خـالد مـيرى
خـالد مـيرى


نبض السطور

من القاهرة إلى طرابلس

خالد ميري

السبت، 06 يونيو 2020 - 07:41 م

مصلحة الشعب الليبى ووحدة وسلامة الأراضى الليبية.. كانت وستظل الهدف الوحيد الذى من أجله تتحرك القاهرة وتبذل كل جهودها.
مصر لا تبحث عن غنيمة أو موطئ قدم.. لا تبحث عن مصلحة خاصة على حساب الأشقاء.. وليبيا كانت وستظل جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى.
إعلان القاهرة الصادر بالأمس مبادرة إضافية واستباق لأحداث ساخنة.. هى مبادرة «ليبية - ليبية» وحجر أساس لحل أزمة طالت واستفحلت، مبادرة تعتمد على كل الجهود الدولية وآخرها مقررات مؤتمر برلين كأساس لحل الأزمة.. بخطوات تنفيذية واضحة للمسارات السياسية والأمنية والاقتصادية، بما يحفظ وحدة وسلامة الأراضى الليبية واستقرارها، وبما يستكمل أعمال اللجنة العسكرية (5+5) بجنيف برعاية الأمم المتحدة.. مبادرة هدفها استعادة الدولة الليبية لمؤسساتها الوطنية، وسيطرة الدولة على كل المؤسسات الأمنية ودعم الجيش الوطنى ليقوم بدوره فى مكافحة الإرهاب، مع التأكيد على خروج المرتزقة الأجانب من ليبيا وتفكيك الميليشيات وتسليم أسلحتها.
الزعيم عبدالفتاح السيسى وهو يعلن مبادرة القاهرة أمس كان واضحا وهو يؤكد أن هدف مصر هو ارساء دعائم الأمن والاستقرار بالجارة الشقيقة، والتوزيع العادل للثروات الليبية على الشعب الليبى ومنع التدخلات الخارجية التى تبحث عن مصالحها على حساب الأشقاء.
كان واضحا وهو يحذر من إصرار أى طرف على الاستمرار فى البحث عن حل عسكرى للأزمة الليبية.. الرئيس خاطب العالم بأكمله بالأمس والرسالة وصلت للجميع.
إعلان القاهرة صدر بحضور وموافقة المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبى المنتخب من الشعب بأكمله والمشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطنى الليبى، الضيفان أكدا تقديرهما الكامل لدور مصر وزعيمها، وكان كلامهما واضحا وهما يحذران من التدخلات التركية فى ليبيا.. تركيا التى لا تبحث إلا عن مصالحها ولو على جثمان الشعب الليبى العربى الشقيق، تركيا التى تواصل إرسال الإرهابيين إلى ليبيا بعد أن قاموا بتخريب سوريا.. تركيا التى تبحث عن استعادة إمبراطورية لم تقدم للدول العربية إلا 500 عام من الخراب والموت والجهل.
لا أحد يختلف على خطورة الوضع الراهن فى ليبيا، والذى تمتد تداعياته إلى كل دول الجوار الليبى والإقليمى والدولى، ورغم جهود كثير من الدول لإيجاد حل مناسب للأزمة.. فإن التدخل التركى وممارسات بعض الأطراف تحاول إغلاق الباب أمام الحل ليظل الصراع مفتوحا بلا نهاية.. والخاسر هو الشعب الليبى.
تحلى المستشار عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر بالمسئولية والحس الوطنى، ليتم التوصل لإعلان القاهرة كمبادرة سياسية مشتركة شاملة لإنهاء الصراع، هى لحظة مهمة وإذا صدقت النوايا ستكون بداية حقيقية لعودة الحياة الطبيعية والأمنية إلى ليبيا.
القاهرة دوما تحاول استباق الأحداث وإطفاء النيران المشتعلة فى الجسد العربى.. وإعلانها بالأمس هو فرصة حقيقية جديدة لوأد الفتنة، ليبدأ وقف إطلاق النار غدا وتنطلق عملية سياسية شاملة للحل لا تقصى أحدا ولا تستثنى أحدا.
هذه فرصة حقيقية للأمن والسلام تقدمها القاهرة إلى طرابلس بقلب شقيق وصديق.. فرصة لعودة ليبيا كما نعرفها.. فرصة للشعب الليبى ليستعيد وطنه، وهو قادر على أن يستعيده.

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة