنساني وشبكة العلاقات  بالنسبة له أو بالنسبة للمحيطين له لأن الناس لا تتجنبه بمفرده وإنما تتجنب زوجته وأولاده وكل من يتعامل معه إلى جانب نظرات الآخرين له والشعور بالخزي والعار مما يدفعه إلى التكتم الشديد وعدم التصريح بحقيقة إصابته بكورونا إلى جانب أنه حيانا يخشى من الإبلاغ عنه بأنه مريض كورونا وخطر على المحيطين به لأنه يشعر بانتزاعه من بيئته الأصيلة وافتقاده للبيئة الاجتماعية التي يعيش فيها سواء أسرته أو من يقيم معهم والده أو والدته وبعد ذهابه إلى المستشفى للعزل لمدة 14 يوما يعيش فيها بعيدا عن الأسرة وافتقاده للمنظومة الاجتماعية ما يزيد من عمق المشكلة لديه خاصة إذا كان في الأساس لدية خبرات مؤلمة بالمستشفيات على سبيل المثال وفاة أحد من معارفه قريبا وهو ما يسمى بالخروج عن السيطرة الذاتية وهو شعور نفسي بأنه يسلم نفسه لشخص أخر بمعنى التخلي الإجباري عن القوة الفطرية أو الذاتية بداخله.. وحتى لا يسيطر عليه أحد سواء كان من فريق طبي أو من مجتمع فيبدأ من هنا في إخفاء إصابته بالفيروس ويقاوم إحساسه بأنه لا يريد الموت بعيد عن أسرته ومحبيه.

وتابع: أحيانا يتولد شعور لدى المصاب بالأمل وأن المرض بسيط ويمكن التغلب عليه بسهولة وهذا أحد أسباب كتمانه للمرض بالإضافة إلى أن ثقافة المصرين عن الموت لها دور في هذا بترديد بعض الأقاويل مثل "أنا عايز أموت على سريري" أو "عايز أتستر قبل ما أموت" من منطلق انه إذا توفى فلا يريد أن يعرف حد بحقيقة مرضه.     

وينصح الدكتور وليد هندي استشاري الطب النفسي، بضرورة تقديم الدعم للمصاب بالفيروس وعدم التنمر به أو أسرته مع تشجيعه على ضرورة الإعلان عن إصابته واتخاذه الإجراءات الاحترازية والعلاج اللازمة حتى لا يتسبب في نقل الفيروس إلى آخرين.
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة