إيمان أنور
إيمان أنور


مصرية أنا

كورونيات !

إيمان أنور

الأحد، 07 يونيو 2020 - 07:11 م

منذ بدأ انتشار فيروس كورونا والعالم كله يعيش حالة غير مسبوقة تشهدها الإنسانية لأول مرة.. حالة مشحونة بمشاعر متناقضة بين اليأس كلما تابعنا عدد المرضى والوفيات المتصاعد يوما بعد يوم جراء الإصابة بالفيروس مع عدم توافر الدواء (الحقيقى) والتوصل إلى لقاح وعلاج قبل عام او اكثر على اقل تقدير..
والأمل فى النجاة بأنفسنا بالعزلة والوقاية بالمطهرات.. والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى ان يعفو عنا ويرفع البلاء..
حالة من الخوف والذعر تنتابنا بمزيج من الحزن والألم كلما شاهدنا جثامين المتوفين مغلفة بأكياس محكمة الغلق لتوارى مثواها الأخير فى صمت بعيدا عن طقوس الصلاة وتلقى واجب العزاء من الأهل والأصدقاء والمعارف.. شدة وعثرة أظهرت معدن أناس نبلاء يفتحون مقابرهم لاستقبال شهداء المرض وهم لايمتون لهم بصلة.. واخرون جبناء انذال عديمو الانسانية يتجمهرون ويتظاهرون رافضين دفن بنت بلدتهم الطبيبة فى قريتها !!.. وابناء قست قلوبهم وتحجرت يرفضون استلام جثة والدتهم المتوفاة خوفا من الإصابة بالعدوى !!.. وبسطاء يخشون الإعلان عن اصابتهم بالمرض وكأنه سبة او عار او جريمة.. واخرون يستسلمون للقدر بعد فوات الاوان..فينتصر المرض على اجسادهم الضعيفة ويصبحون فريسة سهلة تودى بحياتهم..
حربًا ضروسًا تقودها البشرية ضد عدو مجهول لاتراه العين عجزت أمامه الاكتشافات والتقدم العلمى والتكنولوجيا وأظهرت تهاوى وخلل أنظمة صحية لدول متقدمة.. وفقد بعضها الاخر لمكانتها وقدرها وتثمينها فى اعيننا.. فلم تعد امريكا حلمًا ولا أوروبا ملجأ ومقصدًا لهجرة.. انقلبت الموازين رأسًا على عقب.. وتاهت البوصلة.. وبات العالم كله يقف على أطراف أصابعه.. كاتم الأنفاس.. وظهر من يعطى الأولوية الاولى للعلوم والطب وتوارت قيمة ترسانات الأسلحة العادية والكيماوية والبيولوجية وهناك من تقرب إلى الله بالدعاء والاستغفار..
يا كورونا ماذا تبتغين ؟.. هلاكنا ام استفاقتنا من غفوة زمان بات فيه الانسان جبارا جاحدا ؟!....
رغم كل ذلك يحدونى تفاؤل ان بعد العسر يسرا..وان فرج الله قريب.. هو العزيز الحكيم الرؤوف بعباده..

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة