عاطف زيدان
عاطف زيدان


كشف حساب

زمن «الكمامة»

عاطف زيدان

الأحد، 07 يونيو 2020 - 07:13 م

لم يكن اشد المتشائمين يتوقع أن يأتى يوم نتخفى فيه جميعا خلف «كمامة»، وسط عالم يعج بكل ماهو مرعب. وفيات وإصابات بفيروس كورونا المجهول، هنا وهناك، وعلى مقربة منا. حتى أصبحنا نشعر ان الفيروس القاتل بات قريبا. ويزداد اقترابا يوما بعد يوم. الصمت أصبح حالنا. والخوف والإحباط، بل والاكتئاب يحاصرنا. ماذا يجرى؟! لقد كنا قبل بضعة أشهر، نعيش حياتنا بشكل طبيعى. منا الغاضب، والحانق، والحاقد، والراضى القانع بما قسمه الله له. هذا يغتاب القريب والغريب. وذاك يأكل مال أخيه وثالث عينه على ما فى يد غيره. وفجأة تغير كل شىء. وكأننا اكتشفنا فجأة أن الموت يأتى بغتة. لقد حدثت مشاهد مختلطة فى زمن «الكمامة». فرغم إغلاق المساجد فى رمضان مثلا. ضجت البيوت بصلاة الجماعة من أعضاء الأسر. وانكب الكثيرون تحت الحظر على تلاوة القرآن الكريم. وهناك من ختمه أكثر من مرة خلال الشهر الكريم. اقترب أعضاء الأسر من بعضهم بعضا. لدرجة أن البعض تفاجأ بالآخرين، وكأنه يكتشفهم لأول مرة. حكايات نسمعها من الأصدقاء والأقارب لا تصدق. ابن لم يكن يرى ابويه الا كلمح البصر أثناء عودته متأخرا، اذا به يتسامر معهما حتى الفجر يوميا. ويناقشون كل الأمور بهدوء ودون تعجل. إنه زمن الحظر والكمامة الذى نراه بلاء وابتلاء وكابوسا نتمنى بلا شك ان ينقشع ولو بعد حين. ما اتمناه ألا يمر هذا الزمن علينا دون أخذ الدروس والعبر التى تغير سلوكياتنا واخلاقنا وتعاملاتنا مع بعضنا البعض إلى ماهو أفضل.اتمنى ان ندرك جميعا لا مؤقتا، ان الدنيا لا تستحق ان نتقاتل ونتباغض للفوز بما لذ وطاب منها.اتمنى -اذا قدر الله لنا النجاة من هذا الوباء -ان نتعامل فعلا لا قولا بما أمرنا الله ورسوله وما توارثناه عبر الأجيال من قيم أخلاقية نبيلة. اتمنى انتشار قيم الحب والسلام والتسامح. وان يعود للأسرة المصرية تماسكها وتلاحمها. حينئذ سأقول بملء الفم والقلب والوجدان.شكرا يا من خلقت كورونا.فقد عدنا بعد زمن الكمامة بشرا أسوياء.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة