احمد شلبي
احمد شلبي


كلام على الهواء

لقاح الحرية

أحمد شلبي

الأحد، 07 يونيو 2020 - 07:08 م

فى الوقت الذى تتسارع فيه معامل البحوث العلمية من أجل الوصول إلى علاج أو لقاح لكورونا تطل علينا أم الكبائر «أمريكا» بالتطرف والعنصرية وقتل مواطنيها من أصول أفريقية. هذه الحادثة المسماة «لا استطيع أن أتنفس» لبطلها فلويد الذى جثا عليه شرطى أمريكى أبيض بركبتيه على عنقه ليست الأولى فى تاريخ القارة الأمريكية الشمالية ولن تكون الأخيرة.
العنصرية تجرى فى الدماء الأمريكية والمؤسسات التى منوط بها أن تحافظ على المساواة بين شعبها ومحاسبة العنصريين هى التى تقدم وتمارس أبشع أنواع التفرقة وتعطى لنفسها حق القتل وليس الدفاع عن النفس. لا أجد غرابة أن منظمات حقوق الإنسان الأمريكية صمت الآذان وحجبت البصر عن رؤية مشاهد العنصرية وحقوق الإنسان.. فى الوقت الذى تسلط فيه الضوء على الدول الفقيرة والنامية وتطلق سهامها بانها لا تحافظ على حق الإنسان وحريته. إنها منظمات ليست مسيسة وإنما هى عنصرية تخدم سيدها الذى يدفع لها ويدفعها لتحقيق أجندته اللا إنسانية من أجل تحقيق أهدافه.
كنت أظن أن كورونا التى أصابت الكثير وأودعت المقابر الكثير سيكون درسا إنسانيا للعالم ليتعلق بالعلم والأخلاق فقط ويترك العنصرية والدمار وأسلحته الفتاكة ويقدم رسالة إنسانية للعالم الأمى والفقير ليأخذ بيده ولكن يبدو أن السياسات الاستعمارية مازالت قائمة والسيطرة على العالم وتجنيده لخدمة الدول العظمى هى الهدف الأول والأخير وليرحل من يرحل من ضحايا كورونا دون عظة أو حذر.
تعددت الأسباب والموت واحد وانعدام الضمير واحد فمازالت الدول التى تحيك المؤامرات لدول أخرى مرتدية لباس الجماعات المتشددة تصر على استمرار عملياتها مهما كلفها ذلك من اثمان باهظة ومازالت هذه الجماعات لم تنقِ فكرها وتنفض تراب الزيف الجهادى عنها وكأن شيئا لم يحدث على الخريطة العالمية.
الفقر مازال يضرب جنبات الكرة الأرضية والأطفال مازالوا جياعاً مرضى لم تمتد يد العون لهم والدول النامية تدفع فاتورة كورونا من استقرارها الاقتصادى والاجتماعى بلا ذنب لحين معرفة من السبب الرئيسى فى نشر الوباء. انعدام الاخلاق وان السياسة مصالح فقط حتى وان كانت فوق رقاب العباد مازالت تبحث عن لقاح الحرية لينقذ البشرية من أساطين الدمار والعنصرية ويعمق الفكر والعلم لنهضة الشعوب حتى يعم السلام والرخاء جنبات الكرة الأرضية.
«ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا».

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة